الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

الطريق إلى الجنة سورة يس 55- 68

الطريق إلى الجنة سورة يس 

حزنت الإنسان كثيرًا على حالِ بعض الأولاد الذين بلغوا الحُلُمَ، وَما زالوا مقصرين في أداء الصلاة، ويتحججون بانشغالهم ولديهم العديد من المهام الدراسية فهذا لسان حالهم وكأنهم لا يريدون الجنة. البنتُ فالصلاة عماد الدينِ وأساسه، وهي الفرق بيننا وبين الكفار وهي أولُ ما يُسْألِ العبد عنهُ يومَ القيامة وهي إلى الطرق المهمة الموصلة إلى الجنة.

قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَكِهُونَ*  هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائكِ متكئونَ *  لهم فيها فكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدْعُونَ * سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبِّ رَّحِيم *  وَامَتَازوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ *  أَلم أَعْهَدْ إلَيْكُمْ يَا بني ءادَمَ أَن لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُو مبين *  وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمُ *  وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًا كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ * هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * أصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ *  الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ  * وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ *  وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَحْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيَّا وَلَا يَرْجِعُونَ *  وَمَن نُعَمِّرَهُ نُنَكِسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ”

معاني المفردات الواردة في الآيات 55:68 من سورة يس:

شُغُلٍ فَكِهُونَ:                  فرحون بنعيم الجنة الدائم.

الْأَرَائكِ:                           سرير فاخر مزين ذو فراش ناعم، جمعها أريكة.

اقرأ أيضاً  تدوين السنة النبوية

مَا يَدَعُونَ:                        ما يطلبونَ ويتمنون.

وَامْتَزُوا:                           ابتعدوا وانفصلوا عن المؤمنينَ.

أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ:                     أكلفكُمْ

جبلاً:                               خلقاً .

لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ:        أعميناهُمْ.

فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ:             تسابقوا إلى عبور الطريق.

لَمَسَخْنَاهُمْ:                    غَيْرُنَا صورَهُمْ وخَلْقَهُمْ.

نعمره:                            نُطِل له في عمره.

نُنَكِسْهُ فِي الْخَلْقِ :             نردَّهُ مرة أخرى إلى أرذل العمر.

دلالات الآياتِ:

تضمنت الآيات الكريمة مجموعة من الموضوعات، منها:

من دلالات الآيات( حالُ الأبرار في الجنة):

أعدَّ اللهُ عز وجل للأبرار نعيما في الجنة دائماً لا ينقطع يتعمون وينشغلون فيه همْ وَأَزْواجُهُمْ، يتكؤونَ  في الجنة على الأسرة الفاخرة، لهم كل ما يتمنونَ من غير أن يتكلمون، وَالجنةُ نعيمها لا يشبه نعيم الدنيا، فعن أبي هريرة ، عنْ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَعَدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنُ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرِ». قَالَ أبو هريرةَ: فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ :”فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةَ أَعْيُنِ ) (رواه الترمذي).

قوله تعالى: “”سَلَمُ قَوْلًا مِّن رَّبِّ رَّحِيمٍ “” فيه دلالة على الكرامة والعناية بأهل الجنة والسلام عليهم.

ووصف القرآن الكريم والسنة النبوية لنعيم الجنة، للتشويق إليها والاستزادة في الطاعات

من دلالات الآيات (إعمال العقل):

قد يكون لبعض الأشخاص أعداء في الدنيا فيفكر في الحذر منهم والبعد عنهم وألدُ أعداء الإنسان هو الشيطانُ الرجيم، ولقد وسوس لآدم – عليه السلام-  ونجح في إخْرَاجَهُ مِنَ الجنةِ إِلى الأرضِ، وَتَوَعَدَ بإضلالِ ذُرِيَّةِ آدم؛ كي لا يعودوا إلى الجَنَّةِ مرة أخرى، لذلك كلف اللَّهُ تعالى  بني آدَمَ  بعبادته وعدم طاعة الشَّيطانَ، والعاقل يفكر بصورة صحيحة ولا يتبعُ عدوَّهُ بَلْ يُعْمِلُ عقلَهُ في التفكير فيما ينفعه ويفكر بالحقِّ الذي يجبُ أَنْ يَتَّبِعَهُ، فمن يَتَّبِعُ الشيطانَ فقد خسر خسرانًا مبينًا، ويستحق دخول جهنم، ويوم القيامة تشهد جميع حواسه على ما قام به من ذنوب.

اقرأ أيضاً  الإيمان فضل من الله تعالى

فوائد إعمال العقل:

1- التوصل إلى الحق والصواب.

2- وزن الأقوال والأفعال وفصلها وتصنيفها.

3- للعقل أهمية في التعرف على مقاصد الشريعة.

4- إعمال العقل يبعد سيطرة الأهواء على الإنسان.

مخاطر عدم الالتزام بالعهد مع الله تعالى:

1- الابتعاد عن طريق الحق والصواب.

2- الضلالة والغواية والانحراف.

3- الهلاك الأخروي والحرمان من التوفيق.

4-عدم تحقق السعادة في الدنيا والآخرة.

– أخبر الله عز وجل عن الشيطان الرجيم بأنه أضل الكثير من الناس: “ولقد أضل منكم جبلاً كثيراً” وذلك للعبرة والعظة والحذر من اتباع وساوس الشيطان.

من دلالات الآيات ( الدنيا دار زوال):

لقد عاش نوح عليه السلام ما يقاب الألف عام وفي النهاية انتقل إلى الرفيق الأعلى فالإنسان مهما طال عمره في الدنيا فمصيره الموت والفناءُ، فَهوَ يولد طفلا ضعيفًا، ثُمَّ تَزيدُ قُوَّتُهُ فترة بعد فترة وتزاد قوته في فترة الشبابِ، وَبعدها ترْجِعُ  القوة إِلى ضعف في مرحلةِ الشَّيْخوخة؛ فينبغي ألّا ينسى للإنسان نصيبَهُ مِنْ نَعِيمِ الدّنيا، وَفِي الوَقتِ ذاتِهِ يَحْرص على ما يُقربُهُ من نعيم الجنَّةِ الأبدي، عنِ ابنِ عباس رضي الله عنهما قال: قال الصادق المصدوق  لرجلٍ، وَهوَ يَعِظُهُ: «اغْتَنِمُ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحْتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ». (الحاكم في المستدرك )

أعمالا تُقَرِّبُنَا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى:

1- صلة الرحم:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ, وَيُنْسَأُ لَهُ فِي أَثَرِهِ, “فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ”. (صحيح  مُسْلِمٍ).

2- طاعة الله والوالدين:

قالَ الله تَعالى: ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَى الْمَصِيرُ) [سورة لقمانُ: 14].

3- الإحسان إلى الجار:

قالَ رسولنا الكريم : “مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثهُ”. ( صحيح البخاريُّ ومُسْلِم).

اقرأ أيضاً  أحكام النون الساكنة والتنوين

4- تعلم القرآن وتعليمه:

قال رسول الله: “خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ”. (رواه البخارِيُّ).

5- تعلم العلم:

قال رسول الله: “ومَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهْلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ”. (رواهُ مُسْلِم).

 حال الأبرار في الجنة:

1- مشغولون مع أزواجهم بنعيم الجنة.

2- متكئون على السرر الفاخرة ولهم ما يتمنون.

3-ـ فرحين مسرورين.

4- لهم ما يشتهون من الفاكهة وما لذَّ وطاب من الطعام.

مخاطر اتِّباع الشيطان:

1- الضلال والغواية والإفساد.

 2- الابتعاد عن الحق .

3-دخول النار.

 4-الحرمان من السعادة في الدنيا والآخرة

ـ  الوسائل المُعينَةَ من وساوس الشيطان الرجيم:

1- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

  2-الإكثار من قراءة القرآن وتدبره.

3-فعل الطاعات والاستغفار.

4- قراءة سيرة الرسول الكريم  وسير الصالحين الكرام.

زر الذهاب إلى الأعلى