الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

الإنسان والأمانة سورة الأحزاب

الانسان والامانه سورة الأحزاب 63-73

خلق الله تعالى الإنسان وسخر له الكونَ، وأعطاه القدرة على الانتفاع من كل المخلوقات، وحبـاه عز وجل بالقدرة على التخطيط والتنفيذ والتقييم وجعل له حرية الاختيار والإرادة مع الاحتمال والصبر، ومنحه فرصة لمحاسبة النفس والمراجعة والبدء من جديد،

ليستعدوا ليوم القيامة بالتوبة والاستغفار على ما وقعوا فيه من الذنوب وبالعمل الصالح.

يقول تعالى: ( يَسۡـَٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِۚ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا  إِنَّ ٱللَّهَ لَعَنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمۡ سَعِيرًا  خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ لَّا يَجِدُونَ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا  يَوۡمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يَٰلَيۡتَنَآ أَطَعۡنَا ٱللَّهَ وَأَطَعۡنَا ٱلرَّسُولَا۠  وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعۡنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠  رَبَّنَآ ءَاتِهِمۡ ضِعۡفَيۡنِ مِنَ ٱلۡعَذَابِ وَٱلۡعَنۡهُمۡ لَعۡنٗا كَبِيرٗا  يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ ءَاذَوۡاْ مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْۚ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهٗا  يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا  يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا  إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا  لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ وَيَتُوبَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمَۢا 

معاني المفردات الواردة في الآيات63:73 من سورة الأحزاب

وليَّاً:                           يحفظهم عن النار

اقرأ أيضاً  التقرب إلى الله تعالى

نصيرا:                       يدفعها عنهم.

قولا سَدِيدًا:               قولا صحيحا صادقًا.

الأمانة:                   الفروض التي  أوجبها الله تعالى وافترضها على الإنسان.

 النقاط الأساسية التي تحدثت عنها الآيات 63:73 من سورة الأحزاب

أولاً: الساعة حق.                                    ثانياً: حفظ الأمانة.

الشرح والتفصيل:

أولاً:

الساعة حق

في هذه الآيات الأخير من السورة تبدأ  الآيات بسؤال بعض الناس عن الساعة، واستعجالهم بها، وسؤالهم يكشف عن تكذيبهم وشكهم بيوم القيامة، وذلك لعدم إيمانهم بالله تعالى وبرسوله، وهم بذلك يريدون إحراج النبي، والسخرية من المؤمنين، وذلك إمعاناً في الأذى، ويتمنون لو أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول كلاما من عنده في ذلك، لكنه لا ينطق عن الهوى، بل يُبلغ ما أُمر به، فيأتي الجواب وحيا حازما قاطعا (قل إنَّما علمها عند الله)  يجلبها لوقتها متى شاء سبحانه وتعالى، ومع الجواب تأتي فائدة عظيمة، وهي تحذيرهم من قربها، لعلهم  يتعظون بدلا من أن يُطردوا من حمة الله وزيادة في التأكيد، ولكي يغتنموا الفرصة، يعرض السياق مشهدا – من مشاهد يوم الساعة لا يسرُّ المرتابين والذين لم يعدوا العدة لذلك اليوم يوم

تقلب وجوههم في النار أي تتغير ألوانها من لفح النار وهم يصطرخون حزنا وندما ( يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا) لكانوا نجوا من العذاب، لكهم اتبعوا زعماءهم في الباطل دون أدنى تفكير، فقادوهم إلى الضلال حتى أوصلوهم إلى ما هم فيه، وليس من يغيثهم أو يحميهم من النار، لذلك يطلبون سادتهم كبرائهم في الضلال مثليّ ما هم فيه من العذاب لكفرهم ولإضلالهم غيرهم والدعاء يكون عند عدم حصول الأمر المدعو به، والعذاب كان حاصلا.

اقرأ أيضاً  فضائل المؤمن ( حديث شريف )

وطلبوا مضاعفة العذاب في قوله تعالى: ( ربنا ءاتهم ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ والعنهم لعنا كبيرا ): من باب النقمة على ساداتهم وكبرائهم لأنهم أضلوهم.

أساليب مضللين الشباب

1- إغراؤهم بالمال.

2- إغراؤهم بالشهرة.

3- خداعهم بقلب الحقائق.

– نتائج أعمال المضللين في الدنيا:

1- الغلو والتشدد.

2- الضلال والغواية التي يستحق بها النار.

3- الحروب والبعد عن الحق.

 من النقاط الأساسية التي تحدثت عنها الآيات:

ثانياً:

حفظ الأمانة

وينتقل السياق والآيات الكريمة بانسجام تام من مشهد في يوم القيامة  إلى الأرض مرة أخرى، فيحذر المؤمنين من أن يكونوا ( لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ ءاذَوا مُوسَى فَبَرَاهُ اللَّهُ ممَّا قَالُوا وكَانَ عِندَ اللهِ وَجَيهَاً )، وكان ذلك ردا على كلام بعضهم عن زواجه بزينب بنت جحش، هذا الزواج الذي أبطل الله تعالى به حكم التبني كما كان سائدا في الجاهلية، ويدعوهم الله تعالى ليقولوا دائما – دل ذلك- الصدق والصواب بعيدا عن اللمز والغمـز.

 فيوفقهم الله عز وجل إلى الأعمال الصالحة، ويغفر لهم خطأهم وذنبهم بأن يلهمهم التوبة، ويجعل لهم بطاعته سبحانه وطاعة رسوله فوزا عظيما، يزحزحهم عن النار ويدخلهم الجنة بإذن الله تعالى، فالأمنُ يوم الفزع الأكبر فوز، والبعد عن النار بحد ذاته فوز، ودخول الجنة فوز.

وتختم السورة بالإيقاع الهائل العميق، عن الأمانة التي أشفقت من حملها السماوات والأرض والجبال، وهي الفرائضُ التي افترضها الله نار على عباده، وقد حملها الإنسان على ضخامتها. وذلك ليتم تدبير الله قال في ترتيب الجزاء على العمل، ومحاسبة الإنسان على ما رضي لنفسه واختار: ( لِّيُعَذِّبَ اللَّهُ الۡمُنَافِقِينَ وَالۡمُنَافِقَٰاتِ وَالۡمُشۡرِكِينَ وَالۡمُشۡرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى المُؤۡمِنِينَ وَالمُؤۡمِنَاتِۗ وَكَانَ اللّهُ غَفُورا رحِيمَا (73) فتوعد بالعذاب من اختار الشك فأظهر الإيمان وأبطن الكفر، ومن جعل الله شريكا في الملك أو العبادة.

اقرأ أيضاً  بيوت طاهرة مجتمع نقي

أما من آمن بالله تعالى من ذكر أو أنثى فوعدهم الله تعالى أن يتوب عليهم، والمقصود الجنة، وقد أبقى سبيل التوبة مفتوحا لمن أراد أن يرجع إلى ربه، ويثوب إلى رشده، ويؤكد هذا عموم الخطاب في قوله تعالى: ( وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رحِيماً )، ختم السورة بالغفران والرحمة، حتى لا ييأس أحد من رحمته تعالى.

 معنى الأمانة

الفرائض، الطاعة، أمانات الناس، العقل، التوحيد.

 وربطت الآيات بين نبي الله موسى عليه السلام وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيه

دلالة واضحة على أن جميع الأنبياء أذوا وصبروا وتبرئتهم كانت من عند الله.

شروطٌ لتحقيق الفوز العظيم

1- طاعة الله تعالى.

2- طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم.

– يقول تعالى: ( وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ):

مواقف الناس تجاه حمل الأمانة

1- منهم من يظلم نفسه فيخونها.

2- ومنهم الجاهل بثقل حملها.

3- ومنهم من يحملها ويوفقه الله تعالى في حملها.

– فالرياء شرك لأنه أشرك في عبادته أحداً غير الله.

– وجَعَلَ الله باب التوبة مفتوح للإنسان، فيه دليل على رحمته تعالى بالناس ليُمْهِلَهم لعلهم يتوبون

– والعلاقة بين الرحمة والمغفرة، أن الرحمة سبب للمغفرة.

زر الذهاب إلى الأعلى