قيم الإسلام وآدابه

التناصح في الإسلام

التناصح في الإسلام

التناصح واجب بينَ النَّاسِ، وهو منَ الواجبات الاجتماعية، التي تساعد في التقدّم والبناء والازدهار، فالإنسانُ لا يعلم كل شيء في الحياة، فقد يعلم أشياء وتغيب عنه أخرى، وقد يخطئ وقد يصيب، فلا يستغنى عن النصيحة، بل يحتاج إليها، خصوصًا في الأمور التي تحتاج إلى اتخاذ قرار حاسم في أمر ما، فيساعده النصحُ على الاختيار الأنسب، ويوفّرُ عليه الجهد والوقت، ويبعده عن الخطأ والندم، وقد ينقذه من شرٍّ كبير إذا سمع ممّن يطلب منه النصيحة.

قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما تولى الخلافة: ( أطيعوني ما أطعتُ الله فيكم فإن عصيته فقوموني).

إن إخلاص المؤمن وصفاءَ نفسه وطهارة قلبه هي أساس التناصح الذي حتَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «الدِّينُ النّصيحة» وهي حق المسلم على أخيه المسلم، والنصيحة منهج الأنبياء في الدعوة إلى اللهِ تَعَالى.

مفهوم التناصح

التناصح هو تبادل النصيحة دائماً بين شخصين أو أكثر “طرفين”، والنصيحة: هي إخلاص الرأي وإرادة “وحب “الخير للمنصوح.

أهمية النصيحة

1- توفر الوقت والجهد.

2- تساعد على الاختيار الأنسب.

3- ينقذه من الشر. 

4- تجنب الخطأ.

شروط النصيحة

1- الإخلاص

2- أن تكون النصيحة في أمر واضح لا جدال ولا خلاف فيه.

3- أن يكون الشخص الناصح عالماً بالشيء الذي ينصح به ومؤهلاً لذلك.

آداب النصيحة

1- الرفق واللين.

2- أن تكون سراً.

3- اختيار الوقت المناسب.

4- أن تكون خالصة لله.

اقرأ أيضاً  آداب اللّباس في الإسلام

5- أن لا يُلزم المنصوح بقبول النصيحة.

فوائد التناصح

1- إرضاء الله تعالى و طاعته.

2- نشر الألفة و المحبة بين أفراد المجتمع.

3- إطلاق طاقات الفرد في التفكير السليم.

أثر النصيحة 

1- تصحيح الأخطاء.

2- تحمل المسؤولية.

3- الاستقامة والنجاح.

4- صلاح المجتمع.

5- تماسك المجتمع وترابطه.

6- التقدم والإزدهار.

التناصح طريق الأنبياء في الدعوة

كان للأنبياء دور مهم في إيصال الخير لأقوامهم و تحقيق سعادتهم من خلال نصحهم:

[ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ]

[ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَ لَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ]

[َ فتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ]

فمضمون نصائح الأنبياء عليهم السلام لأقوامهم هو تبليغ رسالة ربهم، وتوحيد الله وترك عبادة غيره تعالى.

الهدف من النصيحة الصادقة

وهدف النصيحة الصادقة هو جلب الخير والسلامة للجميع، تجنب الخطأ، الوصول للأحسن، فلقد نصح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قومه، ودعاهم لعبادة الله وترك عبادة الأصنام.

تلقي النصيحة

إنَّ الأهل والأصدقاء والزملاء يتناصحون فيما بينهم، إنَّ التناصح فى الاسلام يجب أن يكون في جميع فئات المجتمع، فالتناصح واجب في المجتمع المسلم، وهو من مظهر من مظاهر تماسك المجتمع وتلاحمه، والنّاسُ في تقبلهم للنصيحة متفاوتون، فمنهم من يتقبلها ويقابل الخير بالخير، قال تعالى: ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئكَ هُمْ أولوا الْأَلْبَابِ) (الزمر). فالمسلم يقبلها، بل ويقابلها بالخير، فلا يرفضها أو يعتبرها انتقاصاً لشخصيته، لأنها واجب شرعي يشمل جميع فئات المجتمع على اختلافها، وهي من أشكال تآلف المجتمع، ومن الناس من يرفضها ولا يقبلها ويعتبرها استنقاص لشخصيته وهذا مخالف للدين.

اقرأ أيضاً  السنن الاجتماعية في القرآن الكريم
 آداب تلقي النصيحة

1- الاستماع الجيد.

2-الرد اللطيف.

3- الحوار الهادئ.

4-الدعاء بالخير للآخر.

زر الذهاب إلى الأعلى