الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

الحلال بَيِّن

الحلال بَيِّن

عنِ النِّعمان بن بشير رضي الله عنه: قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: ( إنّ الحلال بيّن, وإن الحرام بيّن, وبينهما مشتبهات لا يعلمُهنَّ كثيرٌ منَ النَّاسِ, فَمَنِ اتَّقى الشَّبهات استبرأ لدينه, وعرضه, ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام, كالراعي يرعى حول الحمى, يوشك أن يرتع فيه, ألا وإن لكلِّ ملك حمّى, ألا وإن حمى الله محارمه, ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحتْ, صَلحَ الجسد كله, وإذا فسدَت, فَسدَ الجسد كله, ألا وهي القلب). (رواه مسلم)

معاني مفردات حديث الحلال بَيِّن

الحلال:                   ما أحله الله وأباحهُ، يستوي فيه الفعل والترك “ولا إثْمَ في فعله أو تركه”.

بَيِّن:                        ظاهر معلوم.

الحرام:                    يعاقب فاعله ويثاب تاركه وطلبَ الشَّرعُ تركه على سبيل الإلزام.

مشتبهات:                تحتمل الحِلَّ والحُرْمةَ.

استبرأ لدينه وعرضه:  طلب حفظ دينه وسلامته وسلامة سمعته من الطعن.

يرتع:                      يجعل ماشيته ترعى في الحمى.

لكل ملك حمّى:           أرض خاصة محميةٌ يُمنعُ دخولها من العامة.

 مضغة:                   قطعة لحم صغيرةً.

دلالات حديث الحلال بيِّن

أولاً: أنواع الأحكامَ الشّرعيّة.       ثانياً: خطورة المُشتَبِهاتِ.           ثالثاً: أهمية القلب.

الشرح والتفصيل

أولاً:

أنواع الأحكام الشّرعية

1- حلال وهو مباح ظاهر للناس ومعروف لهم.

2- حرام مطلوب تركه إلزاما.

3- المشتبه وهي أمورٌ مشكوك في حلّها أو حرمتها، والمسلم الحقُّ يترك الشّبهات حتى لا يقع في الحرام، ومن فعل ذلك يكون قد طلب البراءة منَ الذُّنوبِ في دينه، وحفظ سمعته منَ الطَّعن فيها.

اقرأ أيضاً  الأعمال بالنيات

ثانياً:

خطورة المُشتَبِهات

يُحذِّرُنا النَّبِيُّ من المُشْتَبِهات؛ لخطورتها على الفرد والمجتمع، فهي تقود إلى الوقوع في الحرام، حيثُ يسهل على مَنْ يقعُ في المُشْتَبِهات أنْ يقع في الحرام، كذلك فإنَّ تتبعَ المُشْتَبِهاتِ يعرض الفرد للغيبة والنَّميمة، ويَفْقِدُ ثقةَ النَّاسِ فيهِ، كما أنَّ شُيوعَ المُشْتَبِهات يؤدّي إلى انتشار الفاحشة في المجتمع.

نتائج البعد عن الشبهات

1- يوفقه الله إلى فعل الحلال.

2- يعصمه الله من الوقوع في المعاصي.

3- يؤدي إلى ثقة الناس فيه.

4- يؤدي إلى انتشار الأخلاق الكريمة في المجتمع.

ثالثاً:

أهمية القلب

ورد في قول النبي صلى الله عليه وسلم أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد ويقصد بالمضغة القلب وفي هذا دليل على أهمية القلب للإنسان فلو نظرنا للقلب من الناحية الصحية فهو من يضخ الدم إلى أعضاء الجسم، ومن الناحية الأخرى نجد أنَّ القلب سائق للإنسان إما إلى الخير وإما إلى الشر، لذا وجب على المسلم الحرص على صلاح قلبه بالبعد عنَ الرياء والشِّركِ والغل والحسد وغيرها من أمراض القلوب، لأن القلب أساس صلاح جميع أعضاء الجسمِ، فَفِعْلُ المعروف والخَيْرِ يكون بتوجيه من قلب يملؤه الخيرُ ومحبة النّاسِ، فيكون له تأثير على صاحبه في التعاملِ معَ الآخرين، وقدرةً على العطاء والتعاون، وحِرْصًا على مجتمعه ودينه ووطنه.

فعلاقة حديثِ الحلال بين بحديث الرّسول صلى الله عليه وسلم: « دع ما يريبك إلى ما لا يريبُكَ» (رواه الترمذي). فالحديثين يرشدان إلى ترك المشكوك به خشية ارتكاب الحرام وأن صلاح الجوارح مرتبط بصلاح القلب وإيمانه فهو سيد الجوارح.

يقولِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: « ألا وإن في الجسدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسد كلُّه، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجسد كلُّهُ، أَلا وهي القلب». فالعلاقة بين صلاح الجوارح وصلاح القلب، فالقلب لها بمثابة الملك لجنده، فإن طاب القلب طاب البدن، وإن فسدَ فسد.

اقرأ أيضاً  رسول الله وخاتم النبيين
الوسائل المعينة على صلاح القلب

1- النصيحة.

2- الدعاء بسلامة القلب.

3- إخلاص العمل لله وحده.

4-إفشاء السلام.

5- رضا المسلم عن ربه.

6- حسن الظن.

7- تلاوة القرآن الكريم.

زر الذهاب إلى الأعلى