الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

الدنيا دار عمل

الدنيا دار عمل سورة الكهف 45:59

أعظم ما يمنعُ الإنسان من الإيمان هو الاغترار بالدنيا والإقبال عليها، حتّى تصرفه عن التأمل في أدلَّةِ التَّوحيدِ والبعث، وهذا ما دفع صاحب الجنَّتينِ إِلَى إنكارِ السّاعةِ، عندما اعتقد أنَّ جنَّتَيْهِ دائمتان، فلا يتطرَّقُ إليهما الفَناءُ فَقَالَ: وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائمَةً .

أمر الله نبيَّهُ صلى الله عليه وسلم أنْ يضرب للنَّاسِ مثل الحياة الدُّنيا الفانية( الدنيا دار عمل) كمثلِ ماء المطر الذي يروي الأرضَ فيَنْبُتُ بسببه نباتُها، ويلتف بعضُه على بعض، وعبر عنه بالاختلاط كناية عن الوفرة والخصب، ثمّ يجف ويصبح محطمًا متفتّتا تفرّقُهُ الرِّياحُ في كل اتجاه، فكل ما له بداية له نهاية، وهذه صورة مصغرة للحياةِ الدُّنيا، سواءٌ طالتْ أوْ قَصُرَتْ. ثمَّ قال تعالى: ( وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا)، فهي جملة معترضة للتذكير بقدرة الله تعالى على خلقِ الأشياء وأضدادها، فيجعلُ أَوَّلها مُفْضِيّا لآخرها، وهذا كمال القدرة.

يقول تعالى: “وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ فَأَصۡبَحَ هَشِيمٗا تَذۡرُوهُ ٱلرِّيَٰحُۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ مُّقۡتَدِرًا (45) ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِينَةُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَٱلۡبَٰقِيَٰتُ ٱلصَّٰلِحَٰتُ خَيۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابٗا وَخَيۡرٌ أَمَلٗا (46) وَيَوۡمَ نُسَيِّرُ ٱلۡجِبَالَ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ بَارِزَةٗ وَحَشَرۡنَٰهُمۡ فَلَمۡ نُغَادِرۡ مِنۡهُمۡ أَحَدٗا (47) وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفّٗا لَّقَدۡ جِئۡتُمُونَا كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةِۭۚ بَلۡ زَعَمۡتُمۡ أَلَّن نَّجۡعَلَ لَكُم مَّوۡعِدٗا (48) وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا (49) وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦٓۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّيَّتَهُۥٓ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّٰلِمِينَ بَدَلٗا (50) ۞مَّآ أَشۡهَدتُّهُمۡ خَلۡقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَا خَلۡقَ أَنفُسِهِمۡ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلۡمُضِلِّينَ عَضُدٗا (51) وَيَوۡمَ يَقُولُ نَادُواْ شُرَكَآءِيَ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُمۡ فَدَعَوۡهُمۡ فَلَمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَهُمۡ وَجَعَلۡنَا بَيۡنَهُم مَّوۡبِقٗا (52) وَرَءَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمۡ يَجِدُواْ عَنۡهَا مَصۡرِفٗا (53) وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٖۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ أَكۡثَرَ شَيۡءٖ جَدَلٗا (54) وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤۡمِنُوٓاْ إِذۡ جَآءَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّهُمۡ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمۡ سُنَّةُ ٱلۡأَوَّلِينَ أَوۡ يَأۡتِيَهُمُ ٱلۡعَذَابُ قُبُلٗا (55) وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَۚ وَيُجَٰدِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ لِيُدۡحِضُواْ بِهِ ٱلۡحَقَّۖ وَٱتَّخَذُوٓاْ ءَايَٰتِي وَمَآ أُنذِرُواْ هُزُوٗا (56) وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِۦ فَأَعۡرَضَ عَنۡهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتۡ يَدَاهُۚ إِنَّا جَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٗاۖ وَإِن تَدۡعُهُمۡ إِلَى ٱلۡهُدَىٰ فَلَن يَهۡتَدُوٓاْ إِذًا أَبَدٗا (57) وَرَبُّكَ ٱلۡغَفُورُ ذُو ٱلرَّحۡمَةِۖ لَوۡ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلۡعَذَابَۚ بَل لَّهُم مَّوۡعِدٞ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِۦ مَوۡئِلٗا (58) وَتِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰٓ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلۡنَا لِمَهۡلِكِهِم مَّوۡعِدٗا (59)

اقرأ أيضاً  قصة صاحب الجنتين

معاني المفردات الواردة في الآيات 45:59 من سورة الكهف

 محطمًا ومتكسرًا:         هَشِيما

والْبَاقياتُ:                    التي يبقى ويدوم ثوابها

الْكِتَبُ:                       صحيفة عمل كلّ إنسان

مُشْفِقِينَ:                  خائفينَ مِنْ أمرٍ لم يحدثُ بعدُ.

أولياء:                        حلفاء.

عضُدا:                       أعوانًا.

مَوْبقًا:                         مكان الهلاكِ.

سنة:                           عادة.

فَأَعْرَضَ عَنْهَا:              تجاهلها.

ليدحضوا:                  ليُذْهبوا به الحق ويزيلوه.

أكنة:                           أَغْطِيَةً (حُجُبًا).

وقراً:                            صمماً (مَعْنَويا).

 النقاط الأساسية التي تحدثت عنها الآيات 45:59 من سورة الكهف

أولاُ: زينة الحياة الدنيا.      ثانياً: تكريم آدم عليه السلام.          ثالثاً: هذا هو القرآنُ.

الشرح والتفصيل:

أولا: زينة الحياةِ الدُّنيا

يستمر الحديث عن الحياةِ الدُّنيا لأن الدنيا دار عمل، فقد جعل الله – تعالى – لها زينةً (المال والأولادَ) لأن الدنيا دار عمل ، وقدَّمَ المال؛ لأنَّه يرغبُ فيه الصغير والكبير والشّابُ والشَّيخُ، وهو أسرعُ حضورًا في أذهانِ النّاسِ والزِّينةُ لها وقت محدود ثم تزول حالُها كحال الدنيا الفانية؛ ولذلك ينبهنا سبحانَهُ إلى الإكثار من الأعمال الصالحة؛ لأنَّ ثوابَها خالد أبدًا، فجعلَها أفضل أملا من المال والبنين؛ لأنَّ المال والبنين قد يَحْصُلان وقد لا يَحْصُلان، أمّا ثوابُ الصّالحات فلا شك حصولِهِ؛ لأنَّه وعدٌ مِنَ اللهِ تعالى، قال  رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استكثروا مِنَ الباقياتِ الصَّالحات قيلَ: وما هنَّ يا رسولَ اللهِ؟ قال: التكبير والتهليلُ والتَّسبيحُ والحمد لله ولا حَوْلَ ولا قوَّةَ إِلَّا بالله). (ابن حبان)، وقد قدم الباقيات على الصالحات؛ لتأكيد أنَّ ما قبلها ( زِينَةُ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا ) (ليس بباق، وهذا إيجاز، والإيجاز من البلاغة.

ثم تذكرُ الآيات الكريمة بما بعد الحياةِ الدُّنيا ( الدنيا دار عمل فقط) وتُصوِّرُ أحوال يوم البعث ومشهد العرض على ربِّ العالمينَ، ونَدَمَ المعاندين على كفرِهِمْ، لكي يعودوا إلى رشدِهِمْ قبل فوات فرصتِهِمْ، وإلا فلا يبقى لهم عذر أو حجّةٌ في ذلك اليوم، حيثُ تزول الجبال من مواقعها، فتتفتّت لأي سبب أرادَهُ الله تعالى، ويبرز وجه الأرض للرائي؛ فلا يستره جبل أو شجر أو حيوان، ويُحْشَرُ النَّاسُ بأمر ربهم؛ فلا يُستثنى من ذلك أحد، وقد عبر بالفعل الماضي «وَحَشَرْنَاهُمْ» عن أمر يقع في المستقبل لتأكيد تحققه ووقوعِهِ، ويُعرضون على ربِّ العالمينَ في صفُ لَا يَحْجُبُ أحدٌ منهمْ أحدًا، وليس لهم خيار في ذلك، و هم يسمعون قول الحقِّ: (لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةً) مِنْ تراب، وقد بعثكُمُ الله عزّ وجلَّ، وأحياكُمْ مرة أخرى بعد أن صرتُمْ ترابًا، وكنتُمْ تظنون عدم إحيائكم مرة أخرى للحساب، وهذا تعريض بإنكارِهِمُ البعث في الدُّنيا، حيثُ أصروا على كبرهِمْ وعنادهم، واستمروا في غيهِمْ، وتمادَوْا في ظلمِهِمْ، وكلُّ ذلك في صحائفِ أعمالِهِمْ، وقد وُضِعَتْ أمامَهُمْ، فلم تترك كبيرة أو صغيرةً إلّا أثبتتها وعدتها على صاحبها، فإذا رأوا ما فيها صاحوا أنَّ الويلَ لَهُمْ، وهو نداء توجع يدلُّ على حجم الألم والنَّدم، يومَ لا ينفعُ النَّدمُ، واللهُ عَزَّ وجلَّ لا يظلم أحدًا، لا بنقص ثواب المطيع، ولا بزيادة عقوبة العاصي، بلْ هُوَ أَرحمُ الرّاحِمِينَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: « اللَّهُ أرحمُ بعباده من هذه بولدها» (البخاري)،يقصد رحمة الأم.

اقرأ أيضاً  دروس وعبر سورة الملك 25-30

إن  الجبال ستزول يومَ القيامة لأي سبب يريده الله فتتفتت وتطير لقيام الساعة.

أوصاف الجبال يوم القيامة في القرآن الكريم

1- كثيبا مهيلا.

2- كالعهن المنفوش.

3- ينسفها ربي نسفا.

4- تمر مر السحاب.

قال تعالى: ﴿ وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ ). ولم يَقُلْ عُرِضوا علينا ودلالة ذلك  هو الانتصار للمخاطب وهو النبي صلى الله عليه وسلم إذ كذبوه حين اخبرهم بالبعث .

والربط بين تغير طقس الكرة الأرضيَّةِ ومناخها وموضوع الآيات الكريمة:

بسبب ما يفعله الانسان من اعتداء على البيئة فيكون سببا في دمارٍ للحياة والآيات تشير الى تلك النهاية.

ثانيا: تكريم آدم عليه السلام

نعلم أنَّ الله تعالى يومَ أعلن خلافة الأرضِ لآدمَ وذَرِّيَّتِهِ، أمر ملائكته بالسجود لآدم عليه السلام سجود تكريم وتنفيذ لأمر الله تعالى، لكنَّ إبليس – وهوَ جِنِّيُّ – خرجَ عن طاعةِ رَبِّهِ ولمْ ينفّذ أَمْرَهُ، فلم يسجد مع الملائكةِ، وأعلن عداوته لآدمَ وذَرِّيَّتِهِ، ( أَفَتَتَخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ) فَهَلْ يُعْقَل أَنْ يَتْرَكَ الإِنسانُ الخالق الذي كرَّمَهُ وأنعم عليهِ، ثُمَّ يتقرَّبَ منْ مخلوق يناصبُهُ العداء، ويريد لهُ الشَّقاء؛ لذلك جاء الاستفهام استنكارًا وتوبيخا لمن اختار ذلك لنفسه، وقد علَّل النهي عن موالاتهم بقوله تعالى: (وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ) فَهَؤلاءِ الَّذِينَ جعلتموهم شركاء لله تعالى لم يَحْضُروا خلقَ السَّمواتِ والأرضِ ولا حتَّى خَلْقَ أنفسهم؛ حيثُ يستحيلُ أنْ يشاهد المخلوقُ خَلْقَ نفسِهِ، فيستحيل إذن أن يكونوا آلهة، ولم يجعلهُمُ الله أعوانًا لَهُ – وهمُ المُضِلُّونَ عَنِ الحَقِّ- فكيفَ يكونون آلهة؟!

وينتقل من إبطال ألوهِيَّةِ إبليس والجنَّ إلى إبطال ألوهِيَّةِ كلُّ ما عُبدَ من دونِ اللهِ، ( وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَاءِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ ) وزيادةً في التوبيخ والتقريع يأمرُهُمُ اللهُ تعالى أن ينادوا أصنامَهُمْ وأوثانَهُمُ الَّتِي عبدوها، وجعلوهُمْ شركاء لله، فلم يستجيبوا لندائهم، عندها يبلغونَ قمَّةَ اليأس، ويُكَوِّنُ الله بينَ مَكانِهِمْ ومكانِ أصنامِهِمْ فوهاتِ جهنَّمَ، فيها الهلاك، مقدمةً لما بعدها، فيرى المجرمونَ النَّار، ويتيقنوا أَنَّهُمْ واقعونَ بها وواقعةٌ بهم، وليس لهم نجاة أو مكان ينصرفونَ إليه عنها، فالمَوْبِقُ موجود والمَصْرِفُ مفقود.

 أسباب عصيان إبليس أمر الله تعالى

1-التكبر والغرور .

اقرأ أيضاً  حديث الإفك عظة وعبرة

2-الطمع بمكانة آدم عليه السلام.

3- الكراهية والعداء.

4- الحقد والحسد.

ثالثا: هذا هو القرآنُ:

كلام اللهِ وكتابه الَّذي يوضح للنَّاسِ الحق والخير ، وضرب لهم أمثلةً كأنَّهُ  ينبه ويقرعُ بـها الآذان لأمر قد يكون غائبا  أو غافلا عنهم, كي يهتدوا للحقِّ، ويرجوا إلى ربِّهم، لكنَّ الإنسان كثير الجدال والمحاورة،

أنواع الجدال

الأول جدال مذموم: يقومُ على الهوى والتعصب للرَّأي؛ لإثبات أمر ما ولو كان خطأ، وقد نُهينا عنه.

الثاني جدال محمود: يقوم على العلم والدليل والبحث من أجل الحقيقة. وهذا هو الجدال البناء الله وقد أَمَرنا به فهو عبادة، قال تعالى: (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) (النحل: 125]. لكنَّ المعاندين المستكبرين اختاروا النَّوعَ الأَوَّلَ، فمنعهم منَ اتَّبَاعِ الحقِّ واستغفارِ ربِّهِم، وتمادوا فلم يؤمنوا، ولن يؤمنوا حتى يأتيَهُمُ الهلاك الشامل، كما جرى على الأمم السابقة، أو يشاهدوا العذاب عيانًا، بل تعجلوا العذاب، قال تعالى على لسان كفار قريش:  “اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقِّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ “(الأنفال: 32)

لكنَّ رسلَ اللهِ  عليهم السلام ما جاءوا لعذاب الأمم، بل جاءوا برحمةً منَ اللهِ، لينقذوا النَّاسَ من العذاب والظلمات وليس لهلاكهم، ولفوز الإنسانية لا لخسارتها،

ورغم هذا أصر المشركون على السخرية والمخاصمة ليزيلوا الحق من الدنيا، فجعل الله على قلوبهم أغطية وأصم آذانهم عن الحق؛ فلا يعلمون كتاب الله ولا يؤمنون، وهذا اختيارهم هم ، فما أشَدَّ ظلمهم لأنفسهم، وما أسوأ إنكارهم وتجاهلهم لآيات الله، وليس هذا بغريب، فقد نسوا ما اقترفت أيديهم من الآثام والخطايا ما يستوجب الهلاك، لكنَّ الله الغفور الرحيم يحلم ويستر ويعفو، ولا يعجَّلُ العقوبة على الذَّنبِ، فَهَوَ يُمهل لكنَّه لا يهملُ، وقد جعل لكل شيء موعدًا، لا تحيد عنه ولا مهرب منه، وقد أهلك قبلهم أمما ظالمة، وجعل لكلِّ أُمَّةٍ وقتا محددًا، قال تعالى: (وَلِكُلِ أَمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةٌ وَلَا يستقيمُونَ ) (الأعراف14) فهل يعتبر الإنسان مما جرى لتلك الأمم؟

 نماذج منَ الأمثلة التي ضُرِبَتْ في القرآن الكريم

رجلان الحياةُ الدُّنيا:                سورة الكهف.

بعوضة:                              سورة البقرة 26.

أصحاب الجنة:                     سورة القلم 17.

أصحاب القرية:                    سورة يس 13.

امرأة فرعون:                      سورة التحريم 11.

الكلب:                              سورة الأعراف 176.

-الجدل والحوار من خلال مواقع التواصل الاجتماعي: (التقييم والنتائج):

الأهداف:                  التسلية أو التعارف.

النَّتائجُ:                   إهدار الوقت ، تضييع الوجبات ، نشر الفتن.

التَّقييمُ:                    الضرر الكبير ( الضرر اكبر من الفائدة).

العلاج:                      المتابعة والتنظيم.

 طرق الوصول إلى الحقيقة

1- العلم والمعرفة.

2- الإخلاص والدقة.

3- الصدق والأمانة.

 4- البحث والتحري.

‫36 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى