السيرة والأعلام

الشيخ أحمد بن عبدالعزيز آل مبارك

الشيخ أحمد بن عبدالعزيز آل مبارك

يَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ( لا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ” رَجُلِ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ” “وَرَجُلٍ آتَاهُ اللهُ حِكْمَةً, فَهُوَ يَقْضِي بِها وَيُعَلِّمُها” (البخاري).

أشار الحديثُ إلى عاملين اثنين في بناء الحضارة، أولا المال: فالمال قوام الأعمال والبناء، ثانياً: الحكمة  فهي ترشّد الإنفاق فللحكمة دور في توجيه المجتمع نحو الازدهار والتقدم.

مكانة العلماء

للعلماء مكانة عظيمة في المجتمع، حفظها لهمُ الشَّرعُ الحكيم، فهم ورثة الأنبياء، في هداية النَّاسِ وتوجيههم نحو الخير والحق والفضيلة، يعلمونهم معاني دينهم الأصيلة، الداعية إلى المحبَّةِ والتسامح والاعتدال، ويؤصلونَ فيهم حبّ الوطن وصيانة مكتسباته الحضارية، والتمسك بأصالته وهويَّتِهِ، ويغرسونَ فيهم قيمةَ الولاء لهُ والتّفاني في الدفاع عنه بالفكر والجهد، فهم روح الحياة، وعماد الحضارات، ووسيلةُ التَّقدُّم للأفراد والمجتمعات، فحقهم علينا احترامهم، وتقديرهم، وتوقيرهم، والاستئناس بعلومهم ومعارفهم.

نشأةُ الشَّيخ أحمدَ بنِ عبد العزيز

الشَّيخُ أَحمدُ بنُ عبدِ العزيز ( والده) حمد عبد اللطيف “منْ أسرة آل مبارك التميميَّةِ” ولد سنة 1910 ميلادي، ونشأ في أسرة آل المبارك, التي عُرف عنها حبُّها للعلم وخدمته والعمل على نشره, بدأ تعليمه من السابعة، فتعلَّمَ أصول القراءة والكتابة، وحفظ نصيبًا من القرآنِ، ثُمَّ انتقل إلى دبي؛ حيثُ واصل تعليمه بالمدرسة الأحمديَّةِ الَّتي أُنشئت في العام 1912م، وهو أوَّلُ معهد تعليمي في دبي، ومِنْ أعرقِ صروحِ التَّعليم بالخليج؛ ليواصل تعليمه في أصول العربية والدراسات الإسلامية.

اقرأ أيضاً  الإمام الشافعي رحمه الله

تعليمُ النّاس الخير

تعليمُ النَّاسِ أمور دينهم ودنياهم من أفضل الأعمال وأكثرها نفعا، فبالتعليم تتهذب الأخلاق وترتقي المجتمعات، ويزولُ الجهل والتخلَّفُ، وتنمو الثقافة وتتطور الحياةُ، قالَ عليه السَّلام: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّماواتِ والأَرْضِينَ، حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرها، وَحَتَّى الحوت، ليُصَلُّونَ عَلَى مُعلم النَّاسِ الخَيْرَ) (الترمذي) وقد وعى الشيخ أحمد بن عبد العزيز آل مبارك هذه الحقيقة، فتفرغ للتدريس، وكان يستقبل في دارِه طلاب العلم الَّذينَ هَرعوا إليه لتلقي مختلف العلوم التي زُود بها، وتولى الخطبة والإمامة بجامع أبو ظبي الكبير؛ يعض الناس ويوجههم إلى الدين القويم؛ حيثُ الاعتدال في التفكير، والاستقامة في السلوك.

رسالة العالِم

يقولُ الشَّيخُ زايد رحمهُ اللهُ: ( الواجبُ يحتّم ( يفرض) على العلماءِ الَّذِين نعتبرهُمْ قدوةً ( وأسوة ) ونفخرُ بهمْ لِما آتاهم اللهُ عزَّ وجلَّ منْ سَعةِ علم ومعرفة وإيمان أنْ يكونوا متفقين في توجيهاتهم ونصائحهم للعبادِ

( متحدين وواضحين ) إلى ما فيهِ الصَّوابُ والصَّلاحُ).

– أثر اختلاف العلماء وتباينهم في توجيه الناس:

– فإذا اختلف العلماء ولم يكونوا قدوة كان لهذا آثراً سلبياً: تشتت الأفكار وحيرة الشباب، الانقسام والتفرقة، فقد الثقة في العلماء، الاستناد لآراء وأفكار دخيلة.

خدمة الوطن بالإخلاص والولاء

خدمَ الشَّيخُ أحمدُ بنُ عبدِ العزيز دولة الإمارات خدمات جليلةً، فقد عُرف فضيلتُهُ بالحيويَّة والنَّشاط، حيثُ كان مستشارًا دينيًا للشَّيخ زايد – رحمه الله تعالى، وتولّى القضاءَ الشَّرعيَّ ،كما كانت له مشاركات في المؤتمرات الإسلاميَّةِ ممثلا دولة الإمارات.

إِنَّ نشاط الشَّيخ أحمدَ بنِ عبدِ العزيز آل مبارك لم يقف عندَ حدود المشاركات الخطابيَّةِ والشَّفويَّةِ، المتمثلة في النَّدواتِ الفكرية والدروس والمحاضراتِ الوعظية والمداخلات الإعلامية، بل امتدَّ إلى نطاقِ التَّأليف والنشر، فترك ذخيرةً علمية يجدر بالأجيال اللاحقةِ الاطِّلاعُ عليها والاستفادة منها.

اقرأ أيضاً  أم سلمة رضي الله عنها
الآثار الفكريَّةَ للشَّيخ أحمدَ بنِ عبدِ العزيز آل مبارك

1- القضايا الاجتماعية، حول تعليم المرأة.

2- القضايا القانونية، نظام القضاء في الإسلام.

3- القضايا الدينية الفتاوى الفقهية، الخطب المنبرية وحول الإسلام والمسلمين ورسالة المسجد ومراحل تدوين السنة.

4- القضايا التربوية: الأساس الإسلامي لمناهج التربية والتعليم، والطريق إلى الله.

جوانب الاقتداء

يقول سبحانه وتعالى: ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تبدِيلًا (23) (الأحزاب)، يؤكدُ الإسلامُ على ضرورةِ التَّواصل بينَ الأجيال، وتلاحمهم وحُسنِ ترابطهم، حمايةً للمجتمع من كل تصدع، فالأجيال القامة لا تنسى أمجاد سابقيه ولا نضالاتهم وكفاحهم من أجل بناء الوطن وعزته ورفعتِه، ولا يغفلُ ما أنجزه الأوائل، فالقدوةُ الصّالحةُ تُثيرُ في النُّفوسِ الإعجاب والمحبَّةَ، وتدفعُ إلى التنافس المحمود، وتقوي الْحوافز نحو الإبداع والتميز.  

زر الذهاب إلى الأعلى