الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

جهود العلماء في حفظ السنة

جهود العلماء في حفظ السنة

قال تعالى: ( وَمَا ءَاتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) ( الحشر)

حُجيَّةٌ السنَّةُ النّبويّة:

وهي على قسمين:

القسم الأول: ما ثبت من السنة وليس موجودا في القرآن فهو أصل، ويجب الأخذ به ولا يجوزُ التوقُفُ عَنْ قبوله حتَّى يشهد له القرآنُ، وهذا القسم  يدخل فيه الكثير من الأحاديثِ، وقد ثبتت أحكام شرعيَّةُ في السنة لم يذكر بيانُها في القرآنِ، كعدد ركعاتِ الصَّلواتِ، وبيانِ أوقاتها، ومقدار نصاب الزكاة، وغير ذلك.

الثاني: ما ثبت في السنَّةِ وله أصل في القرآنِ الكريم، فتكونُ السَنَّةُ النَّبويَّةُ أحياناً مبينةً لمجملِهِ، أو مُفسّرةً لمجمل القرآن، ففي هذه الحالة أن نفسر كتابَ اللهِ عز وجل بما ثبت في السنة النبوية

– فمن يقول: ( يكفينا كتابُ اللهِ، فإنَّ فيه توضيحًا لكلّ شيء) فقوله مردود عليه فكير من العبادات لم يوضحها القرآن بل وضحتها السنة النبوية كعدد الصلوات و كيفية الصلاة وأنواع الزكاة و زكاة المال و الزروع.

ترغيب النّبي في حفظ سنّتِهِ:

عنْ عبدِ اللهِ بنِ مسعود رضيَ اللهُ عنْهُ قال: سمعْتُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: ( نَضَّرَ اللهُ امراً سمع منا شيئًا فبلغه كما سمِعَ, فرُبَّ مبلغ أوعى من سامع ) (سنن الترمذي)،

 ففي هذا الحديث دعاء من النَّبيِّ بأنْ يُنضّرَ ( ينور وجهه ) اللهُ وجْهَ مَن تحمَّلَ أمانة الحفظ والتبليغ لسنته كما سمعها منه صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضاً  القلب وصلاح الإنسان

حرض الصّحابة على حفظ الحديث وتبليغه:

بلغ حرص صحابة رسول الله رضوانُ اللهِ عليهِمْ على الاهتمام بالسنة إلى درجة التناوب على سماع أحاديثِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كنتُ أنا وجارٌ لي من الأنصار نتناوبُ النُّزولَ على رسولِ اللهِ، فينزل ( يعني يذهب يوم أنا يوم) يوما وأنزِلُ يوما، فإذا نزلتُ جئتُه بخبرِ ذلك اليوم من الوحي ( من عند رسول الله ) وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك.

وكان بعضُ الصَّحابة رضوان الله عليهم متهماً بالسنة النبوية لدرجة أنَّ بعضهم كان متفرّغَا لحفظ أحاديث النبي عليه السلام كأبي هريرة، فقد كان ملازما لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حضراً وسفرًا، فلم يكن يشغله عن سماع حديثِ رسولِ اللهِ شيء.

ورحل جابر بن عبدِ اللهِ – رضي الله عنهما – مسيرة شهرٍ إلى عبد الله بن أُنيس ليسمع منه حديثًا واحدًا مِنْ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .

 أهم رواة الحديث الشريف

– هناك الكثير من الشخصيات  التي كان لها دور بارز في حفظِ حديث رسول الله:

الصحابي الجليل أبو هريرة له ما يزيد على 8 آلاف حديثا الكتب التسعة.

المقصود بالإسناد:

 هو سلسلة رواة الحديث إلى رسولِ اللهِ، وقد بدأ عُلماء المسلمينَ منَ القرنِ الأَوَّلِ الهجري بالتحري عن عدالة الرواة للأحاديثِ، وبذلوا فيها جهودًا كثيرةً.

جهود العلماء في تحري الإسناد

يمكن تلخيصها فيما يلي:

1- وضع منهج  وطريقة لدراسة الإسنادِ، واعتباره معيارًا لردّ الأحاديث أو لقبولها، وسُمِّيَ هذا العلم بمصطلح الحديث.

2-التدقيق والتأكد في طريقة نقل الحديث، ودلالة الألفاظ التي رُوِيَ بها، وضبط الرُّواةِ، فإِذا تَسَلْسَلَ الرُّواةُ للحديثِ على صيغة واحدة كحدثنا فلان فيسمون هذه الأحاديث بالمسلسلات، وألفوا في ذلك كتبا كثيرة.

اقرأ أيضاً  تدوين السنة النبوية

3- التمييز بين الأحاديث، وتصنيفها إلى أحاديث موقوفة ومرفوعة ومقطوعة.

4- المعرفة بالرواة، وتشمل تراجمَهُمْ، وصفاتهم وأحوالَهُمْ مِنْ حِيثُ الثَّقَةُ والعدالة.

– لقد مَنَّ الله سبحانه وتعالى على هَذِهِ الأمة بشرف الإسناد، وَمَنَّ عَلَيْهَا بسلسلة الإسناد واتصاله، يمكن الاستفادة منه في معرفة التراجم, فن الإسناد يساعد علم التاريخ في.

فائدة الإسناد:

إنّ الله سبحانه وتعالى شرّف هَذِهِ الأمة بشرف الإسناد، وَمَنَّ عَلَيْهَا بسلسلة الإسناد واتصاله، يمكن الاستفادة منه في معرفة التراجم, فالإسناد يساعد علم التاريخ في جمع التراجم وذلك من خلال تأليف معاجم الشيوخ وذكر العال والنازل وضبط الألقاب, واندراج صاحبه تحت في سلك أهل العلم.

 تعريف المتن:

 هو نص الحديث النبوي ( كلام النبي صلى الله عليه وسلم )، وقد تنوعت اهتمامات العلماء به.

 جهود العلماء في المتن

1- وضع قواعد منهجية لدراسةِ المَتنِ والحُكم بالقبولِ أَوِ الرَّد.

2- تمييز الناسخ والمنسوخ من الأحاديثِ وذلك من أجل معرفة الأحكام أهي أحلال أم حرام.

3- العمل على دراسة متونِ الأحاديث؛ لاستنباط الأحكام الشّرعيّة، والآداب الإسلامية.

4- توضيح المشكل من الحديثِ الذي يصعب فهمُهُ على العامَّةِ وقد أُلّفَتْ كتب في غريب ألفاظ الحديثِ ومُشْكِلِهِ.

جهود العلماء في التدوين

أولاً: بدأت جهود العلماء في تدوين الحديث في بداية القرن الثاني الهجري، وقامَ جماعةٌ من العلماء بتدوين الحديث، وكان من السابقين في ذلك الإمام عبد الملك بن عبد العزيز بن جُريج، والإمام عبد الرَّحمنِ الأَوْزَاعِيُّ، وشعبةُ بنُ الحجاج، وحمّاد بن سلمة، وغيرُهُم كثير.

ثانياً:  ثم في بداية القرنِ الثَّالث الهجري ظهرت كتب السُّنَّةِ المشهورةُ، فظهر (المصنِّفُ) للإمام عبدِا الصنعاني، المتوفى سنة 211هـ، و(المصنِّفُ) للإمام أبي بكر بن أبي شيبة، المتوفى سنة 235هـ، وأفرد بعضُ الأئمة الأحاديث الصحيحة في مؤلفات خاصة، ومن أهمها (صحيح البخاري)، ومؤلَّفَهُ الإمامُ محمد بن إسماعيل البخاري، المولود سنة 194هـ، و (صحيح مسلم)، ومؤلّفُهُ هوَ الإمام مسلم بن الحجاج ا القُشَيري النيسابوري، المولود سنة 204هـ.

اقرأ أيضاً  القرآن الكريم والإعجاز العلمي

ثالثاً: وفي القرنِ الثَّالث ظهرتِ السُّننُ كـ (جامع الترمذي) (سُنن أبي داود) (سُننِ النَّسائي) (سُننِ ابنِ مَاجَهْ).

 شروحَ المصنّفاتِ

موطأ مالك : التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبد البر.

صحيح الإمام البخاري: فتح الباري لشرح صحيح البخاري لابن للإمام بن حجر العسقلاني.

صحيح مسلم: المنهاج شرح صحيح مسلم للإمام النووي.

سُنن الترمذي: عارضة الأحوذي شرح سنن الترمذي لأبي بكر ابن العربي.

سُنن أبي داود: شرح سنن أبي داود لبدر الدين العيني.

سُنن النسائي: شرح الإمام السيوطي لسنن النسائي.

سُنن ابن ماجة: حاشية السندي على سنن ابن ماجه لنور الدين السندي.

زر الذهاب إلى الأعلى