الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

حرمة ترويع الإنسان

حرمة ترويع الإنسان

قال تعالى: ( خُذِ الْعَفْوَ وَأَمرٌ بالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَهلِينَ * وَإِمَّا  يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْعُ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمُ ) ( الأعراف).

– القيم الأخلاقية التي ينبغي على المسلم التحلّي بها عند معاملة الآخرين هي:

الحكمة، الصبر، الحلم، السماحة.

عَنْ أَبي هريرة صلى الله عليه وسلم عنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسَّلَاحِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ، فَيَقَعَ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ)  [رواه البخاري ومسلم]

مفردات الحديث:

لا يشير:             لا يرفعه عليه ويُخيفه به.

ينزع:                 يغري بينهما حتى يحقق أحدهما ضربة الآخر.

فَيَقَعَ فِي حُفْرَةٍ:    تورية عن الوقوع في المعاصي فتكون سبباً في دخوله النار.

أفهم دلالة الحديث النبوي:

النبي صلى الله عليه وسلم  ينهانا في هذا الحديث عن  حرمة ترويع الإنسان أو الاعتداء بأي نوعٍ من الاعتداء على الإنسان، ولو برفع السلاح، وهذا الحديث يعلمنا ما يلي:

أولاً: الإسلام دينُ السِلم والسَّلامِ :

السّلامُ مِنْ أسماء الله الحسنى التي اتصف بها اللهُ عزَّ وجلّ. وأمر سبحانهُ وتعالى عبادَهُ بحياةِ السّلمِ يَا أيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ادْخُلُوا فِي السّلْمِ كَافَةً ﴾ [البقرة: 208].

ولكي يتحقق السلم والسّلامِ أرشدنا الإسلام  إلى حِفِظَ الضروريات الخمس وحرَّمَ كلَّ ما يمسها، وحرَّمَ القتل وأيُ عملٍ يمكن أن يتسبب في نشر الكراهية والحقد بينَ الناسِ فيكون سبباً في القتل، قال تعالى: ( مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) [المائدة: 32]. وعن ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرُ). (رواه البخاري ومسلم).

اقرأ أيضاً  حديث الإفك عظة وعبرة

نهي الإسلام عن رفع السلاح بوجه الآخرين بأي حال من الأحوال وأشار للعلاقة بين الناس جميعاً وهي الأخوة الإنسانية ووحدة الأصل والخلق فالإسلام حريص على بناء مجتمع متألف مستقر. قال صلى الله عليه وسلم: ( لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسَّلَاح ( رواه البخاري ومسلم).

– قَالَ صلى الله عليه وسلم: ( الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الناسِ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ) ( رواه أحمد).

المقصود بقوله : «مَنْ سَلِمَ النَّاسَ مِنْ يَدِهِ». هو عدم التسبب في الإيذاء وعدم الاعتداء على الناس

ويجب على المسلم عند تعامله مع لا بد أن يرعي حسن التعامل معهم بالتحلي بخلق التسامح والبعد عن الإساءة إليهم .

الحكمة من تحريم الإشارة بالسلاح:

نھى الرسول صلى الله عليه وسلم المسلم  عن حرمة ترويع الإنسان حتى ولو بالإشارة إلى غيره بالسلاح أو إشهاره في وجهِهِ، ولو كان مازحاً، وقد علل النبي صلى الله عليه وسلم هذا النهي بقولِهِ: )فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ). فقد يصيبُ أخاه بهذا السلاحِ، أَوْ رَبمَا يَظُنُّ صَاحِبُه أنه يريد قتله فيعا جلُهُ بِضَرْبَةٍ قد تؤدى بحياتِهِ، فيكون سببًا في دخولِهِ النار بقتله الآخرين. ويكون إبليس بذلك قد نال هدفه فهو حريص على نشر العداوة بين الناس.

– فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإشارة، على سبيل المثال:

بالسيف والسلاح والرمح  والخنجر والعصا وقياساً على ذلك كل ما فيه ترويع وتخويفاً للمسلم، فترويع الناس وتخويفهم حرام بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم، تثبيتاً للأمن والأمان بين المسلمين. والنهي فيه إشارة للناس جميعاً  بعدم ترويع الناس بالسلاح أو وتهديدهم به ولو على سبيل المزاح.

 – الأمور التي يحصن بها المسلم نفسه من وساوس الشيطان الرجيم:

اقرأ أيضاً  الإخفاء الحقيقي

1-الاستعانة بالله من وساوس الشيطان.

  2- كثرة ذكر الله تعالى.

3-التقرب إلى الله تعالى بالطاعات.           

 4-مجاهدة النفس وضبطها.

-ضوابط التي وضعها حماية النفس، حفاظًا على أمن المجتمع واستقراره:

1- تأمين السلاح أثناء تداوله، قالَ صلى الله عليه وسلم: «لَا يُعْطِينَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ السَّيْفَ مُصْلَنَا حَتَّى يَضَعَهُ فِي غِمْدِهِ» [رواه أحمد].

2- لا يجوز استخدام السلاح لغير هدفه ولو كان مزاحاً، قالَ صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةِ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ) [رواه مسلم].

3- لا يجوز أخذ سلاح الغير واستخدامه، قالَ صلى الله عليه وسلم: ( لَا يَأْخُذُ أَحَدُكُمْ عَصَا أَخِيهِ لَاعِبًا أَوْ جَادًا ، فَمَنْ أَخَذَ عَصَا أَخِيهِ، فَلْيَرُدُهَا إِلَيْهِ) (رواه الترمذي).

– فمَنْ يَحمي نفسه من وساوس الشيطان فإنه يعبد الله على يقين، ومستقرة يشعر بالطمأنينة والسعادة، يعامل الناس بالحسنى، فعّال يساهم في رفعة وطنه

عاقبة ترويع الآمنين:

 ذكر الله تعالى عباده بيوم الحساب في كثير من الآيات الكريمة؛ ليحسنوا أعمالَهُمْ، قالَ اللهُ تعالى: ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) ( البقرة: 281)، فمن كانت أعماله صالحةً كانت نابعة من صلاح قلبه فيجازى بها، ومنْ كانَتْ أعماله سيئة كانت سببًا لكل شر له في الدنيا والآخرة، قَالَ تَعَالَى: ( وَمَا أَصَبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ ) (الشورى: 30). وهذا ما أراد بيانه في الحديث الشريف من قوله:

( فَيَقَعَ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ) والنهي عنْ إِشْهَارِ السلاح بوجه الآخرين عدم الوقوع في المعصية المؤدِّيةِ التي تكون سببًا في دخول صاحبها إلى النار.

الآثار الإيجابية لتجنب ترويع الآخرين وتخويفهم:

اقرأ أيضاً  قصة مؤمن آل يس

1- المحافظة على المحبة والألفة بين الناس.

2- تعزيز حياة الأمن والأمان بين الناس.

3-عدم التسبب بظلم أحد.                             

4- ترابط المجتمع وتلاحمه.

زر الذهاب إلى الأعلى