الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

رسول الله وخاتم النبيين

رسول الله وخاتم النبيين سورة الأحزاب 36-48

قالَ تَعَالَى: ( وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَتْ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ). (القصص 9)

وقال تعالى: ( فَقَالَ لِصَاحِبِهِ، وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَا لَا وَأَعَزُّ نَفَرًا ). (الكهف 34)

وقال تعالى: ( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا). (المائدة 32)

دوافع التبني:

1- الانتفاع و اشباع غريزة الأبوة .

2- الفخر والاعتزاز بالأبناء.

3- طلب الأجر والثواب من الله تعالى .

يقول تعالى: وَإِذۡ تَقُولُ لِلَّذِيٓ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَأَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِ أَمۡسِكۡ عَلَيۡكَ زَوۡجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخۡفِي فِي نَفۡسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبۡدِيهِ وَتَخۡشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَىٰهُۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيۡدٞ مِّنۡهَا وَطَرٗا زَوَّجۡنَٰكَهَا لِكَيۡ لَا يَكُونَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ حَرَجٞ فِيٓ أَزۡوَٰجِ أَدۡعِيَآئِهِمۡ إِذَا قَضَوۡاْ مِنۡهُنَّ وَطَرٗاۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ مَفۡعُولٗا (37) مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنۡ حَرَجٖ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُۥۖ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قَدَرٗا مَّقۡدُورًا (38) ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبٗا (39) مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّـۧنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا (40) يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكۡرٗا كَثِيرٗا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا (42) هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيۡكُمۡ وَمَلَٰٓئِكَتُهُۥ لِيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمٗا (43) تَحِيَّتُهُمۡ يَوۡمَ يَلۡقَوۡنَهُۥ سَلَٰمٞۚ وَأَعَدَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَرِيمٗا (44) يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا (45) وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا (46) وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَضۡلٗا كَبِيرٗا (47) وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَدَعۡ أَذَىٰهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا (48)

اقرأ أيضاً  قصة صاحب الجنتين

معاني المفردات الواردة في الآيات 36-48 سورة الأحزاب

قضَى:                حكم وأمر.

أمسك عَلَيْكَ زَوْجَكَ:   لا تطلّق زوجتك.

قَضَى زَيدٌ مِنْهَا وَطَرًا:   طلقها.

أَدْعِبائهِمْ:                 مفردها دعي: وهو الولدُ الَّذي يُنسب لغير أبيه.

بكرة:                  أول النهار.

وَأَصِيلًا:                آخر النهار.

النقاط الأساسية التي تحدثت عنها الآيات

أولاً: الحرض على طاعةِ اللهِ والخضوع لأمره.  ثانياً: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة.

أولاً:

الحرض على طاعةِ اللهِ والخضوع لأمره:

تبينُ الآيات الكريمةُ أنَّ أمر الله تعالى يقتضي التسليم له والرّضا به، وعلى المؤمن الالتزام بـه ونـفـيـده وحكم النبـي مـن حـكـم الله تعالى وطاعته واجبة، وقد جاءت الآيات تأكيدًا وتطبيقا لقوله تعالى في بدايــة السورة: (وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ) ، فأمر عز وجل أن يتزوج نبِيَّه من زينب، والتي كانت زوجةً لزيد بن حارثة قبل أن يطلقها زيد، فكان أمر زواج النبي من زينب صعبا على النبي صلى الله عليه وسلم، لأنَّ زيدًا كانَ ابنه بالتبنـي  وذلك قبـل نـزول آيات تحريم وإبطاله، فكتم النبي عليه السلام الأمر (الزواج مــن زيـنـب)، حتى لا يتعرض للأذى من قِبَلِ المشركين، فأنزلَ اللهُ تَعالى: ﴿ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَجْنَاكَها ) وحكمته سبحانه وتعالى من ذلك( لكي لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَج أَدْعِيَائهِمْ ) إذا طلقوهنَّ، فتزوجها صلى الله عليه وسلم، ولا يُفْهَمُ من ذلك أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد تردّدَ أو تأخر في تنفيذ أمر الله تعالى، وإنما كان يريد أن يجعل الله تعالى له مصرفا ومخرجا، فقد أعلمَهُ الله من قبل أنَّ زيدًا سيطلق زوجته، ويتزوّجها هو( الرسول ) قبل نزول الآياتِ، فلما نزل القرآنُ بهذا الأمر، بلَّغَ صلى الله عليه وسلم أمر الله للناس ونفَّذه دونَ أنْ يلتفت لما سيلاقي من بعض الناس، وقوله تعالى: ( وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَهُ) لا يعني أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خشي الناس، ولَم يخش الله تعالى، بل المعنى الله أحقُّ أن تخشاه وحده ولا تخــش أحــدا معه، وفـي هـذا طمأنية للنبي، وتربيـة وتهذيب للمؤمن، ليلتزم أمر الله ويطيعه، ويطيع كذلـك مـنْ أمره الله تعالى بطاعته؛ ولو كان ذلك خلاف رغبة الإنسان أو خلاف العادات التي لا تستند إلى شرع أو عقل أو منطق، لذلك كانت السيدة زينب رضي الله عنها تفخر بذلك، وتقول لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللهَ عز وجل أنْكَحَنِـي مـن السماء” (النسائي).

اقرأ أيضاً  السنة النبوية المشرفة

ثم تابعت الآيات الكريمة بسياق منسجم رائع قاطع، فذكرت:

منزلة ومكانة الرسول صلى الله عليه وسلم وفضله على المؤمنين

أولا: ليس محمد أبا أحد من المؤمنين؛ لأنه قيل: تزوّج زوجة ابنه.

ثانيا: هو رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

ثالثا: هو خاتم النبيين عبد الله.

وأما مهمته فقد أخبر بها اللهُ تعَالَى: ( مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغ ) (المائدة) .

الآثار السلبية للتبني على الفرد والمجتمع

1- اختلاط الأنساب.

2- ضياع الحقوق.

3- تحريم الحلال وتحليل الحرام.

بدائل التبني

1-كفالة اليتيم.

2- الرضاع.

كفالة اليتيم رعايته دون تغيير نسبه والكفالة مستحبة مستحب

التبني أن ينسب المتبني إلى نفسه  والتبني حرام.

وكلاهما يقوم برعايته والانفاق عليه.

– أبطل القرآن عادة التبني نظرياً وعلمياً:

– نظريًّا: بنزول آيات تحريم التبنّي.

– عمليا: لما زوجَ الله زينب للنبي صلى الله عليه وسلم وهي زوجة ابنه المتبنى.

ثانياً:

للذين أحسنوا الحسنى وزيادة

يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بدوامِ الصّلة بربهم ومراقبته في جميع الأحوال؛ بإخلاص النيـة لـه وإتقان العمل في العبادات والمعاملاتِ، وبذكره عز وجل وشكره على نعمه، وبطاعة أمره ونهيه، فإن أحسن العبد علاقته مع الله عز وجل أحسنَ اللهُ إليه في دنياه وآخرته. فيبارك الله تعالى له، ويحفظه ويجعـل لـه ذكرًا طيبًا ومكانة عند الناسِ، ويغفر له ويؤمنه يوم الفزع الأكبر، وينجيه من النار ويدخله الجنّة، قال تعالى: ( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (يونس).

مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم
  • إخراج الناس من الظلمات إلـى النـور.
  • الشهادة عليهم يوم القيامة.
  • مُبَشِّرًا المؤمنين بالجنّة، ومنذرًا العاصين من العذاب؛ لعلهم يعودون إلى الإيمان.

كما نهت الآيات الكريمة النبي عن طاعةِ الكافرين والمنافقين، وأنْ يُعرِضَ عما يكون منهـم مـن إساءة.

اقرأ أيضاً  وقاية المجتمع من الجرائم الأخلاقية

قال تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا اذكروا لله ذكراً كثيراً )  فالمقصود بذكر الله دوام الصلة بالله ومراقبته في جميع الأحوال.

– المقصود بالأذى في قوله تعالى: ( وَلَا تُطع الكفرين والمنافقين ودع أذاهم):

أنواع الأذى

 1- حسي: كلام المشركين على النبي أنه تزوج زوجة زيد الذي كان ابنه من التبني قبل التحريم.

2- معنوي: لا تهتم لكلامهم ولا تغضب أو تحزن من كلامهم.

زر الذهاب إلى الأعلى