Uncategorized ( محاور التربية الإسلامية)أحكام الإسلام

سجود السهو وسجود التلاوة

سجود السهو وسجود التلاوة

سجود السهو وسجود التلاوه

إنَّ الْكِبْر مِنْ أَوَّلِ الذُّنوبِ الَّتِي عُصِيَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِها، قالَ اللَّهُ تَعَالَى مُبَيِّنًا سَبَبَ امْتِنَاعِ إِبْلِيسَ عَنِ السُّجودِ لِآدَمَ: ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَفِرِينَ } [البَقَرَةُ: 34].

فدِلالَةَ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى لِلْمَلائِكَةِ بِالسُّجودِ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ. تكريماً واحتراماً له.

 فالسُّجودِ له أثر فِي النَّفْسِ البَشَرِيَّةِ، وراحة وطمأنينة وقرب من الله.

 فَضل السجود

السجودُ فِي اللُّغَةِ هُوَ التَّذَلُّلُ وَالخُضوعُ، وَيَكُونُ بِوَضْعِ الجَبْهَةِ عَلَى الْأَرْضِ. وارْتَبَطَ السُّجُودُ فِي الإِسْلَامِ بِتَعْظِيمِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَهُوَ عِبَادَةً يُرادُ بِهَا إِظْهَارُ التَّذَلُّلِ وَالخُضوعِ وَالتَّضَرُّعِ وَالسَّكِينَةِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عز وجل.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ” (صَحيحُ مُسْلِمٍ). فالسجود يقرب العبد من ربه.

وقال صلى الله عليه وسلم: “وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَسْجُدَ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً”(صَحِيحُ مُسْلِمٍ) فالسجود يرفع الدرجات، ويستجيب الله به الدعاء.

أنواع السجود

أَوَّلًا: سُجودُ السَّهو.          ثانياً: سجود التلاوة.                ثالثا: سجود الشكر.

الشرح والتفصيل

أَوَّلًا: سُجودُ السَّهو:

ويكون في حالة سهو المُسلِم في صلاته فرادَ فيها أو نقص مِنْهَا، أَوْ نَسِيَ إِحْدَى فَرائِضِ الصَّلاةِ، وَجَبَ عليه جبر النقص في صلاته، ثم يسجد سجود السهو.

الأَسباب الثَلاثة للسهو في الصلاة

قالَ رسول صلى الله عليه وسلم: (إِذَا زَادَ الرَّجُلُ أَوْ نَقَصَ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ) (صَحِيحُ مُسْلِمٍ).

اقرأ أيضاً  صلاة التطوع ( الضحى والليل )

فالأسباب الثلاثة هي:

1- الزيادة في الصلاة.

2- النقص من الصلاة..

3- الشك والنسيان.

كَيْفِيَّة سُجودِ السَّهْو

 إِذا سَهَوْتَ في صَلاتِكَ فَزِدْتَ فيها رَكْعَةً أَوْ سَجْدَةً فَعَلَيْكَ أَنْ تَسْجُدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ السَّلامِ، وَهَذَا هُوَ السُّجودُ البَعْدِيُّ، وَإِذا سَهَوْتَ في صَلاتِكَ فَنَقَصْتَ سُنَّةً مِنْ سُنَنِ الصَّلاةِ المُؤكَّدَةِ، مِثْلَ الجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ فَعَلَيْكَ أَنْ تَسْجُدَ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ السَّلامِ، وَهَذَا هُوَ السُّجُودُ القَبْلِيُّ.

وَلِسُجودِ السِّهْوِ ثَلَاثَةُ أَسْبَابٍ هِيَ: في حالَةِ الزِّيادَةِ:

1- إذا كانَ سَبَبُ السِّهْو زيادَةً فَإِنَّ سُجودَ السَّهْوِ يَكونُ بَعْدَ السَّلام، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ خَمْسًا، فَقِيلَ لَهُ: «أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: صَلَّيْتَ خَمْسًا فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا سَلَّمَ»(صحيح البخاري).

2- في حالةِ النَّقْصِ: 

إِنْ كَانَ سَبَبُ السَّهْو نَقْصًا فَإِنَّ سُجودَ السَّهْو يَكُونُ قَبْلَ السَّلَامِ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْن بُحَيْنَةَ قَالَ: «صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةٌ، نَظُنُّ أَنَّهَا الْعَصْرُ، فَقَامَ فِي الثَّانِيَةِ وَلَمْ يَجْلِسْ، فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ أَنْ يُسَلَّمَ، سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ جَالِسٌ» (صَحِيحُ البُخَارِيُّ).

3- في حالة الشك:

فَمَن شَكٍّ فِي صَلاتِهِ هَلْ صَلَّى ثَلاثًا أَمْ أَرْبَعًا، فَإِنَّهُ يبني على اليقين، وَهُوَ الأَقل فَيَعْتَبِرُها ثَلاثًا وَيَأْتِي بِرَكْعَةٍ، وَالدَّليلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (إِذَا شَكٍّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ) (صَحيحُ مُسْلِمٍ).

ثانياً: سجود التلاوة:

يُسَنُّ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَسْجُدَ عِنْدَ قِرَاءَةِ آيَةِ سَجْدَةٍ، وَيُسَمّى هَذَا السُّجُودُ “سُجودَ التَّلَاوَةِ”، وَفِي مَذْهَبِ الإمامِ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّ فِي الْقُرْآنِ الكَرِيم أَحَدَ عَشَرَ (11) مَوْضِعًا لِسُجودِ التَّلَاوَةِ، وَيَرَى بَعْضُ الفُقَهَاءِ أَنَّهَا خَمْسَةَ عَشَرَ (15) مَوْضِعًا.

اقرأ أيضاً  الصلوات ذات الأسباب

وَسُجودُ التَّلَاوَةِ سُنَّةٌ، وَلَيْسَ وَاجِبًا، لِحَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا نَمُرُّ بِالسُّجُودِ، فَمَنْ سَجَدَ، فَقَدْ أَصَابَ وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ (صَحيحُ البُخارِيُّ). وَيُشْتَرَطُ لِسُجودِ التَّلاوَةِ شُروطُ الصَّلَاةِ مِنَ الوُضُوءِ وَالطَّهَارَةِ مِنَ النَّجاسَةِ، واسْتِقْبَالِ القِبْلَةِ.

آيَةُ السَّجْدَةِ فِي الرَّسْمِ العُثْمَانِيِّ:

تُدْرَجُ داخِلَ نَصِّ القُرْآنِ الكَريم عَلامَة ( ۩ ) عِنْدَ نِهايَةِ آيَة السَّجْدَةِ، وَتُدْرَجُ عَلامَةٌ خارِجَ النَّص تُبَيِّنُ السَّجْدَةَ، وَيُوضَعُ خَطُّ تَحْتَ التَّعْبِيرِ القُرْآنِيِّ الَّذِي يَأْمُرُ بِالسَّجْدَةِ.

كَيْفِيَّةُ سُجودِ التِّلَاوَة

أَنْ يُكَبِّرَ عِنْدَ الِانْحِناءِ إِلى السُّجودِ، وَيُكَبِّرَ عِنْدَ الرَّفْعِ مِنَ السجودِ، وَلا سَلامَ فيهِ، وَيَقولُ في سُجودِهِ: “اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاقْبَلُهَا مِنِّي كَمَا قَبِلْتَ مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ” (سُنَنُ البَيْهَقِيُّ).

ثالثا سجود الشكر:

 النبي ﷺ سجد لله شكرا، وهكذا سجد أبو بكر الصديق رضي الله عنه لما جاءه فتح اليمامة، ومقتل مسيلمة الكذاب’ سجد لله شكرًا.

كيفية سجود الشكر

سجود الشكر سجدة واحدة حتى لو كان الساجد على غير طهارة، إذا جاءه خبرا سعيدا، وإن كان على غير طهارة في أصح قولي العلماء.

يقول فيه مثل ما يقول في سجود الصلاة، سجود التلاوة، وسجود الشكر، وسجود السهو كله يقال فيه ما يقال في سجود الصلاة: (سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى.. سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي… سبوح قدوس رب الملائكة والروح) ويدعو فيه بما يسر الله من الدعوات الطيبة، ويشكر الله في سجود الشكر زيادة، يشكر الله على النعمة التي بلغته.

ويقول في السجود أيضًا: اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه، وصوره، وشق سمعه، وبصره بحوله وقوته، تبارك الله أحسن الخالقين يقال هذا في سجود الصلاة، سجود التلاوة، سجود الشكر، مع: سبحان ربي الأعلى لا بد من سبحان ربي الأعلى لابد من كلمة سبحان ربي الأعلى ولو مرة، وإذا كررها ثلاثًا، أو خمسًا كان أفضل، وأولى في جميع أنواع السجود، سجود التلاوة… سجود الشكر… سجود الصلاة… سجود السهو، نعم

اقرأ أيضاً  الحكم الشرعي (مفهومه وأقسامه)

الآثارَ السَّلْبِيَّةَ لِتَرْكِ السُّجود

1- البعد من الله ورحمته.

2- القلق والاضطراب وعدم الشعور بالراحة والطمأنينة.

3- نقص الأجر والثواب والحرمان من رفع الدرجات فالسجود يرفع الدرجات ويمحو السيئات، قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إِلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطْ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةٌ) (صَحيحُ مُسْلِمٍ).

4- حدوث خلل في الصلاة.

5- عدم تصحيح الخطأ الذي وقع في الصلاة.

زر الذهاب إلى الأعلى