الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

سورة الواقعة 1- 26

سوره الواقعه 1- 26

تعريفٌ بالسورة

بدأت السورة بقولهِ تَعَالى (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ) وسميت بالواقعة لأنَّ يومَ القيامةِ لا شكّ فيه فهو واقع لا محالة .

ـ نزلَتْ في مكّةَ قبل الهجرة، فهي سورة مكية.

ـ رقمها وعدد آياتها ترتيبها في المصحفِ برقم 56، عدد الآياتِ 96 آيةً.

ـ كانَتْ سببًا في ظهورِ الشَّيبِ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهذا يدلُّ على قوة تأثيرها في نفس رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

تأثير سورة الواقعة

جاءَ في الحديثِ الذي رواه الترمذي: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَاهُ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عنه: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ شِبْتَ. فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم بأن: (هُودٌ) وَ(الْوَاقِعَةُ) وَ(الْمُرْسَلَاتُ) وَ(عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ) وَ(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) شيبته».

أثر الإيمان باليوم الآخر على سلوك الإنسان

1- يبذل روحه وماله في سبيل الله تعالى.

2- إكثار الإنسان من العبادات وفعل الطاعات.

3- يدفع الإنسان إلى الصدق مع نفسه ومع الناس بأقواله وأفعاله.

يقول تعالى: إِذَا وَقَعَتِ ٱلۡوَاقِعَةُ  لَيۡسَ لِوَقۡعَتِهَا كَاذِبَةٌ  خَافِضَةٞ رَّافِعَةٌ  إِذَا رُجَّتِ ٱلۡأَرۡضُ رَجّٗا  وَبُسَّتِ ٱلۡجِبَالُ بَسّٗا  فَكَانَتۡ هَبَآءٗ مُّنۢبَثّٗا  وَكُنتُمۡ أَزۡوَٰجٗا ثَلَٰثَةٗ  فَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ  وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ  وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلسَّٰبِقُونَ  أُوْلَٰٓئِكَ ٱلۡمُقَرَّبُونَ  فِي جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ  ثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ  وَقَلِيلٞ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ  عَلَىٰ سُرُرٖ مَّوۡضُونَةٖ  مُّتَّكِـِٔينَ عَلَيۡهَا مُتَقَٰبِلِينَ  يَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ  بِأَكۡوَابٖ وَأَبَارِيقَ وَكَأۡسٖ مِّن مَّعِينٖ  لَّا يُصَدَّعُونَ عَنۡهَا وَلَا يُنزِفُونَ  وَفَٰكِهَةٖ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ  وَلَحۡمِ طَيۡرٖ مِّمَّا يَشۡتَهُونَ  وَحُورٌ عِينٞ  كَأَمۡثَٰلِ ٱللُّؤۡلُوِٕ ٱلۡمَكۡنُونِ  جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ  لَا يَسۡمَعُونَ فِيهَا لَغۡوٗا وَلَا تَأۡثِيمًا  إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا 

معاني المفردات الواردة في الآيات 1:26 من سوره الواقعه

الْوَاقِعَةُ:                    يوم القيامة.

رُجَّت:                       هُزِّتْ بقوّةٍ ورَجَفَتْ.

اقرأ أيضاً  الدنيا دار عمل

هَبَاء مُنْبَثا:                 غبارًا متفرّقا منتشرًا.

أَزْوَاجًا:                      أصنافا.

وبُسِّت:                     فتتَتْ.

فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ:     صنف منْ أهل الجنة.

وَأَصْحَابُ الْمَشأمةِ:   أهل النَّارِ.

ثلة:                         جماعة كثيرةٌ منَ النَّاسِ.

مَّوْضُونَةٍ:                منسوجة بالذهب والجواهر والحلي بإحكام.

مَعِينٍ:                    الجاري من شرابِ أهل الجنّة.

لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا:    لا يصيبهم صُداعٌ وهوَ وجعُ الرّأسِ.

وَلَا يُنزِفُونَ:            لا تذهب عقولهم.

الْمَكْنُونِ:               المُخَبَّأ والمصونُ في أصدافه.

تَأْثِيمًا:                  مصدر أثَمَ، إِذا نسب غيره إلى الإِثْمِ.

النقاط الأساسية التي تحدثت عنها الآيات 1:26 من سورة الواقعة

أولاً: مشاهد يوم القيامة.     ثانياً: أصنافُ النَّاسِ يوم القيامة.       ثالثاً: نعيم السابقين المقربين.

الشرح والتفصيل

مشاهد من يوم القيامة

تؤكّد الآيات الكريمةُ أنَّ يومَ القيامةِ واقع لا شك فيه، يومَ يأمرُ اللهُ عَزَّ وَجَل إسرافيل عليه السلام بالنفخ في الصور. فتُزلزل الأرضُ، وتضطرب اضطرابًا شديدًا، وتفتّتُ الجبال الرواسي، فتصيرُ غبارًا منتشرًا في كل اتجاه، يومها لا يُكذب بالقيامة أحد؛ لأنه يرى البعث والحشر والملائكة وأهوال القيامة رأي العين. في ذلك اليوم يخفضُ اللهُ المجرمين المتكبّرين، فيجعلهم في نار جهنّم ويرفعُ أهل الإيمان والأعمال الصالحة، حتّى وإن لم يكن لهم ذكر في الدنيا يرفعُ سُبحانَهُ وَتَعالى درجاتهم ومقامهم في الجنّة.

عن عمر رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قالَ: “إنّ اللهَ يرفعُ بِهذا الكتاب أقوامًا, ويضع به آخرینَ” (صحيح مسلم).

– يدل قوله تعالى (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَنِهَا كَاذِبَةٌ ) على ركنا من أركان الإيمان وهو الإيمان باليوم الآخر.

أسماء يوم القيامة
النص القرآني الاسم
قال تعالى : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّين )) (الفاتحة) يوم الدين
قالَ تَعَالَى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ (البقرة 8) اليوم الآخر
قال تعالى : يَتَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَهَا ﴾ (النازعات) الساعة
قالَ تَعَالَى: ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ) الواقعة
قال تعالى : ” الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ )) (القارعة) القارعة

أوصاف الجبال يوم القيامة في القرآن الكريم

1- كثيبا مهيلا.

2- كالعهن المنفوش.

3- ينسفها ربي نسفا.

4- تمر مر السحاب.

اقرأ أيضاً  أحكام الرَّاء ( تفخيمها وترقيقها )
الأعمال التي ترفع الإنسان في الآخرة وتخفضه

قالَ تَعَالَى: “خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ” .

من الأعمال التي تخفضُ الإنسان في الآخرة: عقوق الوالدين – هجر القرآن – قطع الرحم.

قال تَعالى: “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات “(المجادلة (11).

ومن الأعمال التي ترفع الإنسان في الآخرة: طلب العلم – الصلاة – الصدقة – صلة الأرحام.

يقول تعالى: ( إِذَا رُجَّتِ الۡأَرۡضُ رَجّٗا (4) وَبُسَّتِ ٱلۡجبَالُ بَسّٗا (5)

 من أحداث يوم القيامة التي ذكرتها الآيات الكريمة، تزلزل الأرض وانشقاقها، وتفتت الجبال.

أصنافُ النَّاسِ يوم القيامة

ثلاثة أصناف هي:

 الصنف الأوّلُ: السابقونَ: وهمُ الصّنف الأفضلُ منَ الأصنافِ الثَّلاثةِ، يسبقون غيرهم إلى الإيمان والعملِ الصّالح وفعل الخير، وسابقون في الأخلاق الحميدة والصّفاتِ الطَّيِّبة، فالحياة ميدان سباق إلى مرضاة الله تعالى، السابق فيها من كان أكثرَ طاعةً لله وطلبًا لرضاه، إنّهم أوّلُ مَنْ يؤمنُ بِالرِّسل في جميع العصور، وهم الصفوةُ منْ كلّ أمةٍ، فكانَتْ لهمُ الدّرجاتُ العُلا في جنات النعيم.

 الصنف الثاني: أصحاب الميمنة والميمنة منَ اليُمن، أي البركة وهيَ جهة تكريم، فهذا الصنف يأخذُ کتابه بيمينه يومَ القيامةِ، فيدخلونَ الجنّةَ لإيمانهم وأعمالهم الصّالحة.

الصنف الثالث: أصحاب المشئمة، هذا الصنف يأخذ كتابه بشماله يوم القيامة فيدخلون النار بسبب كفرهم وضلالهم.

عذاب أصحاب الشمال في النار

1- يدخلون النار، فيعيشون في الحر الشديد، ويشربون الماء الحار،

2-يعمهم الله بدخان أسود ، فقد كانوا منعمين في الدنيا، لأنهم أقبلوا على أهواء أنفسهم، وكانوا مصرين على الكفر والبعد عن الله تعالى، ومكذبين بيوم القيامة، معتقدين أن الله لن يحاسبهم على أعمالهم.

فجمعهم الله سبحانه وتعالى الناس جميعا، من أول  آدم عليه السلام إلى قيام الساعة، ويحاسب الجميع على أعمالهم، ثم ينال المكذبين عقابهم ويدخلون النار، ويأكلون من شجر طعمه مر وهو شجر الزقوم إلى أن تمتلئ به بطونهم، ومع ذلك لا يذهب به جوعهم، ويشربون من ماء شديد الحرارة، وهم من شدة العطش حينئذ كالأبل العطاش فلا يذهب به عطشهم، وهذا كله مكانًا وجزاءً وعقاباً لأعمالهم في الدنيا.

الأعمالِ الّتي يستحقُ بها المؤمن الدرجات العليا في الجنّة

قال تعالى: ” وَالسَاّبِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَيْكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّتِ النَّعِيمِ” .

قال الله في حديثه القدسي: (ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل ….). (رواه البخاري)

– أعمال واجبة: كالصلاة والصيام والزكاة .

– أعمال تطوعية: كأداء النوافل والصدقات.

حتى يكون الإنسانُ من المقربينَ يومَ القيامةِ يجبُ أنْ يكونَ من المبادرين المسارعين في أعمال الخير ومن تلك الأعمال:

– التبرع بالمال والطعام والثياب

– التبرع بالكتب المدرسية والمصاحف

اقرأ أيضاً  قدرة الله تعالى سورة الملك 15-24

نعيم السابقين المقربين

 بعد أن ذكرَتِ الآيات الكريمةُ أصنافَ النّاسِ، بدأت في بيان ما أعدَّهُ  اللهُ عَزَ ّوَجَل منَ الجزاء يومَ القيامةِ لكلِّ صنف منَ الأصنافِ الثلاثة، فبدأت بما أعده الله تعالى من نعيم للمؤمنين السابقين لتشويقهم إلى هذا المصير ، فيكون دافعا لهم على مواصلة العمل الصالح، والتمسك بطاعة الله تعالى. فمنَ النّعيم الذي يتنعْمُ بهِ السّابقونَ في الجنّة يوم القيامةِ أنَّ لهم أماكن يجلسون فيها تليق بمقامهم مزينة بأفخرِ الجواهر، وبكل ما يبعث على الفرح السّعادةَ في نفوسهم، ومن أنهارها وعيونها شرابٌ لا كدر فيه كما أن لهم فواكه الجنّةِ وطيورَها، فيأكلونَ منْ طعامِ الجنّة ما يشاءونَ، وما تشتهيه أنفسهم دون تعب أو كذلك لهم زوجات من حورِ الجنّة، كأمثالِ اللؤلؤ في النّقاء والصفاء، ولكي تكتمل سعادتهم، يبعد الله سبحانه وتعالى عن سمعِهِمْ كُلَّ مزعج، فلا يسمعونَ إلا أطيب الكلامِ وأحسنَ السّلام، جزاء إيمانهم وصدقهمْ وإخلاصهم، في الحياة الدنيا، وهذا الذي ذكرَهُ اللهُ في الآياتِ منَ النّعيمِ لأهلِ الجنّة لا يقتضي الحصر، بلْ لهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعَتْ ولا خطر على قلب بشر. إنَّ وصول المؤمن إلى نعيم الآخرة يكونُ مِنْ  ِخلالِ الحياةِ الدُّنْيا وإعمارها ونشْرِ الخيْرِ فِيها، ولا يَتَصوِّرُ عاقل أَنْ يَنالَ أَحدٌ ذلكَ النَّعِيمَ بالتَّخلُّصِ مِنَ الحياةِ، أَوْ إِفْسادِ الأَرضِ أَوْ نَشْرِ الشَّقاء فيها.

فائدة:

قال تعالى: (بِأَكۡوَابٖ وَأَبَارِيقَ وَكَأۡسٖ مِّن مَّعِينٖ (18).

ذكرت الآيات الكريمة ثلاثًا من أواني الشّربِ.

الأكواب جمع كوب: وهي الأقداح التي  لا عرى لها ( أي ليس لها خراطيم ولا آذان).

الأباريق: أقداح لها عرى وخراطيم.

الكأس: إناء شرب الخمر.

فائدة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا الخمر فإنها مفتاح كل شرٍّ» (رواه ابن ماجة).

أضرار الخمر 

الأضرار الصحية: التسمم البولي – التليف الكبدي.

الأضرار الاجتماعية: تؤثر على العلاقة الأسرية  .

الأضرار الدينية: معصية الله – الصد عن ذكر الله .

الاختلاف بين خمر الدنيا وخمر الآخرة

قال تعالى: (بِأَكۡوَابٖ وَأَبَارِيقَ وَكَأۡسٖ مِّن مَّعِينٖ (18) لَّا يُصَدَّعُونَ عَنۡهَا وَلَا ….. (19).

فالاختلاف بين خمر الدنيا وخمر الآخرة:

خمر الدنيا : خبيث، يضر بالعقول والأبدان.

 وخمر الآخرة: طيب، لا يضر العقول ولا الأبدان.

صفات مجالس المتقين 

1- بعيدة عن المؤامرات والمكائد واللغو والسخرية.

2- بعيدة عن الغيبة والنميمة.

3- فيها ذكر وطاعة لله تعالى.

4- تعليم القرآن الكريم.

فوائد:

– وصفِ الله الوِلْدانِ بالـ(مخلدون) مع أن كل شيء في الجنة خالد

وذلك لأنهم لا يصيبهم الشيب ولا يكبرون ولا يتغيرون فهم مخلدون على صورة الولدان 

فهم مرتاحون لا يحملون هماً ولا ضيقا فالإتكاء غاية الراحة.

– تقديم الفاكهة على اللحم في الآياتِ الكريمة: ﴿وَفَكَهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحم طَيْرِ مِمَّا يَشْتَهُونَ .

فهم يتفكهون ويتنعمون في الجنة وهذا يدل على الرفاه والنعيم المقيم,  ولأن أهل الجنة لا يأكلون أكل جوع أو حاجة للأكل 

زر الذهاب إلى الأعلى