الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

سورة الواقعة 75- 96

سورة الواقعة 75- 96

قالَ تَعَالَى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لتهتدوا  بها في ظُلمتِ البَر وَالْبَحْرِ) (الأنعام 97)

وقالَ تَعَالَى: ( وَعَلَامَاتِ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (النحل 16)

العلاقة بين الإنسان المؤمنِ والنّجومِ:

1.هداية الناس عند السفر.

2. زينة للسماء.

3. رجوماً للشياطين.

 هدف العلماء من استكشاف الفضاء

حماية الأرض من الكويكبات والأجرام السماوية التي يُتوقع سقوطها على الأرض أو ترتطم بالأرض فتهدد حياة سكانها.

وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُۥ لَقُرۡءَانٞ كَرِيمٞ (77) فِي كِتَٰبٖ مَّكۡنُونٖ (78) لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَالَمِينَ (80) أَفَبِهَٰذَا الۡحَدِيثِ أَنتُم مُّدۡهِنُونَ (81) وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ (82) فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ (83) وَأَنتُمۡ حِينَئِذٖ تَنظُرُونَ (84) وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ (85) ….96).

معاني المفردات الواردة في الآيات 75: 96 من سورة الواقعة

بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ:         منازل النّجومِ ومداراتها التي تدور فيها.

مَّكْنُونِ:                 مصون ومحفوظ.

مُّدْهِنُونَ:                 مكذبون.

الْحُلْقُوم:                 الحَلْقُ.

غَيْرَ مَدِينِينَ:            غير محاسبين .

فروح وريحان:         رحمة وراحة واستراحة وسرور.

فَنُزُلُ مِنْ حَمِيمٍ          مكان شديد الحرارة.

وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ:         دخول نار جهنم.

دلالات الآيات75: 96 من سورة الواقعة

أولاً: مكانة القرآن ومنزلته.    ثانياً: حال الإنسان عند الاحتضار والموت.  ثالثاً: مصير الناس بعد الموت.

الشرح والتفصيل:

أولاً: مكانة القرآن ومنزلته.

يُقسم الله في الآيات بمنازل النّجومِ ومواقعها على أنّ القرآنَ الكريم كتابٌ كريم ذو مكانة عالية وذو شرف رفيع، فيه هداية الناس، وفيه منافع عظيمة، وعلوم غزيرة، فكما أنّ النّجومَ تكون علامات يُهتدى بها في الظلماتِ، فكذلك  آيات القرآنُ نورٌ يهتدي به النّاسُ من الظلماتِ والمعاصي والجهلِ في هذهِ الحياة الدنيا.

اقرأ أيضاً  أحكام الرَّاء ( تفخيمها وترقيقها )

 وكلامُ اللهِ طاهر ومصونٌ ومحفوظ عن التحريف، فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أنزله سبحانه وتعالى على سيدنا محمد ﷺ منَ اللّوح المحفوظ الذي لا يمسه إلا الملائكةُ المطهِّرُونَ الَّذينَ أوْكَلَهمُ الله واختصهم بهذا الشرف، ولا يجوز لنا أن نمسه إلا ونحن على طهارة.

 ثم تتعجبُ الآيَاتُ القرآنية منَ الَّذينَ جحدوا بآياتِ اللهِ وبكتابه، وكذبوا بالقرآن، وقابلوا نِعَمَ اللهِ عَزَّوَجَل عليهمُ المستوجبة للشكر بتكذيبِ الرّسل والكفر بالله تعالى.

قال تعالى: ( فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ*وَإِنَّهُ لَقَسَمُ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمُ* إِنَّهُ لَقُرْءَ أَنْ كَرِيمٌ )، أقسمَ اللَّهُ تَعَالى بمواقع النجوم ومنازلها.

ـ جوابَ القَسَمِ:

أنَّ القرآن العظيم كتاب ذو شرف رفيع.

ـ الفائدة منَ القَسَمِ وجوابِ القَسَمِ:

كما أن النجوم ترشد المسافر ويهتدي بها في ظلمات الليل فكذلك القرآن الكريم يهتدي الناس بنوره من ظلمات الجهل في حياتهم الدنيا.

واجب المسلم تجاه القرآن الكريم

1. الإيمان به.

2. تلاوته وتدبّره.

3. تعلمه وتعليمه.

4. العمل به والدعوة إليه.

5.توقيره وتعظيمه.

دلالاتِ وصفِ القرآنِ بالكريم في قولِه تَعَالَى إِنَّهُ لَقُرْءَانُ كَرِيمٌ

 1- كريم المصدر, منزّلُ منْ عندِ اللَّهِ تَعَالى.

2- كريم بمكانته وتعاليمه وأهدافه.

3- كريم في الأجر والثوابِ فمَنْ قرأَه فله بكلِّ حرفٍ حسنة، وتضاعف الحسنات فالحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة.

4- كريم حيث يكرم من يحفظه ويرفع درجاتهم.

ثانياً: حال الإنسان عند الاحتضار والموت.

بعد أنْ بَيْنَ اللهُ عَزَّوَجَل فضل القرآن الكريم ومكانته، يخبرُ سُبحانه وتعالى عن حال الإنسان عند الاحتضار، فالموتُ حق على الإنسان وسائر المخلوقات، وقد وكل اللهُ تعالى ملائكة بذلك، يفعلونَ ما يُؤمَرونَ، ولا يعصونَ اللهَ عَزَّوَجَل مطلقًا، فإذا حضر الأجلُ لا يستطيع أحد أن يرده، أو أنْ يُرجِعَ الرّوح إلى جسد صاحبها، سواء أكان قريبًا أم بعيدًا، فقط ينفعه عمله الصّالح، وجزاؤُه مرتبط بعمله، فالأمرُ كلُّه بيدِ اللَّهِ عَزَّوَجَل.

اقرأ أيضاً  الطريق إلى الجنة سورة يس 55- 68

الذين حول الميّتِ لا يرونَ الملائكة الذين جاءوا لقبض روحه، ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ )

ثالثاً: مصير الناس بعد الموت.

تبين الآيات الكريمة حال النّاسِ على حسب أعمالهم في الدنيا، فيكونوا أصنافا ثلاثةً:

أصناف الناس يوم القيامة

الصنف الأول المقربين

 يقول تعالى: ( فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ الله فَرَوْحُ وَرَيْحَانُ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ، فالمقربون: وهم السابقونَ الَّذينَ تقدّمَ ذكرُهُمْ في أوّلِ السّورةِ الّذينَ يُسارعون في الخيرات، والّذينَ سبقوا غيرهم في قوّةِ الإيمانِ وكثرة الأعمالِ الصّالحة، فيقرِّبُهم اللهُ تعالى إليه، ويدخلهمْ أعلى درجات الجنّة، ويرزقهم فيها بالنّعيمِ الدّائم والطمأنينة والراحة والسرور.

 حال المقربين يوم القيامة

1.يقربهم الله تعالى إليه.

2. يدخلون أعلى درجات الجنة.

3. يرزقون النعيم الدائم والطمأنينة والراحة والسرور.

الصنف الثاني أصحاب اليمين

يقول تعالى: ( وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامُ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ . فأصحاب اليمين: همْ صنف آخرُ من أهلِ الجنَّةِ، سلموا منَ الذُّنوبِ الموبقات في الدنيا فرزقهم الله تعالى نعيم الجنّةَ والأمن والسلامة من عذاب النّارِ في الآخرة.

 الصنف الثالث أصحاب الشمال

 يقول تعالى: ( وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضّالِينَ فَنَزَلُ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) فأصحاب الشمالِ: هُم المكذِّبونَ بالبعث وبآياتِ اللهِ عَزَّوَجَل، الذين ضَلُّوا عن الطريق المستقيم، فلهم نار جهنّم يصطلونَ بنيرانها ويشربونَ منَ الماء المغلي شديد الحرارة.

ثمّ خُتِمَتِ السورة بأنَّ جميع ما ذكرَه اللهُ تَعَالى من بعث وحساب وجزاء على الأعمالِ هُوَ الحَقُّ الذي لا شكَّ فيه، وقد بينَهُ اللهُ عَزَوَجَل للنَّاسِ لعلهم يثوبونَ إلى رشدهم ويعودون إلى ربّهمْ، فباب التوبة مفتوح، وعلينا أن ننزه اللهَ تَعالى عن كلّ ما لا يليقُ تذللا لعظمته وجبروته – فسبحان الله العظيم القدير.

اقرأ أيضاً  سورة الواقعة 1- 26

قوله تعالى: ( إِنَّهُ لَقُرْءَانُ كَرِيم ) فيه دلالة على أن القرآن كتاب كثير الخير وكريم.

قوله تعالى: ( فِي كِتَابٍ مَّكْنُونِ ) فيه دلالة على أن كلام الله مصون وطاهر، ومحفوظ عن التحريف أو الزيادة والنقصان إلى يوم القيامة.

قوله تعالى: ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِبُونَ ) فيه دلالة على أن الكفار قابلوا نعم الله عليهم المستحقة للشكر بالكفر بالله تعالى وبتكذيب رسله.

زر الذهاب إلى الأعلى