السيرة والأعلام

عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها

عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها

يَقُولُ سُبْحانَهُ وَتَعالى: ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَجُهُ أَمَهَاتُهُمْ ) [الأحزاب:6].

وَصْفِ اللَّهِ -تعالى- زَوْجاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِأَمَّهاتِ الْمُؤْمِنِينَ، دلالة على كون زوجاته ﷺ أمهات للمؤمنين يحرم عليهم الزواج بهن ودلالة على أنهن قدوة لنا.

أسماء زوجات النبي

1- خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.

2- عائشة بنت أبي بكر الصديق.

3- حفصة بنت عمر بن الخطاب.

4- سودة بنت زمعة -رضي الله عنها-.

5- زينب بنت خزيمة -رضي الله عنها-.

6- أم سلمة -رضي الله عنها-.

7- زينب بنت جحش -رضي الله عنها-.

8- جويريّة بنت الحارث -رضي الله عنها-.

9- صفيّة بنت حُيَيّ -رضي الله عنها-.

10- أم حبيبة -رضي الله عنها-.

11- ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها

نسب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ هِيَ الصَّدِّيقَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ أَبي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبي قحافة رضي الله عنه

أَمهَا: أَمْ رُومانَ بِنتُ عَامِرِ بْنِ عُوَيْمِرٍ الكِتانِيَّةُ، التي قال فيها رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنظُرَ إِلَى امْرَأَةٍ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، فَلْيَنظُرْ إِلَى أَمْ رُومَانَ». (الحاكم)

 وُلِدَتْ بَعْدَ بَعْثَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِخَمْسِ سَنواتٍ وأبواها في دين الإسلام، قالَتْ:

« لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيْ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْهِمَا يَوْمَ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ طرفي النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً». (البخاري)

كانت تكنى بأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ، وَلُقَبَتْ بِالصِّدِّيقَةِ، وَعُرِفَتْ كذلك بِأُمِّ المُؤْمِنِينَ, وَبِالْحُمَيْراءِ،

ذکر ابْنُ سَعْدٍ فِي طَبَقاتِهِ عَنْ عَبَادِ بْنِ حَمْزَةَ أَنَّ عَائِشَة قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تكنيني؟ فقال: «اكتنِي بِعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ». فكَانَتْ تُكَنَّى أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ . (المُعْجَمُ الكَبِيرُ)

اقرأ أيضاً  من معالم رحمة الرسول عليه السلام

عاشَتْ ستاً وَسِتِّينَ سَنَةً حَفِظَتِ القُرْآن الكريم في حياة الرسولِ، وَروَتْ عَنْهُ الحَدِيثَ، وَعَلَّمَتِ النَّاسَ كَثيرًا مِنْ أُمورِ دينِهِمْ، حفظت  القرآن الكريم، تعد موسوعة للحديث الشريف

مكانة السيدة عائشة عند النبي

عَنْ عَمْرو بن العاص  أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيِّ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ». فقال: مِنَ الرِّجَالِ؟ فقال: «أبوها». (البخاري)

* قالَ رَسُولُ اللَّهِ: “كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ, وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ. وَآسِيَا امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ, وَفَضْلُ عَائِشَة عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ”. (رواه الشيخان)

* قال صلى الله عليه وسلم لأمنا عائشة: «أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟». فَقَالَتْ: بَلَى، وَاللَّهِ قَالَ: « فَأَنْتِ زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ». (صحيح ابن حيان)

أسس العلاقة المثالِيَّةِ بَيْنَ الزَّوْجِ وَالزَّوْجَةِ:

1- التقوى والصلاح.

2- المودة والمحبة الحلم.

3- تكامل الأدوار في التربية والاستقرار.

مكانة أم المؤمنين السيدة عائشة عند المسلمين

 تُعَدُّ السَّيِّدَةُ عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها مِنْ أكثر النساء في العالم فِقها وَعِلْمًا؛ فَقَدْ أُحيطت بِعِلْمٍ كُلّ ما أَخَذَتْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ قُرْآنٍ وحديث وتفسير وفقه، بِفَضْلِ ذكائها الحاد وقوة ذاكرتها، وَكَثْرَةِ ما رَوَتْ عَنِ النَّبِيِّ، وَيُؤْثَرُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ مُحَبَّةَ لِلْعِلْمِ وَالمَعْرِفَةِ؛ فَقَدْ كانَتْ تَسْأَلُ وَتَسْتَفْسِرُ إِذَا لَمْ تَعْرِفُ أَمْرًا أَوِ اسْتَعْصَتْ عَلَيْها مَسْأَلَة، فَقَدْ رَوى ابن أبي مليكة: « أَنَّ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ لَا تَسْمَعُ شَيْئًا لَا تَعْرِفُهُ إِلَّا راجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعرفه» (البخاري).

وقال الزُّهْرِيُّ: لَوْ جُمِعَ عِلْمُ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فِيهِنَّ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ، كَانَ عِلْمُ عَائِشَة أَكْثَرَ مِنْ عِلْمِهِنَّ». (المُعْجَمُ الكَبِيرُ)

عوامل نبوغ السيدة عائشة في العلم

1- ذكاؤها الحاد وصفاء عقلها.

2- حبها للعلم والتعلم.

3- ملازمتها للنبي ﷺ ومعاصرة نزول الوحي

4- نشأتها في بيت عريق من الاصالة والعلم

5- صفاء ذهنها وقوة حفظها.

ملامح شخصية السيدة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

1- التقوى والاقبال على الطاعات:

فعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: “أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَصُومُ الدَّهْرَ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ”. (السنن الكبرى)

اقرأ أيضاً  الشيخة فاطمة بنت مبارك حفظها الله

2- الزهد والصبر:

فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا شَبِعَ آل محمد صلى الله عليه وسلم يَوْمَيْنِ مِنْ خُبْزِ بُرٌ إِلَّا وَأَحَدُهُمَا تَمْرُ». (مُسْلِمُ

3- الإيثار وحب الناس وحسن التصرف بالمال بالرغم من كونها صائمة فضلت تقديم المال للآخرين ومساعدتهم:

عَنْ أَمْ ذَرَّةَ، قَالَتْ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها بُعِثَ إِلَيْهَا بِمَالٍ فِي غِرَارتَيْنِ، قَالَتْ: أَرَاهُ ثَمَانِينَ أَوْ مِائَةَ أَلْفٍ فَدَعَتْ بِطَبَقٍ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صَائِمَةُ، فَجَلَسَتْ تَقْسِمُ بَيْنَ النَّاسِ، فَأَمْسَتْ وَمَا عِنْدَهَا مِنْ ذَلِكَ دِرْهَمُ فلَمَّا أَمْسَتْ قَالَتْ: يَا جَارِيَةً، هَلُمْي فِطْرِي. فَجَاءَتْهَا بِخَبز وَزَيْتٍ، فَقَالَتْ لَهَا أُمُّ ذرَّةَ: أَمَا اسْتَطَعْتِ مِمَّا قَسَمْتِ الْيَوْمَ أَنْ تَشْتَرِي لَنَا لَحْمًا بِدِرْهَم نَفْطِرُ عَلَيْهِ قَالَتْ: لَا تُعَنِّفِينِي لَوْ كُنْتِ ذَكَرْتِنِي لَفَعَلْتُ». (حلية الأولياء)

السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ المَرْأَةُ العَالِمَةُ:

قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزبير: “يا أُمَّتاهُ, لَا أَعْجَبُ مِنْ فَهْمِكِ, أَقُولُ: زَوْجَةُ رَسُولِ اللهِ, وَبِنْتُ أَبِي بَكْرٍ, وَلَا أعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالشَّعْرِ، وَأَيَّامِ النَّاسِ, أَقُولُ: ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ, وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ أَوْ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ, وَلَكِنْ أَعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالطَّبَ كَيْفَ هُوَ؟ وَمِنْ أَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فَضَرَبَتْ عَلَى مَنكِبِهِ, وَقَالَتْ: أَيْ عُرَيَّةً إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يَسْقَمُ عِندَ آخِرِ عُمْرِهِ, أَوْ فِي آخِرِ عُمْرِهِ, فكانَتْ تَقَدُمُ عَلَيْهِ وَفودُ الْعَرَبِ مِنْ كُلِّ وَجْهِ, فَتَنعَتُ لَهُ الْأَنْعَات وَكُنتُ أُعَالِجُهَا لَهُ, فَمِنْ ثَمَّ” (أَحْمَدُ).

العلوم الَّتِي نَبَغَتْ وتميزت فيها أُمُّ المُؤْمِنِينَ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ:

1- القرآن الكريم وعلومه والحديث، لأنها كانت ملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم.

2- الطب، بسبب المدارسة والتطبيق، الطب من الأطباء العرب.

3- الشعر وأنساب العرب بسبب مدارسة أبيها.

– وبالفعل صدقت هذه المَقولة: (( إذا عَلَّمْتَ بِنتاً فَقَدْ عَلَّمْتَ أُمَّةً )).

لأن حسن نشأة البنت وتعليمها يؤهلها لتكون أما ومعلمة وموجهة ومربية لأبنائها ومجتمعها وفي ذلك رفع للمجتمع وتقدمه.

أَمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ وَالدَّفَاعُ عَنِ الوَطَنِ:

قَدَّمَتِ السَّيْدَةُ عَائِشَةُ أَمْثلَة رائعة في الدفاعِ عَنِ الوَطَنِ، فَقَد شاركت في الغزواتِ مَعَ رَسولِ اللَّهِ، فَكَانَتْ تَقومُ بِتَمْريضِ الجَرْحى، وَإِعْدادِ الطَّعامِ، وَسِقَايَةِ المَاءِ.

اقرأ أيضاً  الإمام البخاري أمير المؤمنين في الحديث

روى أَنَسُ بْنُ مَالِكِ رضي الله عنه  فقال: “وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بنت أبي بَكْرٍ، وَأَمَّ سُلَيْمٍ, وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتانِ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا، تَنْقُلَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا, ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِهِمْ, ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآنِهَا, ثُمَّ تَجِيئَانِ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاه الْقَوْمِ, وَلَقَدْ وَقعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أَبِي طَلْحَةَ, إِمَّا مَرَّتَيْنِ, وَإِمَّا ثَلَاثًا, مِنَ النَّعَاسِ” (رواه الشيخان).

– وإن أَوَّلَ امْرَأَةِ إماراتية شجاعة قادَتْ طَائِرَةً عَسْكَرِيَّةٌ في عَمَلِيَّةِ عاصِفَةِ الحَزْمِ بِاليَمَنِ، الرائد الطيار: مريم المنصوري، أول قائِدَةٍ عَسْكَرِيَّةٍ لِمَدْرَسَةِ خَوْلَةَ بِنْتِ الْأَزْوَرِ العَسْكَرِيَّةِ في دولة الإمارات، والمقدم الركن: عفراء سعيد الفلاسي.

قالوا عَنِ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ:

قال ابن كثير: «لَمْ يَكُنْ فِي الْأُمَمِ مِثْلُ عَائِشَة في حفظها وَعِلْمِهَا، وَفَصاحَتِها وَعَقْلِها».

قالَ الذَّهَبِيُّ: «أَفْقَهُ نِساءِ الأُمَّةِ عَلَى الإطلاقِ، وَلَا أَعْلَمُ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ بَلْ وَلَا فِي النِّساءِ مُطلَقًا امْرَأَةً أَعْلَمَ مِنْهَا وأفقه منها ». قَالَ الذَّهَبِيُّ: “مُسْندُ عَائِشَةَ يَبْلُغَ ألفَيْنِ وَمِائتين وَعَشرة أحاديث”.

قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَر: «إِنَّ عَائِشَة كانت وَحيدَةً بِعَصْرِها في ثَلاثَةِ عُلُومٍ عِلْمِ الفِقْهِ، وَعِلْمِ الطَّبّ، وَعِلْمِ الشَّعْرِ». قَالَ عَطَاءُ بن أبي رباح: «كانَتْ عَائِشَةُ أفقة النَّاسِ، وَأَعْلَمَ النَّاسِ، وَأَحْسَنَ النَّاسِ رَأيَا».

ـ مميزات شخصية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

1- شدة حفظها.

 2- فصاحتها .

 3- فقهها وعلمها.

  4- تنوع علمها.

5- قوة شخصيتها.

سَعَةَ عِلْمٍ عَائِشَةَ:

1- درايتها بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلومه وفهمه:

قال أبو موسى الأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «مَا أَشْكل عَلَيْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثُ قطُّ، فَسَأَلْنَا عَائِشَة، إِلَّا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْمًا». (الترمذي )

2- إلمامها بعلم الفقه الشرعي وعلم الطب والشعر العربي وتميزها فيهما:

قالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْعِلْمِ وَالشَّعْرِ وَالطَّبْ مِنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ». (الحاكم )

3- تمكنها من علم الفرائض:

عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهُ قيلَ لَهُ: «هَلْ كَانَتْ عَائِشَةُ تُحْسِنُ الْفَرَائِضَ، فَقَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ مَشْيَخَة  أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَكَابِرَ يَسْأَلُونَهَا، عَنِ الْفَرَائِضِ». (الحاکم).  

زر الذهاب إلى الأعلى