الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

فضائل المؤمن ( حديث شريف )

فضائل المؤمن ( حديث شريف )

قال تعالى: ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) (الرحمن).

 قالَ صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ) .(رواه البخاريُّ).

ـ فمن يحسن للناس سينال الإحسان من الله تعالى يوم القيامة.

– فمن ينفع الناس، وييسر عليهم أمورهم ، ويتطوع لوجه لله بأعمالٍ تطوعية، متقياً الله عز وجل، يؤثر غيره على نفسه استحق الأجر والثواب من الله تعالى.

عن أبي هريرة رضي الله عنه  قال: قال رسولُ اللهِ: )مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِن كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرِ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهْلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ(. (رواه مسلم).

معاني المفردات:

نفَّسَ:     فرج وخفف.

كربة:     شدة عظيمة.

مُعْسِرٍ:    معدم فقير عاجز عن سداد دينه.

يلتمس:   يطلب .

السكينة:  طمأنينة القلب .

غشيتهم:  علتهم وغطتهم .

حفتهم:    أحاطت بهم  إكراماً لهم .

بَطَّأ:         تأخر.

أمثلة للكربات التي قد تواجه الناس في الدنيا:

الفقر المرض فقد عزيز
الغم والحزن   الابتلاءات سواء في النفس أو المال عدم توفر فرص العمل

 ـ مقترحات لمساعدة المُعْسِرين:

1- التنازل عن بعض الدين.

2- إعفائه من الدين.

 3- إمهاله والصبر عليه.

ـ الآثار الإيجابية للتيسير على المدين المعسر:

الدائن الميسر المجتمع
نيل رضا الله تعالى وحفظ مكانة المسلم.

الأمان فكما تدين تدان..

الراحة النفسية

تكاتف المجتمع وتكافله.

قوة المجتمع وتماسكه.

تنمية بذور الخير والمحبة بين أفراده.

اقرأ أيضاً  المستظلون في ظل الرحمن

النقاط الأساسية التي تحدث عنها الحديث:

أولاً: أهمية الستر على الناس:

إن إمكانية وقوع الإنسان في بعض زلات الحياة أمر محتمل ، فقد قال : كلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءُ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» (رواه الترمذي). والإنسانُ بطبعه لا يحبُّ أنْ يتطلع أحدٌ على عيوبه ويكره أن يعلم بزلاتِهِ الناسُ، لكن قد ينكشفُ ذلك لبعض الناس مصادفة أو ابتلاء، والمؤمنُ يستر الناسَ في كلِّ حالٍ ولا يتكلم بما لا يعنيه .

فإذا وَجد أحد المسلمين  أحداً على خطأ، يستر عليه ولا يفضحه ولايهمل واجب النصح والتذكير، لأن الستر له فضل عظيم عند الله تعالى.

النقاط الأساسية التي تحدث عنها الحديث:

ثانياً: تدارس كتاب الله تعالى:

بَيْنَ لنا الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث فضل تعلم القرآن الكريم وتدارسه، فهو سبب لاستحقاق ما بشر به الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديثِ من تكريم.

– بشاراتِ لمن يتدارس القرآن الكريم:

1- تتنزل عليهم الملائكة.            

2- تحفهم الملائكة.

 3- تغشاهم الرحمة.                 

4- يذكرهم الله فيمن عنده.

– قال تعالى: ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ )[المؤمنون].

فميزان التفاضل بينَ الناسِ يومَ القيامة هو التقوى والعمل الصالح.

– ولا اعتبار  للغنى والمنصب والجاه وعلو النسب عند الله تعالى إذا كانَ الإنسانُ مقصرًا في عملِهِ.

النقاط الأساسية التي تحدث عنها الحديث:

ثالثاً فضل قضاء حوائج الناس ونفعُهُمْ:

يُعَدُّ نفعُ الناسِ مِنْ أفضل الأعمال؛ لما فيه من إشاعة لروح المحبة بين أفراد المجتمع، عن ابن عمر صلى الله عليه وسلم قال: جاءَ رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ) (رواه الطبراني)، لذا كان جزاء من ينفعُ الآخرينَ أو يزيل عنهم الشدة في الدنيا أن يفرجَ اللهُ عنهُ منْ كُرَبِ يوم القيامةِ، وهي كثيرة وشديدة وعظيمة، وأكد الرسول الله على أهمية التحلي بهذا الخلق العظيم بقوله: ( وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ).

اقرأ أيضاً  غزوة-الأحزاب-سورة-الأحزاب-9:20

قال رسول الله: ( أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة او تقضي عنه دينا أو تطرد  عنه جوعاً ).

إدخال الفرح والسرور ويكون بإطعام المسلمين.        

  وتفريج كرباتهم، والعفو عنهم، وقضاء الدين عنهم، ومساعدتهم.

– الفرق بَيْنَ كرب الدنيا وكرَب اليوم الآخر:

قال تعالى: ( يا أيهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ  مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمَلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَرَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) [الحج).

كُرَبُ الدنيا كُرَبُ اليومِ الآخِرِ
مؤقتة  –  خفيفة    –   قليلة دائمة    –    شديدة    –  كثيرة

 من النقاط الأساسية التي تحدث عنها الحديث:

ثالثاً التيسير على المدين المُعْسِر:

إنَّ من أول ما يُحاسب عنه الإنسانُ يومَ القيامةِ مالُهُ مِنْ أينَ اكتسبهُ وفيما أنفقَهُ. فما أعظم أنْ يكونَ صَرفُ المال في خدمة ومنفعة الناسِ كأنْ تقيل عثرة أو شدة أو تقضي دينا عن الآخرين، أو تعطي مهلةً لسدادِهِ، أو تعفيه من سداد الدين كله أو بعضه. قال تعالى: ( وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) ( البقرة)، وقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلْيُنَفِّسُ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ ) (رواه مسلم).

من النقاط الأساسية التي تحدث عنها الحديث:

رابعاً: طلب العلم النافع والعمل به:

أولى ديننا الحنيف أهميةً كبيرةً للعلم والعلماء وطلبة العلم حتّى أنَّ رسالة الهدى بدأت بقول الله تعالى: ( أقرأ ) معلنةً بدايةً رسالة النور للعالم أجمع، قال تعالى:

( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبَابِ ) [الزمر). وقال أيضًا عزّ وجل: ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) (المجادلة)، وبين نبينا صلى الله عليه وسلم في حديثنا هذا فضل طلب العلم، فهو سبب لنيل الأجر العظيم في الجنة.

اقرأ أيضاً  السنة النبوية المشرفة

والعلم المقصود هنا هو كلُّ علم نافع مباح ينفعُ صاحبَهُ ومجتمعه ووطنَهُ سواء أكَانَ علمًا شَرْعِيَّا أو دنيويًّا.

– فوائد تعلم القرآنِ وتدارسه على المجتمع والفرد:

على الفردِ على المجتمع
ترفع مكانة المسلم بين الناس

تقوّم أخلاقه ومعاملته

تشرح صدره

سمو المجتمع ورقيه

صلاح المجتمع بصلاح أفراده

ترابط المجتمع وتلاحمه

 

من النقاط الأساسية التي تحدث عنها الحديث:

خامساً: المسارعة لعمل الخير:

قاعدة ذهبية لا تقدر بثمن يخبرنا بها الله ليعتبر الإنسانُ ويحرص على العمل والجد والمثابرة حيث لا ينفعه في دنياه نسبُهُ ولا مكانته ولا جاههُ بل عمله فقط وتقواه، قال تعالى: ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) (الحجرات 13 ).

وعن أبي هريرة قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ) (رواه مسلم).

زر الذهاب إلى الأعلى