الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

قدرة الله تعالى سورة الملك 15-24

قدرة الله تعالى سورة الملك 

تَأَمَّلْ فِي سَقْفِ صَفْكَ وَلَاحِظ كَيْفِيَّةَ تَصْمِيمِهِ وَبِنَائِهِ

** عَلامَ يَعْتَمِدُ سَقْفُ الصَّفُ؟

ماذا يَحْدُثُ لَوْ أُزِيلَتِ الْأَعْمِدَةُ؟

هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يُبْنَى صَفٌ بِلا أَعْمِدَةٍ؟

تَأَمَّلِ السَّماءَ وَكَيْفِيَّةَ بِنائِهَا. عَلَامَ تَعْتَمِدُ السَّمَاءُ؟

الفَرْقُ بَيْنَ بِناءِ السَّقْفِ وَالسَّماءِ:

-أن السماء التي نراها  بناها الخالق بلا عمد أو بلا عمد نراها، دِلالَةُ رَفْعِ السَّمَاءِ بِلا أَعْمِدَةٍ.

 أما سقف بناه الإنسان وله أعمدة ولولا وجود الأعمدة ما ارتفع البناء ولا السقف.

قال تعالى: (هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ ذَلُولٗا فَٱمۡشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزۡقِهِۦۖ وَإِلَيۡهِ ٱلنُّشُورُ (15) ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ كَيۡفَ نَذِيرِ (17) وَلَقَدۡ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ (18) أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّيۡرِ فَوۡقَهُمۡ صَٰٓفَّٰتٖ وَيَقۡبِضۡنَۚ مَا يُمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱلرَّحۡمَٰنُۚ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَيۡءِۭ بَصِيرٌ (19) أَمَّنۡ هَٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٞ لَّكُمۡ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ ٱلرَّحۡمَٰنِۚ إِنِ ٱلۡكَٰفِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنۡ هَٰذَا ٱلَّذِي يَرۡزُقُكُمۡ إِنۡ أَمۡسَكَ رِزۡقَهُۥۚ بَل لَّجُّواْ فِي عُتُوّٖ وَنُفُورٍ (21) أَفَمَن يَمۡشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجۡهِهِۦٓ أَهۡدَىٰٓ أَمَّن يَمۡشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ (22)…(24).

مَعاني المُفْرَداتِ الواردة في الآيات15-24 من سورة الملك:

الْأَرْضَ ذَلُولًا :      سَهْلَةُ العَيْشِ عَلَيْها.

اقرأ أيضاً  قدرة الله تعالى سورة يس

مناكبها:             جَوَانِبُها وَطُرُقُها.

صَافاَّتٍ :            الطَّيْرُ باسِطَاتُ أَجْنِحَتَهُنَّ في الجَوِّ عِنْدَ الطَّيَرانِ.

وَيَقبِضْن:           الطَّيْرُ تَضُمُّ أَجْنِحَتَها.

النُّشُورُ:             البَعْثُ مِنَ القُبورِ بَعْدَ المَوْتِ.

من فِي السَّمَاءِ:   أَمْرُ اللَّهِ تَعَالَى.

جند لكُم:             أَخْوانُ لَكُمْ.

يَخْسِفَ:           خَسْفُ الْأَرْضِ أَيْ هُبوطها وَنُزولُها.

غرور:              تَكَبُّرُ وَتَعَالٍ.

هِيَ تَمُورُ:         تَضْطَرِبُ وَتَتَحَرَّك حَرَكَةً سَريعَةٌ.

لَجُوا فِي عُتُو:     تَمَادَوْا فِي اسْتِكْبَارٍ وَعِنادِ  وكفر .

حاصِبا:           ريحٌ مُحَمَّلَةٌ بِالحَصى.

نذير:               التَّنْبِيهُ وَالتَّحْذِيرُ.

ونفور:              تَباعُدُ عَنِ الحَقُّ.

ذَرَأَكُمْ:              خَلَقَكُمْ.

دِلالَات الآياتِ:

تَضَمَّنَتِ الآياتُ الكَرِيمَةُ مَجْمُوعَةَ مَوْضوعاتٍ هِيَ:

 التَّوَكَّلُ عَلَى اللَّهِ مع الأخذ بالأسباب فِي طَلَبِ الرِّزْقِ:

خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الأَرْضَ، وَيَسَّرَ لِلْإِنْسانِ أَسْبَابَ العَيْشِ فيها، وَأَمَرَهُ بِالسَّعْيِ وَالأَخْذِ بِالأَسْبابِ طَلَبًا لِلرِّزْقِ.

قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ” لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكَّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا ” ( التَّرْمِذِيُّ)

حِلْمُ اللَّهِ تَعالى وَقُدْرَتُهُ:

إن الله تعالى قادر علَى أَنْ يُعَاقِبَ الضَّالِّينَ مِنْ خَلْقِهِ بِأَنْ تَهْبِطَ الْأَرْضُ مِنْ تَحْتِهِمْ أَوْ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الشَّدِيدَةَ المُحَمَّلَةَ بالحَصى المُهْلِكَةَ كَمَا فَعَلَ بِمَنْ كَذَبَ مِنَ الأممِ السّابِقَةِ، وَلَكِنَّ حِلْمِهِ سُبحانه سَبَقَ عِقابَهُ فَأَمْهَلَهُمْ لِيَهْتَدوا.

ـ الحكمة من ذكر الله تعالى لما حل بالأمم المكذبة من عذاب  شديد هو أخذ العظة والعبرة .

دَلائِلُ قُدْرَةِ اللهِ تَعَالَى:

يَذْكُرُ اللَّهُ تَعَالَى بَعْضَ دَلائِلِ قُدْرَتِهِ وَهِيَ:

1- بَسْطُ الطَّيْرِ لِجَناحَيْهِ وَقَبْضُهُما كَيْ تطيرَ فِي السَّمَاءِ دونَ سُقوط على الأرض.

2- اللهُ تَعَالَى هُوَ الواحِدُ القَادِرُ عَلَى عَوْنِ الْإِنْسَانِ ومساعدته وَرِزْقِهِ.

3-هِدايَةُ الإِنْسَانِ إِلَى مَنْهَجِ اللَّهِ تَعَالَى.

4-زَوَّدَهُ بِوَسَائِلِ العِلْمِ وَالمَعْرِفَةِ وَمِنْهَا

5- القُدْرَةُ عَلَى بَعْثِ الإِنْسَانِ بَعْدَ المَوْتِ يَوْمَ القِيامَةِ.

– يقولَ تَعالى: ( أَفَمَن يَمْشِي مُكِباً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم )

اقرأ أيضاً  كفالة اليتيم

سورة الملك(22).

مقارنة بين صورَةَ الضَّالُ عَنْ طَريق الهدايَةِ، وَصورَةَ المُهْتَدِي لِمَنْهَج اللَّهِ تَعَالَى:

الضال : يمشي مكباً منكفياً على وجهه تائهاً حائرا .

المهتدي : يمشي مستوياً على صراط مستقيم

 فائدة ضرب الأمثال في القرآن الكريم:

1- تقريب المعاني بصورة محسوسة.

2- تنشيط التفكر والتدبر.

3- أخذ العظة والعبرة.

4- الحذر من أخطاء السابقين.

كَيْفِيَّةَ اسْتِثْمَارِ أعضاء الجسمِ التَّالِيَةِ فِي التَّعَلُّمِ:

1- العَقْلُ : من خلال التفكير الإيجابي السليم  والتأمل والتدبر والاستنتاج والبحث

2- الأذنُ : الانصات لكل مفيد والاستماع الجيد للمعلم وأهل العلم

3- العين : استثمار البصر في القراءة لكل مفيد ونافع في حياتي

4-القَلْبُ : الإخلاص والنية الصالحة في طلب العلم وطاعة الله وعبادته

– يقولِه تَعالى: ﴿ قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرُأكمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الملك: 24) وَقَوْلِهِ تَعَالَى:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْتَكُم مِّن ذَكَرٍ وأنثى وَجَعَلنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبائلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُم عِندَ الله اتقاكُمْ إِنَّ الله  عليم خَبِيرٌ ) الحجرات (13)

فالعلاقة بين الآيتين أن الله خلقنا جميعا في أرض واحدة وسنرد إليه جميعا

أصل الناس جميعا من آدم وحواء وعلينا التعايش وحسن التعامل مع الآخرين.

ـ أمر الله تعالى الإنسان بالسعي في أرجاء الأرض بحثا للرزق، للسعي والعمل وطلب الرزق وترك التواكل.

زر الذهاب إلى الأعلى