الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

للمجتمع رجاله ونساؤه

للمجتمع رجاله ونساؤه

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه : قالَ: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهينَ منَ الرّجالِ بالنِّساءِ، والمتشبهات منَ النِّساءِ بالرّجالِ” (رواه البخاري)

معاني المفردات الواردة في حديث لعن الله المتشبهين من الرجال

لعن:  من اللعن، وهوَ الدّعاء بالطرد من رحمة الله تعالى.

معنى الحديث: ما جاء في الحديث من باب الوعيد، اللعن من باب الوعيد والتحذير، وقد يسلم الرجل من العقوبة بأعمال صالحة، أو بتوبة صادقة، فالمرأة قد تنجو من العقاب بتوبة صادقة، والأعمال صالحة، ويقصد باللعن التحذير فلا يجوز للرجل التشبه بالكفار، ولا بالنساء، ولا يجوز للمرأة التشبه بالرجال، ولا بالكفار، لا في الكلام، ولا في الزي, ولا في المشي, ولا في الثياب لأن النبي عليه السلام لعن المتشبهين من كلا الجنسين، وداخل في ذلك التشبه بالكفار، لأن من تشبه بقوم فهو منهم .

 النقاط الأساسية الواردة في حديث لعن الله المتشبهين من الرجال

أولاً: هذا خلق الله.                      ثانياً: خطر التشبه.                        ثالثاً: مظاهر التشبه. 

رابعاً: الرجولة والأنوثة شرف.                                 خامساً: الداء والدواء ( مقترحات لعلاج التشبه).

الشرح والتفصيل

أولا: هذا خلق الله

جَبلَ اللهُ تَعَالَى النساء الرِّجال على خِلقةٍ لكنَّ الطباع مختلفةٍ، يختلف فيها كلٌّ منهما عن الآخر، وجعل الله لكلِّ منهما دورًا مناسبًا له في الحياة، فمَنْ أدّاه كما أمرَ اللهُ تعالى نال أعلى الدرجات في الجنّة، قالَ تعالى:

اقرأ أيضاً  الصبر واليقين سورة السجدة

“فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ” (الروم (3) ،

وقال أيضًا: “قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا”(3) (الطلاق)

 ولذلكَ جَاءَ النَّهْيُ عَن محاولةِ الخُروج عَنْ هذه الْخِلْقَةِ مُحرَّمًا أَنْ يَتشَبَّهَ أَي من الجنسين بالآخر، لأنَّ ذلك مِنَ المعاصي التي تستوجِبُ اللَّعْنَةَ، وهي الطَّرْدُ مِن رحمة الله تعالى، فحرم الإسلام على الرجل والمرأة التَّشبُّهُ  فيما يخص الآخر كاللباس وطريقة الكلام أو المِشْيةِ.

 خطر التشبه 

للتّشبّه الرّجل بالمرأة أو العكس أخطار كبيرة منها:

1. التشبه يدلُّ على عدم القبولِ بقدرِ اللهِ تعالى ففيه اعتراض على قضاء الله وقدره وعدم الرضا بالقدر.

2. في التشبه عصيان لأمر الله ورسوله فالنبي نهى عن التشبّه بالآخرين.

3. حرمان المجتمع منَ الشَّبابِ المتّزنِ الواثق بنفسه ويؤدي إلى ضعف المجتمع، القادر على القيام بمسؤولياته وتأدية واجباته.

4- حرمان الأولاد منَ التّربيةِ الصّحيحةِ الّتي تُلائمُ فطرتهم وتُمكَّنَهم منَ التواصل الإيجابي مع المجتمع وتحفظ كرامتهم.

 5. فقدان تقدير والاحترامِ من الآخرين وفقدان الذات، فالتّشبهُ بالآخرِ يعني الخروج عن العادات والأخلاق، والفطرة السوية والمجتمع يرفض هذا السلوك.

6. انتشار الفساد في المجتمع.

7.ترك الرجال المهام التي خلقهم الله تعالى من أجلها كالقوامة على النساء والأطفال والسعي عن الرزق  وتخليهم عنها.

8.تخلي المرأة عن طبيعتها ووظيفتها  الأساسية كرعايتها لأطفالها والقيام بشؤون البيت.

9. تحلي النساء بالقوة والخشونة, اتصاف الرجال بالنعومة والرقة.

10- فقدان تقدير الذات والاحترام.

11-المعصية ومخالفة أمر الله ورسوله.

12- ضعف المجتمع.

13- ضياع حقوق الأولاد.

فتشبه الرّجالِ بالنِّساءِ والنّساءِ  ِبالرِّجالِ يقلل حالاتِ الزواج، ويضعف المجتمع  لذلك حث الإسلام على الزواج حتى تستمر الحياة ببقاء الذكر والأنثى ،ولكي يؤدي كلٌ دوره الذي خُلِق من أجله.

حكم التشبه بالآخرين

 يعدّ التشبّه بالآخرين، من الأمور المُنكرة في الدين الإسلاميّ، والتي يُلعن صاحبها، فالتشبه من كبائر الذّنوب التي تُهلك صاحبها، وحجتهم في ذلك أنّ هذه الأفعال منافية ومخالفة للفطرة السليمة والسوية التي فطرها الله تعالى عباده عليها، ولِمِا يترتب على التشبّه مفاسد دينيّة ودنيويّة،

اقرأ أيضاً  ذو القرنين الرجل الصالح

واستدلّوا بما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من الحديث النبويّ روى الصحابيّ الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لعن رسولُ اللهِ الرجلَ يلبس لبسةَ المرأةِ، والمرأةَ تلبس لبسةَ الرجُلِ) رواه الألباني.

مظاهر التشبه بالآخرين

1- الملابس والثيابُ

 فلا يلبسُ كل من الرجل والمرأة ملابس بعضهما البعض وما يختص كل منهما.

2- المشي والكلام:

فمن يقلد الآخرين في الكلام أو المشي من كلا الجنسين أو ما طُبع كل واحد على ما خلقه الله عليه فيكون منطبقا عليه قول الرسول عليه السلام من اللعن, فلا تمشي الفتاةُ مشيةَ الرّجل، أو تتكلم بخشونة متعمدة بالصوتِ إلا إذا كانت هناك ضرورة تستدعي تقليد الآخرين والتشبه بهم كتعليم الأم أطفاها التلاوة الصحيحة عن طريق تقليد أصوات أحد المقرئين.

الرجولة والأنوثة شرف

 اللهُ عز وجل خلق  الرّجال واختصَّهم بصفةِ الرّجولةِ الّتي تكسبهم الاحترام والوقار بما فيها من غيرة وشهامة، لحماية  العرض والشرف والوطن وقد عبّر عنها القرآن على لسانِ ابنةِ الرّجل الصالح من أهل مدينَ حينما تحدثت عن نبي الله موسى عليه السلام: “قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ” (القصص).

إنَّ الأنوثة تكسب المرأةَ احتراما ووقاراً، وقد أشار القرآنُ إلى هذهِ الصّفة في قول الله تعالى: “فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء “(25) (القصص) وهذه هي الأنوثة بما فيها من حياءٍ ورقّةٍ وعاطفة مكنَتِ المرأة من أنْ تحضن أسرتها لتبقى متماسكةً متآلفةً مما ينعكس على تلاحم المجتمع ويزيد من قوته وهذا يحتاج إلى جهودِ كلَّ منَ الرّجل والمرأة معًا، أما المتشبّه أو المتشبّهةُ، فهو شخص ضعيف وأناني لا يهتمُ إلَّا بنفسه ورغباته وهو فرد في المجتمع وللمجتمع رجاله ونساؤه.

أسباب التشبه بالآخرين

1.التربية: إهمال التّربيّةِ منْ أهم أسباب الوقوع في التّشبّه بالآخرين، فإهمال التربية للأبناء، وعدم توجيههم والحديث معهم وترك متابعتهم يعرضُهم للكثير منَ المخاطرِ, إنَّ التَّربية السليمة، وفهم ما يحتاجه الأولادِ والإحساس بمشاكلهم، يُجَنِّبُهم المخاطرَ كلَّها.

اقرأ أيضاً  التقرب إلى الله تعالى

2. أصدقاء السوء: فالأصدقاء لهم تأثير كبير على بعضهم بعضًا، فالصّحبةُ الغير سوية تكون سبباً في الوقوع في  مشاكل كثيرة.

3. نقص الإيمان وقلة الخوف من الله.

4. عدم الاستقرار النفسي للأبناء بسبب المشاكل أو الظروف العائلية أو انشغال الوالدين.

5. التقليد الاعمى لكل ما يبثه الإعلام من أفكار منحرفة تدعو إلى الفساد الأخلاقي.

6. ضعف الإرشاد والتوجيه الديني في المدارس والجامعات.

معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لعن رسولُ اللَّهِ المتشبهين).

التخويف والإنذار من الخروج عن خلقة الله التي خلقها الله عليه بتحريم تشبه أي من الجنسين بالآخر، لأن تلك المعاصي تستوجب اللعنة والطرد من رحمة الله تعالى.

طرائق الوقاية منَ التّشبّه

1- التربية السليمة.

2 ـ الصحبة الحسنة.

3- التوعية المستمرة عن طريق المحاضرات.

4- غرس روح الاعتزاز بالرجولة لدى الشّباب.

5- عرض نماذج على الشباب تكون لهم قدوة وربطهم بها، ولا قدوة أفضل من النبي صلّى الله عليه وسلّم، وصحابته رضوان الله عليهم، وأئمة المسلمين وعلماؤهم.

6- التوعية الإسلاميّة في المجتمعات، وتصحيح الأفكار والحث على التّوبة إلى الله تعالى.

7- العمل على تعليم الشباب أحكام الدين الإسلاميّ. وتوجيه الشباب وربطهم بالمساجد وبالعلماء، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمدارس.

8- بثّ الأمل في نفوس الشّباب، وتحفيزهم وتوجيههم إلى الوصول إلى طريق الحقّ والصواب.

9- الاهتمام بالجانب الأخلاقي والتربويّ في المدارس، وتشديد المتابعة على المخالفات الأخلاقيّة.  

10- إشغال وقت فراغ الشباب بكلّ الأعمال النافعة والمفيدة.

11. توضيح المعنى الصحيح لمعنى الحريّة، فهي لا تعني صورة الانفلات، أو مخالفة أحكام الدّين الإسلاميّ.

12- تعليم الشّباب كيفيّة الاستفادة من الآخرين، وذلك بأخذ أحسن الأخلاق والأعمال عنهم.

13- تصحيح الأفكار والعادات الاجتماعيّة الفاسدة.

14.توفير الرعاية والعناية  النفسيّة والاجتماعيّة.

15. المتابعة والرّقابة الذكية على المجتمعات ورصد الانحرافات.

زر الذهاب إلى الأعلى