الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم

من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم

بَيْنَما كَانَ رَسُولُ اللهِ يَحْمِلُ طِفْلًا وَرَاءَهُ عَلَى جَمَلٍ، أَخَذَ يَنْصَحُهُ وَيُعَلِّمُهُ ما يَنْفَعُهُ فِي دُنْيَاهُ وَدِينِهِ فَيُسْمِعُهُ وَصايا عَظِيمَةٌ لِتَكُونَ دُروسًا لَهُ وَلِعَامَّةِ المُسْلِمِينَ.

إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم استغل فرصة وجود طفل وراءه على جَمَلٍ فَأخبره بعدة وصايا عظيمة.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ، قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقَالَ: (يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظُ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظُ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ) (رَواهُ التَّرْمِذِيُّ).

معاني المفردات الواردة في حديث احفظ الله يحفظك

غُلام:                                     الوَلَدُ بَيْنَ الطُّفُولَةِ وَسِنَّ البُلوغ.

احفظ الله:                              احْفِظُ حَقٌّ اللَّهِ بِاتِّباع أَوامِرِهِ وَاجْتِنابِ نَواهِيهِ.

يَحْفَظُك:                                 يَصُنْكَ وَيَحْمِكَ مِنْ كُلِّ مَكْرُوه.

فاسْأَلِ اللَّهَ:                             إِفْرادُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالتَّضَرُّعِ وَالطَّلَبِ وَالدُّعَاءِ.

اقرأ أيضاً  أحكام الرَّاء ( تفخيمها وترقيقها )

فَاسْتَعِنْ بالله:                         طَلَبُ المَعونَةِ وَالتَّيْسِيرِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ:   لا قَوْلَ بَعْدَ هَذا القَوْلِ فَأَحْكامُ اللَّهِ ثَابِتَةٌ لَنْ يُغَيِّرَها أَحَدٌ.

شرح حديث احفظ الله يحفظك

ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث خَمْس وَصَايَا عَظِيمَةٍ تُعَدُّ مَنْهَجًا فِي حَيَاة المسلم وَهِي:

احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ

 يَأْمُرُنَا أَنْ نطِيعَ اللَّهَ تَعَالَى فِي حَيَاتِنَا كَمَا أَمَرَنَا وَنَجْتَنِبَ مَا نَهَانا عَنْهُ في كُل شؤوننا.

احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ:  هَذِهِ الوَصِيَّةُ اشْتَمَلَتْ عَلَى أَمْرَيْنِ: طَلَبِ وَجَوابِ: أما الطلب أن تحفظ الله في حياتِكَ بِأَنْ تُطِيعَهُ وَتَقَرُبَ إِلَيْهِ وَتَطَلبَ رِضَاه.

وَأَما الجَوابُ: فَهُوَ سُرْعَةً إِعَانة اللَّهِ تَعَالَى لِلْعَبْدِ فِي شِدَّتِهِ وَعُسْرَتِهِ.

إذا سألت فاسأل الله: سؤالك لله تعالى يَعْنِي شِدَّة الثَّقَةِ بِاللَّهِ تَعَالَى وَهُوَ دَليلٌ عَلَى قوة إيمانك حَيْثُ إِنَّكَ مُؤْمِنٌ أَنَّهُ تَعَالَى هُوَ الخَالِقُ وَالقَادِرُ وَالرّازِقُ وَالوَاهِبُ وَالْمُعْطِي وَالْمُعِزُّ وَهُوَ الجَديرُ بِالإِجابَةِ قَالَ تَعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البَقَرَةُ: 186].

وَإِذا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بالله

في هَذِهِ الوَصِيَّةِ فَائِدَةٌ عَظِيمَةٌ يُنَبِّهُنا إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ ضَرورَةُ تَعَلُّقِ الْمُؤْمِنِ بِاللَّهِ تَعَالَى المُعِينِ النَّاصِرِ ، فالإِنْسانُ مَهُما بَلَغَ مِنْ قوَّةٍ فَهُوَ ضَعِيفٌ وَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَسْتَعِينَ بِغَيْرِهِ، لِذَا سَخَّرَ اللَّهُ تَعَالَى البَشَرَ بَعْضَهُمْ لِبَعْضٍ لِتَسْتَقِيمَ حَياتُهُمْ ، فالمريضُ بِحاجَةٍ لِلطَّبِيبِ، وَالطَّبِيبُ بِحاجَةٍ لِلنَّجَارِ، وَالطَّالِبُ بِحاجَةٍ لِلْمُعَلِّمِ، وَالمُعَلِّمُ بِحاجَةٍ لِلصَّيْدَلِيَّ، وَالتَّاجِرُ يَحْتاجُ لِعَامِلِ لِحَمْلِ بضاعَتِهِ ، وَالنَّاسُ بِحاجَةٍ لِرَجُلِ الأَمْنِ .. وَهَكَذا. فمع الاستعانة بالله تعالى نتخذ الأسباب، ولهذا أَمَرَ رَسولُ اللَّهِ الا الله الرَّجُلَ الَّذِي قَدِمَ المَدِينَةَ وَتَرَكَ ناقَتَهُ سَائِبَةً: (اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ) رَواهُ التَّرْمِذِيُّ.

اقرأ أيضاً  أقسام الحديث( الصحيح والحسن والضعيف والخبر الموضوع)

 كيف تكون الاستعانة باللَّه تعالى

1- بالمثابرة والاجتهاد في أمور حياته.

2- بالأخذ بالأسباب في كل أمور حياته فالمَرِيضٌ يُضْطَرُّ لِأَخْذِ الدَّواءِ : يسمي اللَّه ثم يأخذ دواءه داعيا الله بالشفاء مستعينا به تعالى.

3- اتخاذ المسؤولين كل إجراءات الأمن والأمان مستعينين بالله تعالى.

وَاعْلَمُ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ.

إِنَّ هذا دَلِيلٌ حَقِيقِيٌّ عَلَى قَوَّةِ إِيمَانِ المُسْلِمِ بِأَنَّ النَافِعَ وَالضّارُ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى، فَكُلُّ ما قَضَى اللَّهُ تَعَالَى بِهِ وَاقِعٌ لا محالة، قال تعالى: ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)[التوبة: 51].

رفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفتِ الصُّحُفُ

يختم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاياه بأن ما كتبه الله وقدره ثابت لا يتغير إلى يوم القيامة.

 كيفية حفظ اللَّه تعالى وطاعته في الجوارح

1- حفظ البصر يكون بغضه عن أعراض الناس وعن كل حرام. 

2- حفظ اللسان يكون بعدم ذكر أحد بسوء (الغيبة)  وعدم الكلام في أعراض الناس.

3- حفظ اليد يكون بفعل الخير ولا أعتدي على أحد.

4- حفظ القدم يكون باستخدامها في طاعة اللَّه تعالى وفعل الخير.

الفائدة من حفْظ الجوارح

في الدُّنْيا:      صون النفس عن المعاصي والزلل.

في الآخِرَةِ:   يكون من الفائزين برضا اللَّه تعالى وجنته.

زر الذهاب إلى الأعلى