الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

وصايا وتوجيهات أخلاقية

وصايا وتوجيهات أخلاقية 

سبب نزول الآيات الكريمة 28:35 من سورة الأحزاب

بعدما وسع الله تعالى على المؤمنين المهاجرين في المدينة، وزالت عنهم حالة الضيق ووسع الله عليهم أرزاقهم، فوسعوا على عيالهم وزوجاتهم، فلما رأى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، طلب بعضهـن مـن الرسول صلى الله عليه وسلم أن يوسع عليهنَّ  في المعيشة كما وسع المهاجرون على زوجاتهم، وسألنه أشياء من زينة الدنيا، وصار بعضهن يُكثِرْنَ ( أي يكررن الطلب) منَ الإلحاح عليه لزيادة نفقتهنَّ، فأنزل الله هذه الآيات.

 أهم أسباب الخلافات الزوجية

1- ضعف الإيمان والتقوى عند الزوجين أحدهما أو كليهما.

2- الجهل بالأحكام الشرعية.

3- وسائل الإعلام الخبيثة.

يقول تعالى: “يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيۡنَ أُمَتِّعۡكُنَّ وَأُسَرِّحۡكُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَ فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلۡمُحۡسِنَٰتِ مِنكُنَّ أَجۡرًا عَظِيمٗا (29) يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأۡتِ مِنكُنَّ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖ يُضَٰعَفۡ لَهَا ٱلۡعَذَابُ ضِعۡفَيۡنِۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا (30) ۞وَمَن يَقۡنُتۡ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتَعۡمَلۡ صَٰلِحٗا نُّؤۡتِهَآ أَجۡرَهَا مَرَّتَيۡنِ وَأَعۡتَدۡنَا لَهَا رِزۡقٗا كَرِيمٗا (31) يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسۡتُنَّ كَأَحَدٖ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيۡتُنَّۚ فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ وَقُلۡنَ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا (32) وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا (33) وَٱذۡكُرۡنَ مَا يُتۡلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ وَٱلۡحِكۡمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) إِنَّ ٱلۡمُسۡلِمِينَ وَٱلۡمُسۡلِمَٰتِ وَٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ وَٱلۡقَٰنِتِينَ وَٱلۡقَٰنِتَٰتِ وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلصَّٰدِقَٰتِ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰبِرَٰتِ وَٱلۡخَٰشِعِينَ وَٱلۡخَٰشِعَٰتِ وَٱلۡمُتَصَدِّقِينَ وَٱلۡمُتَصَدِّقَٰتِ وَٱلصَّٰٓئِمِينَ وَٱلصَّٰٓئِمَٰتِ وَٱلۡحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمۡ وَٱلۡحَٰفِظَٰتِ وَٱلذَّٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱلذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمٗا (35)

اقرأ أيضاً  أحكام النون الساكنة والتنوين

 معاني المفردات الواردة في الآيات 28:35 من سورة الأحزاب

وزِينَتَهَا:                    جمالها ومحاسنها.

أُمتعكن:                    مال يعطى ويوهب للمطلقة زيادةً على حقوقها المقررة شرعًا.

وأُسرِحكُن:                 أطلقكن.

سراحا جميلا:            طلاقًا ليس فيه ضرر وانتقاص الحقوق.

بِفَاحِشَةٍ:                   ذنب ومعصية.

يقنت منكن:               تداوم على الطاعة.

فلا تَخْضَعْنَ بِالْقَول:       لا ترققن كلامكنَّ.

قَوْلًا مَعْرُوفًا :           كلاما حسنًا بعيدا عن الشك والأطماع.

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ:         المكوث والاستقرار في البيت وعدم الخروج إلا للضرورة.

الرجس:                     الذنب والإثم .

أهل البيت:                زوجات النبي وأهله.

 النقاط الأساسية التي تحدثت الآيات عنها 28:35 من سورة الأحزاب

أولاً: حسن الاختيار.       ثانياً: توجيهات ربانية لنساء النبي.

الشرح والتفصيل:

أوّلَا حُسنُ الاختيار

عندما طلبت بعضُ أمهات المؤمنين من النبي صلى الله عليه وسلم زيادة نفقتهنَّ، أمـر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أنْ يخيرهنَّ بين العيش معه عيشته التي اختارها من الدنيا ورضي بها، أو أن يفارقهنَّ ليحصلن على ما أردنـه مـن زيـنـة الحـيـاة الدنيا، فإن آثرن حب الله ورسوله، ونعيم الدار الآخرة، ورضيـن بـمـا هـنَّ فيـه مـع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنّ اللهَ أعد للمحسنات في أعمالهـن أجـرًا كبيرًا.

فبدأ صلى الله عليه وسلم فقال: يا عائشة  إني ذاكر لَكِ أمرًا، فلا عليك أن لا تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك»، ثـم قـرأ علي الآية: (يا أَيُّها النَّبيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ حتى بلغ أَجْرًا عَظِيمًا)، قالت عائشة: ( قـد عَلِمَ واللَّـهِ أنَّ أبوي لـم يكونا ليأمراني بفراقه”، قالت: فقلتُ  : ( أوَفي هـذا أستأمِرُ أبوي؟ فإنّي أريدُ اللهَ ورسولَهُ والدار الآخـرة) (رواه مسلم) فأمهات المؤمنين اخترن جميعهن ما عند الله ورسوله, ووفقهنَّ الله تعالى لأفضل الخيارين، وتفضيل الآخرة على متاع الدنيا.

اقرأ أيضاً  جزاء الإحسان

ولا يظن أحد أن النبي كان بخيلاً على أهله، بل كان أكرم الناس، وكان يبدل ما في وسعه، وكان خير الناس لأهله.

كما أن الله تعالى أمره بتخيير زوجاته لأنه لا يستطيع أن يلبي طلبه، ولا يليق به أن يجبرهن على العيش معه، فالحياة بالرضا أجمل وأسعد.

كذلك لا يفهم ما سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يحب الحياة، فقد كان أول عمل قام به لما وصل المدينة البناء والإعمار، فبنى المسجد، ثم سوقًا للمدينة، وحضّ الناس على العمل والسعي وطلب الرزق، وهـو القائل : إن الله جميل يحب الجمال» (رواه مسلم)، لكن مسؤولياته كانت عظيمة، فلم يكن مسؤولاً عن أهله فقط، بل كان مسؤولا عن المجتمع بأسره.

نادى الله على رسوله، وأمره أن يخيِّر أزواجه الطاهرات بين شيئين:

 الأول: الرضا بعيشته صلى الله عليه وسلم كما اختارها من الدنيا.

الثاني: الطلاق ويأخذن حقوقهن كاملة ويحصلن على ما أردن من الزينة.

نتيجة كل اختيار من الخيارين:

 الأول: الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة .

 نتيجة الثاني: فسيكن كباقي من النساء ويَفْقِدُن منزلتهن العالية ويكنَّ كغيرهن.

السبب الحقيقي لاختيار النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه ولأهل بيته الحياة البسيطة:

فالإسلام لا يُحرم التمتع بزينة الدنيا إذا كان منضبطاً بالضوابط الشرعية ولكنه كان منشغلا بما هو أهم فليست الدنيا أكبر همه، ورغبته  صلى الله عليه وسلم فيما عند الله، وعدم الانشغال عن هدفه.

ثانياً: توجيهات ربانية لنساء النبي 

وجه الله تعالى حطابه لنساء بيت النبوة وخاطبهن الله تعالى خطابا خاصا يوضح مقدار المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ذلك أن بيت النبوة محل قدوة وأسوة للمؤمنين والمؤمنات، فبدأ عز وجل بتحذيرهن أشد التحذير من المعاصي والفواحش ثم بيَّن لهن أن من تواظب منهن على طاعة الله وطاعة رسوله منهنَّ وتعمل صالحا قال تعالى: ( نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما) فمن تعمل معصية أو ذنب يضاعف لها العذاب.

اقرأ أيضاً  تفسير القرآن الكريم

أراد الله عز وجل يريد لزوجات نبيه أن يكنَّ طاهرات من كل اثم مصونات نقيات من كل دنس.

الأوامر التي أمر الله بها نساء نبيه

1. تقوى الله تعالى.

2. الكلام الرصين الذي يُبعد صاحبه عن سوء الظن  من أصحاب القلوب والنفوس المريضة، وأصحاب الأفهام السقيمة.

3. لزوم البيت إلا لحاجة أو طاعة أو مصلحة حفظا لمكانتهنَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

4 . عدم التبرج  والابتعاد عنه وهو إظهار المرآة محاسنها أمام الرجال.

5. إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.

ثم ختم الله توجيهاته لأمهات المؤمنين بقوله:( واذكرن ما يتلى في بيوتكنَّ من آيات الله والحكمة) وتحتمل هذه الآية عدة معانى:

1- أن يذكرن ما جاء في القرآن ولا يغفلن عن العمل به.

2- أن يعلمن ويذكرن نعمة نزول الوحي في بيوتهن وهذا شرف نمنا بعه شرفِ.

3- أن يحفظن ما يتلى في بيوتهن من القرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لتعليم المؤمنين وخاصة النساء.

وهذه الأحكام لأهل بيت النبي وفي هذا دلالة على أن يكنّ أسوة حسنة لنساء المسلمين.

وجعل الله تعالى ثواب وجزاء نساء نبيه مضاعفاً على ما يأتين من أفعال سيئة أو حسنة, لأنهن محل التأسي بهنّ، وتبليغ الأحكام الشرعية لغيرهن .

– الآثار المترتبة على خضوع المرأة في قولها هو سوء الظنّ مِنْ قِبَل أصحاب القلوب المريضة.

– الآثار المترتبة على تبرج المرأة وإبداء زينتها الغير محارمها هو إغواء الرجال وانتشار الفواحش.

 الصفات الواردة في الآية (35) من سورة الأحزاب

 أولاً: صفات تنظم علاقة الإنسان بربه:

وهي الصبر والصوم والخشوع .

ثانياً: صفات  تنظم علاقة الإنسان بنفسه:

الصبر.

ثالثاً: صفاتُ تنظم علاقة الإنسان بغيره:

هي الصدق والصدقة وحفظ الفرج.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى