الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

أقدس بيوت الله

أقدس بيوت الله

قَالَ تَعَالَى:” فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُو وَالْأَصَالِ (٥) “رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعُ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتاء الزَّكاة يَخَافُونَ يَوْمًا نَتَقَلَبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ “

 فالمساجد لها قُدسِيَّةٌ عالية يملؤُها التوقير الاحترام ، فلا يدخلُها المسلم إلا طاهرا، فهي بيوت الله في الأرض، فيها يجد الراحةَ النَّفْسِية والروحية وبها يتعلم خير الذكر من قرآن وحديث شريف، ومنها يتعرَّفُ صحبة الأخيار.

-آداب دخول المساجدِ

1-احترام قدسيتها.

2- المحافظة على نظافتها وطهارتها.

3-عدم العبث بمحتوياتها.

*عَنْ أبي سعيد الخدري صلى الله عليه وسلم قَالَ: قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) (رواه البخاري ومسلم)

لا تشد:     لا يُسافر إليها للوفاء بنذر أو للتَّعبد فيها.

الرِّحَالُ :     جَمعُ رَحْلٍ وهِيَ وسيلةُ السَّفَرِ.

دلالة الحديث النبوي( النقاط الأساسية التي تحدث عنها الحديث):

تتفاوت المساجد في الفضل أقدس بيوت الله:

يُبين لنا رسول الله في الحديث الشريف أقدس بيوتِ اللهِ تعالى التي تُقصدُ لِلتَّعَبدِ فيها؛ لما لها من فضل عظيم، أما ما عداها من المساجد فهي متساوية في الفضل، فلو نذر أحدنا صلاة ركعتين في المسجد الحرام وجبَ عليهِ السَّفْرُ للمسجدِ الحرامِ للصَّلاةِ بِهِ وفاءً لنذرِهِ، أما لو نذرَ أنْ يصلي ركعتينِ في مسجد القيروان مثلا فلا يلزمه السفر إليه لوفاء نذرِهِ وإنما يكفيه صلاة الركعتين في أي مسجد آخر.

خصائص المساجد الثلاثة:

– أولاً المسجد الحرام ( من أقدس بيوت الله):

يقع في مكة المكرمة البلد الحرام في المملكة العربية السعودية، وهو أعظمُ المساجد فضلًا، وأجلُّها شأنا ، وأرفعها مكانا؛ جعلَهُ اللهُ مثابةً للناس وأمنًا وقبلةً، وبِهِ مولد خاتم النبيين، و بِهِ مهبط الوحي، وجعلَ اللَّهُ تعالى زيارته ركنا من أركانِ دينِهِ، حيثُ يقعُ في مركزه الكعبة المشرفة قِبْلة المسلمين أجمعين، وأوَّلُ مَنْ بناها آدم ثُمَّ تَأَثَّرَتْ على مر السنينَ فَأَمرَ تعالى نبيه إبراهيم الخليل أن يبنيها ويرفع قواعدها، ليؤذن في الناس بالحج إليه، قال تعالى: ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ *  فِيهِ ءايَاتُ بَيِّنَاتْ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنَا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 96، 97]

اقرأ أيضاً  الجليس الصالح والجليس السوء

عمارة البيت الحرام

لقد اهتم حكام المسلمين بالمسجد الحرام وقاموا على تشييده، فقاموا بتوسعته وتحسينه عدة مرات على مر العصور.

جهود بلاد الحرمين(السعودية) في خدمة بيتِ اللهِ الحرامِ والزائرينَ لهُ حديثاً وقديماً بذلت المملكة أقصى جهدها في توسعة المسجد الحرام بما يليق بمكانته بين المسلمين.

وواجب المسلم تجاه البيت الحرام تعظيمه وإجلاله ومراعاة حرمته والمحافظة على نظافته وطهارته.

  سمي المسجد الحرام بهذا الاسم

فالله حرم فيها الصيد والقتال فلها حرمة عند الله تعالى

وأَوَّلُ بيتِ اللَّهِ وُضِعَ على الأرضِ:

هو بيت الله الحرام الكعبة المشرفة.

ومن أركان الإسلام ركن مرتبط بالكعبة المشرفة:

هو الحج لمن استطاع إليه سبيلا.

فضائل المسجد الحرام:

1- فيه مقام إبراهيم عليه السلام قال تعالى : ( فيه آيات بينات ) [آل عمران: 07] .

2- قبلة المسلمين قال تعالى: وَمِن حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ للحَقُّ مِن رَّبِّكَ ﴾ [البقرة: 140].

3- فيه ماء زمزم قالَ صلى الله عليه وسلم: (مَاء زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ ) رواه ابن ماجة.

4- الصلاة فيه تعدل 100 ألف صلاة قال صلى اله عليه وسلم: ( وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سواه) رواه أحمد.  

5- حرمة الصيد فيه قال تعالى:”  أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعام  إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيدِ وأنتم حرم إِنَّ اللَّهَ يَحكُمُ مَا يُرِيدُ ﴾ [المائدة: 1].

6- وجوب التسامح قال تعالى: ( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَتَانُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبَرِ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة:2]

7- حرمة مكة بكاملها قال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ حَرَّمَ مَكَة …… لا يُخْتَلَى خَلاهَا، وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلَا يُنظرُ صَيْدُهَا، وَلا تلتقط لقتها إِلَّا لِمُعَرَّف) رواه البخاري :

اقرأ أيضاً  مراجعة درس المنهج النبوي في الرعاية الصحية

8- فيه الصفا والمروة قال تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَارِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطْوَّفَ بِهِمَا ﴾ [البقرة: 158].

وعقابَ مَنْ ينتهك حرمتَهُ وقدسيَّتَهُ غضب الله تعالى عليه والعذاب الأليم

ثانيا-

المسجد النَّبوِيُّ 

بناه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة المباركة مباشرةً من مكة إلى يثرب والتي أصبحتْ منذُ وصوله المدينة المنوّرة بوجهه الشريف، وكان اختيار مکانِهِ وحيًا مِنَ اللَّهِ تعالى حيثُ وقفت ناقته كما روى الطبراني وسعيد بن منصور في سننه عن عبدِ الله بن الزبير أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فاستناخت به راحلتُهُ بين دارِ جعفر بن محمد بن عليّ ودار الحسن بن زيد، فأتاه الناسُ، فقالوا: یا رسول الله، المنزل، فانبعثت به راحلته، فقالَ: (دَعُوهَا، فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ)، ثمَّ خرجتْ بِهِ حتى جاءتْ بهِ بابَ أبي أيوب الأنصاري فاستناختْ بِهِ، فأتاهُ النَّاسُ، فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ المنزل، فانبعثت به راحلتُهُ ، فقالَ: (دَعُوهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ)، ثُمَّ خرجتْ بِهِ حتى جاءتْ بِهِ موضع المنبر فاستناختْ بهِ ثُمَّ تحللتْ.

 وكانتْ أرضُهُ يومئذٍ مِربَد تمر ليتيمين في المدينة هما سهل وسهيل ابنا عمرو، فأرادا أن يجعلا ثمنَهُ هبةً للَّهِ ورسولِهِ، فأبى وابتاعه منهما بعشرة دنانير أداها منْ مالِ أبي بكر وبدأ البناء باتخاذ اللَّبِنِ لجدرانِهِ، والجريدِ لسقفِهِ، وعُمُدُهُ من جذوع النخل، وجُعلتِ القبلة شمالا جهة المسجد الأقصى وعمل فيه المهاجرون والأنصار جاهدين يشاركُهُمْ صلى الله عليه وسلم العمل، وهم يردّدونَ قول عبدِ اللهِ بن رواحة:

اللَّهُمَّ إِنَّ الْأَجْرَ أَجْرُ الآخِرَةِ      فارحم الأنصار والمهاجرة.

فضائل المسجد النبوي

1- فيه روضة من رياض الجنة فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي). (رواه البخاري ومسلم).

اقرأ أيضاً  حق المسلم على المسلم

2- الصلاة فيه تعدل  1000 ألف صلاة فيما سواه عدا المسجد الحرام فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله :

( صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ). (رواه البخاري ومسلم).

3- زيارته بمثابة المجاهد في سبيل الله أجراً عن أبي هريرة صلى الله عليه وسلم قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: (مَنْ جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا لَمْ يَأْتِهِ إِلَّا لِخَيْرِ يَتَعَلَّمُهُ أَوْ يُعَلِّمُهُ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ جَاءَهُ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ يَنْظُرُ إِلَى مَتَاعِ غَيْرِهِ). (رواهُ الْإِمَامُ أحمد وابن ماجه).

فمن دخل المسجد النبوي الشريف سلم على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وسلام على صاحبيه.

ملامح المسجد النبوي قديمًا وحديثًا:

ثالثا فضائل المسجد الأقصى ( من أقدس بيوت الله) :

1- مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ( سُبْحَانَ الَّذِي أسْرَى بِعَبْدِهِ، لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1].

2- الصلاة فيه تعدل 500 صلاة فيما سواه فعن أبي الدرداء صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِمِائَةِ أَلْفَ، وَالصَّلَاةُ فِي بَيْتِ الْمَقْدِس بِخَمْسِمِائَةِ صَلَاةٍ) رواه الطبراني. 

واجب المسلم تجاه المساجد المقدسة

 وجب على المسلم معرفةُ قدر المساجد ومكانتها وحرمتها  وعدم تدنسها أو يشوهها فعلا أو قولًا، لأنها بيوتُ اللهِ تعالى في الأرضِ، أشد حرمة ومكانة تلك المساجد الثلاثة المقدّسة التي اختصها الله تعالى بالذكر في كتابه العزيز وكذلك رسوله الكريم، قال تعالى مبينا حرمة المسجد الحرام: ” وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكَ بِي شَيْئًا وَطَهَرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائمِينَ وَالرُّكَعَ السُّجُود ” [الحج: 26].

وقال تعالى مُتَوَعْدًا كلّ من يسيئ إليهِ: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جعلناه للناسِ سَوَاءٌ الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَاد وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِالْحَادِ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) [الحج: 25].

زر الذهاب إلى الأعلى