التعايش بين الناس
التعايش بين الناس
ـ أهمية السفن في حياتنا:
1- وسيلة نقل للركاب والبضائع
2- للتجارة والصيد.
قدرة الله تعالى والقوانين الكونية
ـ اللهُ خالقُ القانونِ في الطبيعةِ لتنظيم الكونِ وَحُسنِ تسييره، لتنظيم حياة البشر، وضّح العلاقة بين القانون الطبيعي، والشّرع الإلهي.
القانون الطبيعي يتماشى مع الشرع الإلهي:
عن النِّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “مَثَلُ القَائِمِ عَلى حُدودِ اللهِ والواقع فيها، كَمَثَلِ قَوْمِ اسْتَهَموا عَلى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا, فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرْوا عَلى مَنْ فَوْقَهُمْ, فَقَالُوا: لَوْ أَنَا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنا خَرُقًا وَلَمْ نُؤْذ مَنْ فَوْقَنَا, فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَما أَرادوا هَلَكُوا جَمِيعًا, وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا, وَنَجَوْا جَمِيعًا”. (البخاري)
معاني مفردات حديث َمثَلُ القَائِمِ عَلى حُدودِ اللهِ:
القائِمُ عَلَى حُدودِ اللهِ: حدود الله هي أحكامُهُ وقوانينه، والقائم عليها: الحافظ لها.
الواقع فيها: المتجاوز للحدود.
استهموا: اقترعوا على أماكنها.
خَرَقْنا: شققنا السفينة وثقبناها.
أخذوا على أيديهم: أي منعوهم من خرقها.
دلالات الحديث الشريف:
يبيِّنُ الرّسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديثِ أهميّة التّعايش بين مكوّنات المجتمع، وينبه إلى الضّررِ الّذي قد يـحصل من خلال التّصرّفِ غيرِ الحكيم الذي لم تراع فيه مصلحة المجتمع، وإنْ كانَ عَنْ حُسنِ نيّةٍ، فالإنسانُ ينبغي ألا ينفرد برأيه بحجة أنّهُ حُرٌّ في تصرفاتِهِ، لأنَّ منْ ضوابط الحريّةِ الشَّخصيّة مراعاة مصالح الآخرين، ودرء المفاسد عنْهُمْ، فأي تصرف مشروع في أصلِهِ، قدْ يُصبحُ غير مشروع إذا نظرنا إلى نتائجه، يقول صلى الله عليه وسلم : «لا ضَرَرَ وَلا ضِرارَ» (الموطأ).
من دلالات الحديث ( الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا):
قالَ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم : «مَثَلُ القَائِمِ عَلى حُدودِ اللهِ والواقع فيها، كَمَثَلِ قَوْمِ اسْتَهَموا عَلى سَفِينَةٍ» يعلّمنا صلى الله عليه وسلم طريقة عرض أفكارنا وآرائنا بأسلوب التمثيل، وَهوَ التّعبير عن قيمةٍ أخلاقيّةٍ أو سلوك حضاري بمشهد حسّي، إما لتقريب المعنى إلى الذهن، أو لزيادة البيانِ وَالتَّوضيح:
المثال: حديث مثل الجليس الصالح والجليس السوء.
من دلالات الحديث ( أحفظ حدود ربي):
أنا مسلم أحافظ على استقامتي فأصون حدود ربي، وأؤدي واجباتي تجاه ربي ومجتمعي، لأنها مصدرُ سعادتي ونجاحي :”””تلك حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ “””
من دلالات الحديث ( الحرية والمسؤولية):
الإنسان في الإسلام حرِّ، وَلأنّهُ يعيشُ معَ غيرِهِ فعليهِ أنْ يُراعي حقوقَهُمْ، وَهَذِهِ مسؤوليتُهُ تجَاهَهُمْ، فلا يتعدى حدودَهُ فَيظلمُ نفسَهُ وَيظلمُ غيرَهُ، ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَيْكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 229].
وعلى العقلاء أن ينصحوا المنحرفين عن الحقِّ الخارجين عن قواعدِ المجتمع وقوانينه، بالحكمة والموعظة الحسنة، فإنْ لَمْ يرتدعوا، يتم اللجوء إلى الجهات المختصّة، للحفاظ على حياتهمْ وَحياة الآخرينَ، وَإِنْ أَخَذوا على أَيْديهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا».
من دلالات الحديث (ضرورة الوعي):
إلحاق الضرر بالآخرين حرام، سواء أكان بقصد أم بدونِ قصدٍ، فَالنيّة الحسنة لا تُصلِحُ العمل السيئ، وَلا تعفي من المسؤولية.
يحتاج النَّاسُ إلى خبرات بعضهم البعض، لذا ينبغي عند التصرف استشارة الآخرين، والاستفادة منْ علمِهمْ، وتقدير جهدهم، قال صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة مادحًا إِيَّاهُ: « إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُما اللَّهُ: الْحِلْمُ، وَالْأَناةُ» صحيح مسلم والحِلمُ هو العقلُ، وَأمّا الأناةُ فهي التثبتُ وَتركُ العَجَلة.
من دلالات الحديث (أتواصل مع غيري):
أكد الحديث على التّكاملِ بينَ مطالب الفردِ ومطالب الآخرينَ، مُبيِّنًا قيمة التواصل الإيجابي في المجتمع، تحقيقًا لمبدأ التعايش الذي أرساه الإسلام وتبادل المنافع بينَهُمْ وحماية مصالحهم، وازدهار المجتمع.