الحج
الحج
روى جابر بنُ عبدِ اللهِ رَضي الله عنه: حديثاً عن حَجّةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: “إنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج، ثمّ نادى في النَّاسِ في السنة العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاهب للحج في هذا العام، فجاء إلى المدينة بشر كثير كلّهم يريدون الحج مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ويعملون مثل عمله، فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحُلَيْفَةِ، فصلى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في المسجدِ فأهل بالتَّوحيد: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك”
تعريف الحج
الحج في اللغة: القصد إلى معظم.
الحج في الاصطلاح: الذهاب إلى مكة المكرمة لتأدية مناسك( أركان الحج) مخصوصة في زمان ( أشهر الحج) مخصوص.
حكم الحج
هو ركن من أركان الإسلام وفرض عين على كل مسلم عاقل بالغ مستطيع مرة في العمر، يقول تعالى:
وفي السنة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان) [متفق عليه].
روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( يا أيّها النّاس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكلَّ عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو قلت: نعم لوجبت ولما استطعتم) (رواه مسلم).
فضل الحج
للحج فوائده دينية ودنيوية:
أما الفوائد الدينية فهي أنه المتمم لأركان الدين، وأنه مغفرة للذنوب، فهو أفضل الأعمال لمحو الذنوب، فهو أفضل الطاعات عند رب العالمين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: “إيمان بالله ورسوله”، قيل: ثم ماذا؟ قال: “حج مبرور” [رواه البخاري ومسلم].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله: نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: (لكنّ أفضل من الجهاد حج مبرور) (رواه البخاري).
– أما الفوائد الدنيوية
الجانب الاقتصادي: التجارة بالبيع والشراء.
– الجانب الاجتماعي: التعارف – الترابط – التعاون.
يقصد بالإحرام نية المسلم بالحج أو العمرة أو كلاهما معاً.
شروط وجوب الحج
فهو عبادة كباقي العبادات، يجب توفر شروطه:
1- الإسلام: فلا يجب على الكافر.
2- التكليف: أن يكون بالغاً عاقلاً، فلا يجب على الصغير ولا على المجنون.
3- الحرية: فلا يجب على المملوك.
4- الاستطاعة: وهي أعظم شروط الحج وأكثرها أهمِية.
5- أمن الطريق، فلو خشي الحاج في الطريق على نفسه أو ماله لم يجب عليه الحج إجماعاً.
6- وجود المحرم للمرأة، فإن لم يكن لها محرم؛ سقط عنها الوجوب لأنها غير مستطيعة.
أنواع الحج
1- الإفراد وهو الإحرام بالحَجِّ وَحْدَهُ، ويقولُ المُفْرِدُ: “لبيك اللهم حَجَّا”.
2- القران وهو الإحرام للحج والعُمْرَةِ مَعًا، ويقول القارنُ: “لبيك اللهمَ حَجا وعُمْرَةً معًا”.
3- التَّمَتَّعُ: وهو الإحرام للعُمْرَةِ في أشهر الحج، ويقولُ المُتَمَتِّعُ: “لبيك اللهمَ عُمْرَةً، ثُمَّ يَتَحَلَّلُ، ثُمَّ يُحْرِمُ مِنْ مَكانِهِ يومَ التّرويَةِ، فَيَقولُ: “لبيك اللهم حَجَّا”.
أركان الحج
1- الإحرام.
2- الوقوف بعرفة.
3- طواف الإفاضة.
4- السعي بين الصفا والمروة.
أنواع الطّواف
1- طواف القدوم وهو من السنن.
2- طواف الإفاضة.
3- طواف الوداع وهو من السنن.
واجبات الحج
1- الإحرام من الميقات.
2- طواف القدوم.
3- الوقوف بعرفة حتى غروب الشمس.
4- المبيت بمزدلفة.
5-المبيت بمنى ليالي التشريق.
6- رمي الجمرات.
الحلق والتقصير.
مواقيت الحج
أولاً: الميقات المكاني:
والمقصود بالمواقيت المكانية هي الأماكن التي لا يتجاوزها الحاج أو المعتمر إلا وهو محرم.
المواقيت المكانية:
المدينة المنورة: آبار علي.
دولة الإمارات: قرن المنازل وتسمى السيل الكبير.
سوريا: الجحفة.
العراق: ذات عرق.
اليمن: يلملم.
ثانياٍ: المواقيت الزمانية
قَالَ تَعَالَى: [ الْحَجُ أَشْهُرُ مَعْلُوماَتُ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوفَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَج] 197)(البقرة).
فالمواقيت الزمانية هي الأشهر التي يجوز الإحرام فيها بالحج، وهي شوال وذي القعدة وذي الحجة.
ونهت الآية الكريمة عن الرفث والفسوق والجدال، تعظيماً لحرمات الله والتفرغ للطاعة والإقبال على الله تعالى.
سنن الإحرام
سنن الإحرام قبل الدخول في المناسك:
1- الاغتسال.
2- قص الشعر والأظافر.
3- إحرامُ الرَّجُلِ في إزارٍ ورِداءٍ
4 – التَّطَيُّبُ
5- الإحرامُ عَقِبَ صلاة.
أما المرأة فتلبس لباسًا يستر كامل جسمها ما عدا وجهَها وكفيها.
محظورات الإحرام
1 ـ لبس المخيط.
2 ـ حلق الشَّعْرِ وقَلْم الأَظافِرِ والتَّطَيِّبِ.
3 ـ الصَّيْدُ وقَطْعُ الشَّجَرِ.
4 – النكاح.
5 – تغطيةُ الرّجالِ للرّأسِ بِمُلاصِقٍ لَهُ.
ـ ومن السنة تقبيل المسلم للحجر الأسود، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وكان إحرام النبي صلى الله عليه وسلم قِران.
صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم
قال جابر بن عبد الله عنه: ” لما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج – أي المتمتعون – وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشَّمسُ، حتّى أتى عرفة فخطب النّاسَ”، “ثمّ أذْنَ ثمّ أقام فصلى الظهر ثم أقامَ فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئًا، ثمّ استقبل القبلة فلم يزل واقفًا حتّى غَرُبتِ الشَّمسُ”، وكان يقولُ بيده اليمني: (أيُّها النَّاسُ السكينة السكينة).
حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم المزدلفة فصلى المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئًا، ثم نام رسول الله بالمزدلفة حتى طلع الفجر، وصلى الفجر حين تبين له الصّبحُ بأذان وإقامة، ثمّ ركبَ القصواء حتّى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا الله وكبّرَه وهلله ووحدَه، فلم يزل واقفًا حتى أسفرَ الصّبحُ، حتى أتى الجمرة الكبرى فرماها بسبع حصياتٍ، ويكبر عليه السلام مع كل حصاة منها، ثم انصرف إلى المنحر فذبح، ثم أفاضَ عليه السلام إلى البيت الحرام فصلّى بمكة الظهر”.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة»، وفي فضل يوم عرفة يقولُ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم أكثرَ من أَن يُعتِقَ اللَّهُ فيه عبدا من النار من يوم عرفة) رواه مسلم)، ويقولُ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يُباهِي بِأَهْلِ عَرَفَاتِ، يَقولُ: انْظُرُوا إلى عِبادِي، جَاؤونِي شُعْثا غُبْرًا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ» وفي الدّعاءِ في يوم عرفة.
يقولُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: [ خَيْرُ الدُّعاءِ دعاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَأَفضلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يحي ويميتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] (رواه الترمذي). بات النبي صلى الله عليه وسلم في مزدلفة ليلة العاشر من ذي الحجّةِ وبقي فيها إلى ما قبل طلوع شمس يوم النحر. وأجازَ للنساء وكبار السِّنَّ الخروج من مزدلفة والذهاب إلى منى بعد منتصف الليل.