الشفاء بنت عبد الله العدوية
الشفاء بنت عبد الله العدوية
للإسلام السبق في احترام المرأة والاعتراف بقدراتها وإمكاناتها فضلا عن إنسانيتها وآدميّتها، فكانَ من فضل الإسلام عليها أنه كرمها، وأكد أهليتها لتحمل أعباء الحياة والمسؤولية الكاملة في معاضدة الرجل في مسيرة الحياة، فكانتْ
المرأة صور مضيئة في تاريخ الإسلام واشتهرت برجاحة العقل وحسن التدبير.
نبذة عن الشفاء العدويه رضي الله عنها
الشفاء هي أم سليمان بن عبد الله القرشية العدوية، اسمها ليلى، وغلب عليها الشفاء، أنها فاطمة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمر بن مخزوم، زوجها شرحبيل بن حبيب ، أسلم قبل الهجرة فهي من المهاجرات الأول، قال مصعب بن عبد الله الزبيري: «من نساء قريش اللاتي صحبنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاء بنت عبد الله وهي أم سليمان بن أبي حثمة القرشي وجدة أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة (المستدرك)، وهي تجيد القراءة والكتابة، والتطيب، وكانت ذات وجاهة في المجتمع، وتوفيت في زمن عمر بن الخطاب سنة عشرين بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم .
الاسم واللقب: الشفاء بنت عبد الله القرشية العدوية.
أمها: الشفاء بنت عبد الله القرشية العدوية.
زوجها: شرحبيل بن حبيب.
أبناؤها: سليمان.
مكانتها: صحابية جليلة ذات وجاهة.
مزاياها: تجيد القراءة والكتابة والتطبيب، الأمانة والثقة، امرأة مثقفة.
مكانة السيدة الشفاء رضي الله عنها
كانت الشفاء منْ عُقَلاءِ النساء وفضلائِهِنَّ، حباها الله من فضلِهِ عقلا راجحًا وعلما نافعًا، وكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يزورها في خيمةٍ أُعِدَّتْ ِللضيافَةِ كمجلس الضيوف عندنا حاليا، فيقضي وقت القيلولة فيها، وقد جعلها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم معلمة لزوجته حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وكانَ يَبَرُّ بِهَا فَأَعْطاها دَارًا بِالمدينة لتسكنها. وكانَ عُمَرُ يُقَدِّمُها في الرأي ويُفَضُلُها، وولاها أمرَ السُّوقِ، وجعلها تفصل في المنازعات بينَ التجار، لتنظيم السوق وحسن تسييره، وليؤدي دوره الاقتصادي والاجتماعي على الوجه المطلوب.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقدمها في الرأي والمشورة وتوليتها أمر السوق
بسبب ما تملكه من مهارات عقلية واجتماعية وقوة في الشخصية.
ميزات تؤهل الفرد لتولي المناصب القيادية
مؤهلات القيادة: أولا: الكفاءة وتتحقق الكفاءة بالدراسة و المشاركة في الندوات.
ثانيا: الخبرة وتتحقق الخبرة بالتجربة والمشاركة الفعّالة في حلقات التدريب.
الشفاء المربية الفاضلة
كانت الشفاء بنتُ عبدِ اللهِ العدويَّةُ رضي الله عنها منَ القلائل الذينَ عَرَفوا القراءة والكتابة فكانت تأتيها نساءُ المدينة يتعلَّمْنَ منها الكتابة، فعلَّمَتِ الكثير من نساء المسلمينَ ، وكانَتْ مِنْ بَيْنِهِنَّ أَمُّ المؤمِنِينَ حفصة بنتُ عمر رضي الله عنها. فكانَتْ دارُها بحق أوّل مدرسة بالمدينة المنوّرَةِ، فحق لها أن تكونَ أَوَّلَ معلمة في الإسلام.
حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم زوجته حفصة القراءة والكتابة لأهمية دور المرأة المتعلمة في الأسرة وتقديم دروس للآباء بضرورة تعليم البنات.
عنايتها برواية الحديث
روتِ الشَّفاء أحاديث عديدة عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وعن عمر رضي الله عنها.
وروى عَنْها: ابنُها سليمان بن أبي حَتْمةَ وابنُهُ عثمانُ، ومولاها أبو إسحاق، وابنُ ابنها أبو بكرِ بْنُ سُلَيمانَ بنِ أبي حَثمَةَ، وحفصةُ أُمُّ المؤمنينَ.
وروى لها الإمام البخاري وأبو داود والنسائي.
من الصحابيات التي اشْتُهِرَتا برواية الحديث عن النبي، عائشة رضي الله عنها وأم سلمة رضي الله عنها
الشفاء الطبيبة
وكانت الشفاء تجيد علاج الأمراض الجلدية بالأدوية الطبيعية الشعبية المتوفرة قبل إسلامها، فلما أسلَمَتِ امتَنَعَتْ عَنْ ذلِكَ، حتى استأذنت رسول الله لا لا لا له في الأمر فقدمت إليه يومًا وعرضَتْ عليه الطريقة التي تستخدمها في العلاج، فقال لها: “ارْقِي بِهَا وَعَلَمِيهَا حَفْصَةَ”. فتقول: باسمِ اللهِ اللَّهُمَّ اكْشِفِ الْبَاسَ رَبِّ النَّاسِ، وكانتْ ترقي بها على عودِ كُرْكُم سَبْعَ مرَّاتٍ، وتضعُهُ مكانا نظيفا، ثُمَّ تَدلَكُهُ على حَجَرٍ بِخَلْ مصفّى، ثم تدهنه على موضع المرض الجلدي، وكان يأتيها الصحابةُ في بيتها للتطبيب.
ـ استأذنت الشفاء النبي صلى الله عليه وسلم في العلاج بالكيفية التي كانت تعالج بها النَّاسَ قبل الإسلام، لمعرفة الحكم الشرعي، وطلب الرسول من الشفاء رضي الله عنها عرض طريقة العلاج من أجل التثبت قبل إصدار الحكم.
ـ وعلمت الشفاء حفصة طريقة العلاج للاستفادة من تجارب الآخرين وتوسيع دائرة المعرفة.
ـ ومن السنة الدعاء في العلاج، للاستعانة بالله وطلب الشفاء من الله تعالى.
تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة
جاءَ الإسلام ورفع من شأن النساء وجعَلَهُنَّ شقائق الرجال، وساوى بين الرجل والمرأة في المسؤوليات، قال صلى الله عليه وسلم «إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ» (رواه أبو داود)، فالمرأة لم تكن أقل بذلا وعطاءً في سبيل دينها ومجتمعها ووطنها منَ الرجل، وخاصةً إذا علمنا أنها تشكل نصف المجتمع من حيثُ العدد، فأهميتها البالغةُ ودورها العظيم في بناء المجتمع لا ينكره دين ولا عقل.
نتائج تغييب دور المرأة عن الحياة العامة
1- إذا غابت المرأة في الأسرة: ففي ذلك بداية لتفكك الأسرة وضياع الأطفال.
2- في التعليم: النقص في الكفاءات العلمية.
3- في الصحة: انعدام التخصصات النسائية في مجال الطب.
4-في الإدارة: غياب العنصر النسائي والنقص في الخدمات وتعطيل المصالح.