الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

حق المسلم على المسلم

حق المسلم على المسلم

اشتكى علي من ألمٍ في ظهره، فذهب إلى الطبيب الذي بيّنَ له أن سبب الألم الجلوس والإنحناء لفتراتٍ طويلةٍ أمامَ (الكمبيوتر)، وأخبرَهُ الطّبيب أنَّ عليه الرّاحةَ لمدة أسبوع، كما نصحه بالجلسة الصّحيحة عند استخدام الأجهزة بشكل عام، وخصوصًا الأجهزة اللوحية، مع تخصيص فترة استراحة من وقت لآخر، بالإضافة لممارسة الرياضة، قرر أصدقاء راشد زيارته في البيت.

عن أبي هريرة رضي الله عنه  أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

 “حق المسلم على المسلم ستّ، قيل: ما هنَّ يا رسولَ اللهِ؟! قالَ: “إذا لقيته فسلَّمَ عليه” وإذا دعاكَ فَأَجِبْهُ” “وإذا استنصحك فانصح له” “وإذا عطس فحمد الله فشَمَّتْهُ” “وإذا مرضَ فَعُدْهُ” “وإذا مات فاتَّبِعْهُ”(رواه مسلم)

معاني المفردات الواردة في حديث حق المسلم على المسلم

دعاك:             إلى طعام أو وليمة.

استنصحك:       طلب منك النصيحة.

فشمته:           قُلْ لَهُ: يرحمك الله.

فعده:              فزره.

فاتبعه:         سر في جنازته وشارك في تشيعها.

سبب جعل النبي صلى الله عليه وسلم حقوقاً للمسلمين على بعضهم البعض

في هذا الحديث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ستة حقوق للمسلم على أخيه المسلم توثيقا لعرى الترابط في المجتمع، وتمكينًا للقيم والأخلاق الإسلاميةِ بينَ النّاسِ، لأنّها كفيلة بنشر السّلام والتعاون والمحبة بينَ النَّاسِ.

دلالات حديث حق المسلم على المسلم

أولاً: إلقاء السلام.           ثانياً: إجابة الدعوة.               ثالثاً: إسداء النصيحة لطالبها.

رابعاً: تشميت العاطس.   خامساً: عيادة المريض وزيارته. سادساً: المشاركة في تشيع الجنازة.

اقرأ أيضاً   الزواج طريق الاستعفاف

الشرح والتفصيل:

إلقاء السلام

والمقصود أن يلقى عليه التحيَّةَ (السّلامُ عليكم)؛ لأن ذلك يُشْعِرُ الطرفين بالطمأنينة والراحة، ويزيلُ القلق والتوجّسَ تجاه بعضهما بعضًا، وليس معنى ذلك أنْ يكون الإنسان ساذجا، أو أن يثق بكلِّ مَنْ هبَّ ودبّ، فيكون فريسة سهلةً لمخادع أو مستغل، بل عليه أن يستخدم عقله، وأن يحكم على أفعالهم في  وأقوالهم معا.

ما يستحب في إلقاء السلام

1- أنْ يسلَّمَ الرّاكِبُ على الماشي.

2- أن يسلم الماشي على الجالس.

3- المبادرة بإلقاء السلام.

4- أنْ يَقْرن المرءُ السّلام بالمصافحة إن استطاع.

كما أنَّ ردَّ السّلام واجب كذلك، وهو فرضُ كفاية، فلو سلّمَ فرد على مجموعةٍ منَ النَّاسِ فردَّ واحد منهم فقد سقط الواجب عن البقيّة، وفازَ مَنْ ردَّ السّلامَ بالثَّوابِ.

إجابة الدعوة

وخاصةً وليمة العرس؛ لأنّها تساهم في إشهار الزواج، وينبغي أن يعبّر المدعو حكم شرعي من خلال حضوره عن سروره وتقديره للداعي، لتعزيز العلاقات الطيبة بين أفراد إجابة دعوة وليمة المجتمع، وخاصّةً الأقارب والأرحام، وأن يبتعد عن النقد السلبي.

إسداء النصيحة لطالبها

طلب النّصيحة من أحد الأشخاص يدلُّ على الثّقة بهِ واعترافًا بحكمته وهي تعكس حاجة طالب النصيحة، لذلك على النّاصح أنْ يقدّمَ النّصيحةَ بكل أمانةٍ، وأنْ يشير على طالبها بما فيه الخير، وأن يزيل حيرته، ويمنع عنه الضّرر، قال : «المستشارُ مُؤْتَمَنُ». (رواه أبو داود)

 شروط طلب النّصيحة

1- الثقة بمن تطلب منه النصيحة.

2- الإقرار بحكمته  والحاجة  للنصيحة .

3-عدم إيقاع الضرر.

4- وان يقصد منها الخير .

شروط النصيحة

1- أن تكون في أمر واضح.

2- أن يكون مطبقا لما ينصح به.

3- الإخلاص.

تشميت العاطس

إذا عطس المسلم، فحمد الله بعدَ عُطاسه وجب على من يجاوره أنْ يشمتَهُ، ويقول له: (يرحمك اللهُ)، أي أبعد الله عنك الأذى، وهذا يدلُّ على حب الخير للعاطس، ويشعرُ العاطسَ بمكانته عندَ مَنْ شمَّتَه، فتتعمق المشاعر الطيبة بينهما، وتزادُ العَلاقةُ بينَهما صدقًا وصفاءً.

اقرأ أيضاً  المد الفرعي ( بسبب السكون )

عيادة المريض وزيارته:

 زيارة المريض تخفّفُ من آلامه ومعاناته، وتشعره بالسرور والرّضا، عندما يجد الآخرين يهتمون به ويجد نفسه محل اهتمام الزائر، فيجب على الزائرِ أنْ يعبر عن حرصه على المريض من زيارته له، من خلال الدعاء له بالشفاء التام، وملاطفته بالكلام الطيب، وتشجيعه على طرد مخاوفه، كما أن للزيارة أثرٌ طيّب على أهل المريض، فينتشر في المجتمع التراحم والتعاطف والتواصل.

آداب عيادة المريض

1-عدم الإطالة عند المريض.

2- الدعاء.

3- الحرص على مراعاة شعور المريض بعدم ذكر الموتى.

4- تبشيره فيما فيه خير.

5- يجب الحفاظ على الجو الهادئ.

6- ومراعاة الظروف الصحية للمريض ولغيره إن كان في المستشفى.

المشاركة في تشيع الجنازة

والمقصود السّيرُ في الجنازة إلى المقابر، والمشاركة في مواراتها الثّرى، وينبغي أنْ لا تفوته الصّلاةُ على الميت إن استطاع، ويكثرُ منَ الدّعاءِ له بالرّحمة والمغفرة، فإنّ ذلكَ منَ الوفاء للميت، وهو خلق إسلامي نبيل.

ويراعي عند دخول المقبرة أنْ يقول كما قال النبي ﷺ : «السّلامُ عليکم دار قوم مؤمنينَ وأتاكم ما توعدونَ غدًا» (رواه مسلم)، ويدعو لهم، ويحذِّرَ السِّيرَ أو الجلوس على قبر.

زر الذهاب إلى الأعلى