سورة الكهف
سورة الكهف 1:8
فضل قراءة سورة الكهف
تعد سورة الكهف من السور المهمة في القرآن الكريم ولها فضل عظيم في الإسلام، ويتضمن هذا الفضل العديد من الجوانب والمنافع، ومنها:
1- حفظ من الفتن: ويشير هذا الفضل إلى أن من قرأ سورة الكهف كل جمعة، فإنه يحفظ من الفتن والمحن التي قد تصيب المؤمنين في حياتهم.
3– حفظ من الدجال: ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، أعصم من الدجال”، ويشير هذا الفضل إلى أن قراءة وحفظ عشر آيات من سورة الكهف يحفظ المؤمنين من فتنة الدجال.
4– مغفرة الذنوب: ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، غفر له ما بين الجمعتين من الذنوب”، وهذا يدل على أن قراءة سورة الكهف تعد من الأسباب التي تساعد على مغفرة الذنوب.
5– حفظ الأموال والأهل: ويشير هذا الفضل إلى أن من قرأ سورة الكهف وأخذ بها، فإنه يحفظ الله له ماله وأهله من الفتن والمحن.
سورة الكهف مكية، جاءت في ترتيب المصحف الثامنة عشر، وترتيبها في النزول فكان بعد سورة الغاشية، وعدد آياتها مائة وعشر آيات، وهي من السور التي افتتحت بالثناء على الله (الحمد لله)، وذكرت بعض القصص.
سبب نزول سورة الكهف
سورة الكهف هي إحدى سور القرآن الكريم وهي من السور المكية، وقد نزلت بسبب الأحداث التي وقعت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تتعلق بالتحديات التي واجهته وواجهت المسلمين في مواجهة القوى الظالمة والفساد والإلحاد.
تتضمن مضمون سورة الكهف قصصاً مشوقة لفتية تحصنوا بالإيمان والتقوى وتفادوا الانحراف والفساد في مجتمعهم، وهم “أصحاب الكهف” اختبئوا في كهف لمدة طويلة ليتفادوا الاضطهاد الذي كان يلاحقهم بسبب إيمانهم، وقصة “ذو القرنين” الذي كان ملكاً عادلاً وذو قوة وشجاعة، وكذلك قصة “موسى والخضر” وهي قصة عن تلميذين وتعليمات الموسى عليه السلام للخضر عليه السلام.
أرسل المشركون رجلين هما النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى المدينة، ليسألوا علماء اليهود عن رأيهم في أمر محمد عليه السلام ودعوته، وحين أتَوْ الأحبار أخبروهم بأمره عليه السلام، فطلب علماء اليهود من وفد قريش أن يسألوه محمد عن ثلاثِ أسئلة، فإن أجاب عنها فهو نبي، وإن لم يُجب فهو يدّعي النبوة. وكانت المسائل الثلاث عن أمر فتيةٍ في الأمم السابقة، وعن الروح، وعن أمر رجلٍ طاف الأرض شرقا وغربا، فلما رجعوا سألوا النبي – صلى الله عليه وسلم- عمّا أخبرهم به اليهود، فأجابهم أنه سيخبرهم بالجواب غدًا، ونسي أن يقول إن شاء الله، فتأخّر عنه الوحي ثلاث أيام، وقال ابن إسحاق أن الوحي تأخّر نزوله خمسة عشر يوما، فصعب ذلك على النبي وحَزِن، ثم أرسل الله تعالى جبريل عليه السلام، بسورة الكهف لتجيب عن سؤالين من أسئلة الأحبار، الأول عن أمر الفتية، والثاني عن ذي القرنين، أما الرد عن سؤال الروح فقد جاء الرد عليه في سورة الإسراء، وأنزل الله عز وجل أثناء الجواب توجيهًا لنبيه عليه السلام، فقال تعالى: ” وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا””إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا”.
يقول تعالى:
معاني المفردات الواردة في الآيات 1:8 من سورة الكهف
عوجا العدول عن الحق إلى الباطل
قيما المستقيم العدل
باخع مهلك
أسفا حزنا
صعيدا ترابا
جرزا ملساء لا نبات فيها
لنبلوهم لنختبرهم
الكتاب القرآن الكريم
الصالحات الطيبات
أبداً بلا انقطاع
دلالات الآيات 1:8 من سورة الكهف
أولا: رب عظيم وكتاب كريم. ثانيا: رسالة عامة.
ثالثا: حجة باطلة. رابعا: نبي الرحمة. خامسا: الدنيا دار ابتلاء.
الشرح والتفصيل
أولا:
رب عظيم وكتاب كريم
افتتحت السورة بحمد الله والثناء، توجيها وتعليما للناس الثناء على ربهم بما يليق به سبحانه, فالحمد يكون على جميع نعمه تعالى، أما الشكر فيكون على نعمة خاصة, ومن أعظم نعم الله تعالى نعمة إرسال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونعمة تنزيل القرآن فقد أنزله الله تعالى كتابا لا عوج فيه ولا تناقض ولا اختلاف وقدَّم “قيِّما” على [ لم يجعل له عوجا] لأنَّ نفي العيب مقدم على إثبات الكمال.
ثانيا:
رسالة عامة
أرسل الله تعالى لكل أمة رسولا وأسل سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعا فجعله خاتم النبيين ورسالته خاتمة الرسالات وبينت الآيات مواقف الناس من هذه الرسالة فهم فريقان فريق آمن وفريق كفر, فجاء التحذير والتبشير, فالإنذار معناه التخويف والتبشير معناه الترغيب والإخبار بما يسر, والإيمان لا يكفي بلا عمل .
ثالثا:
حجة باطلة
جاء الإنذار بداية عاما للجميع في قوله [ وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا] ثم جاء ثانية خاصا ومفصلا، فقد تقَوّل المشركون وقالوا نحن نعبد الملائكة، والملائكة بنات الله فجاء الإنذار والرد معا والرد لهم ولمن يقول مثل قولهم ومن سبقهم من آبائهم فقد قالوا اتخذ الله ولدا بدون علم أو حجة وهذا هو الكذب بعينه والله سبحانه منزه عن النقص ولم يكن له ولد سبحانه ( لم يلد ولم يولد) وكرر التحذير في الآيات لبيان عِظَم ما يقولون ( كبرت كلمة ) أي عظمت وكانت قمة الكفر.
رابعا:
نبي الرحمة
قال تعالى:[ فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا] يخاطب الله عز وجل رسوله عليه، فإنك يا محمد ستهلك نفسك حزنا لأن قومك لم يصدقوا دعوتك فشبه الرسول بمن فارقه أحبته فتملكه حزن شديد على بعدهم وهذا دليل على رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بقومه.
خامسا:
الدنيا دار ابتلاء
قال تعالى: ( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا) فالدنيا دار اختبار والله خلق ما عليها من حيوان ونبات وماء وهواء فجعله زينة لها فيتمتع الناس بجمالها دون أن تُنسيهم الهدف الأساسي وهو عبادة الله تعالى (فيجب الزهد في الدنيا وعدم الإقبال عليها والرغبة في الآخرة، والحرص على كل ما يوصل إليها )
, فهذا الابتلاء يظهر أيهم أحسن عملا بلا إسراف أو تبذير ويعمر الأرض فكل ما على الأرض سخره الله لبني آدم ويوم القيامة يجعله ترابا وتكون الأرض ملساء مستوية لا حياة فيها.
العبر والدروس من سورة الكهف
1– الحفاظ على الإيمان: حيث تحكي سورة الكهف عن فتنة الدنيا وأهوالها وتذكرنا بأن الدنيا مجرد محطة عابرة، وأن الحياة الحقيقية هي الآخرة، وهذا يساعد على الحفاظ على الإيمان وتذكيرنا بالغاية الأسمى لحياتنا.
2– العلم والحكمة: فسورة الكهف تحتوي على قصص وحكايات معبرة، تحتوي على عبر ودروس تعزز العلم والحكمة لدى المؤمنين.
3– الرحمة والعطف: فقصة الأصحاب الكهف التي تحكي عن مجموعة من الشباب الذين حبسوا أنفسهم في كهف لمدة طويلة، تعطينا صورة عن الرحمة والعطف الإلهي والمساعدة التي يمنحها الله تعالى لمن يتوكل عليه.
4– التأمل والتدبر: فسورة الكهف تحتوي على آيات وكلمات عميقة وراقية، وهذا يحتاج إلى تأمل وتدبر لاستخلاص الدروس والفوائد التي تحملها.
5– تحريم الإلحاد والكفر: حيث تحكي سورة الكهف عن موقف أصحاب الكهف الذين رفضوا الإلحاد والكفر، وهذا يؤكد على تحريم الإلحاد والكفر في الإسلام.