الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

الجليس الصالح والجليس السوء

الجليس الصالح والجليس السوء

إذا المَرْءُ لا يَرْعَاكَ إِلَّا تَكَلَّفا         فَدَعْهُ وَلا تُكْثِرْ عَلَيْهِ التَّأَسُّفا

  سَلامٌ عَلَى الدُّنْيا إِذا لَمْ يَكُنْ بِها       صَديقٌ صَدوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفا

صفات الصديق:

1-اختيار الصديق الصالح الذي يتصف بالصدق، ولا يتصف بالخيانة والجفاء.

الصدق – الأمانة – المودة – التعاون.

“وَلا خَيْرَ فِي خِل يَخونُ خَليلَهُ        وَيَلْقَاهُ مِنْ بَعْدِ المَوَدَّةِ بِالجَفا”

عن أبي موسى الأَشْعَرِي أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالجَلِيسِ السُّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِحَ الْكِيرِ “فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً” “وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا خَبيثَةً” ( رَواهُ الشيخان واللَّفْظُ لِمُسْلِم)

معاني المفردات الواردة في حديث اختيار الجليس:

الجليس:                  مَنْ يُجالِسُكَ كَالزَّمِيلِ وَالصَّديقِ.

الصَّالِحِ :                النَّافِعُ الَّذِي يَأْمُرُ بِالخَيْرِ وَيَنْهَى عَنِ الشَّرِّ.

الجليس السوء:        الضّارُّ الَّذِي يَأْمُرُ بِالشَّرِّ وَيَنْهَى عَنِ الخَيْرِ.

المِسْكِ:                 نَوْعٌ مِنَ الطَّيِّبِ يُؤْخَذُ مِنَ الغِزْلَانِ.

الكير:                  آلَةُ النَّفْخِ الَّتِي يَسْتَخْدِمُها الحَدَادُ لِإِشْعَالِ النَّارِ.

يُحْذِيَك:                 يُعطيك.

ريحًا خبيثةً:         رائِحَةُ كَرِيهَةٌ يَنْفُرُ النَّاسُ مِنْهَا.

الجَليسُ الصّالِحُ:

يُرَغْبنا الرَّسُولُ الكَريمُ صلى الله عليه وسلم فِي هَذا الحَدِيثِ بِحُسْنِ اخْتِيارِ الجَليسِ النَّافِعِ، فَشَبَّهَهُ بِحامِلِ المِسْكِ، وَالمِسْكُ مِنْ أَغْلى أنواعِ الطَّيِّبِ؛ لِنُدْرَتِهِ وَعَناءِ الحُصولِ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ الجَليسُ الصّالِحُ، فَالإِنْسانُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَعِيشَ مُنْفَرِدًا مُنْعَزِلًا عَنْ أُسْرَتِهِ وَمُجْتَمَعِهِ وَوَطَنِهِ؛ لِأَنَّ طَبْعَهُ اجْتِمَاعِيُّ، وَهُنَا تَكْمُنُ صُعوبَةُ انْتِقاءِ أَصْدِقائِهِ، وَإِنَّ تَأْثيرَ الصّاحِبِ عَلَى صاحِبِهِ أَكْبَرُ بِكَثِيرِ مِنْ تَأْثِيرِ الأَبِ وَالأُمِّ وَالْإِخْوَةِ وَالمُعَلِّمِ مُجْتَمِعِينَ. وَالجَليسُ الصّالِحُ نافِعُ لِجَلِيسِهِ فِي كُلِّ أَحوالِهِ؛ لِأَنَّهُ يَتَّصِفُ بِكُلِّ صِفاتِ الخَيْرِ وَالوَفَاءِ، وَلَا يَتَّخِذُكَ لِمَصْلَحَةٍ عَابِرَةٍ أَوْ وَسِيلَةٍ لِيُحَقِّقَ أَهْدَافَهُ مِنْ خِلالِكَ.

اقرأ أيضاً  وقاية المجتمع من الجرائم الأخلاقية

لِلْجَلِيسِ بِفِئَتَيْهِ: المُباشِرِ – أَي ما يَكونُ وَجْهَا لِوَجْهِ مَعَ النَّاسِ، وَغَيْرِ المُباشِرِ – أَيْ مَا يَتِمُّ عَبْرَ وَسائِلِ الاتصال.

الجليس المباشر: ينصح ويساعد، ويوجهه للخير، ويبعده للشر.

الجليس الغير مباشر: للبحث والعلم..

الفَوائِدُ الَّتِي تَعودُ عَلَي الإنسان مِنَ الجَلِيسِ الصّالِحِ المؤمن:

“فالذي يحمل المسك ( الجليس الصالح ) إِمَّا أَنْ يُعطيك ( إما أن يفيدك بعلمه أو توجيهاته ) وَإِمَّا أَنْ تَشتري مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَشم منه رائحة مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً ( أو تسمع منه كلاماً طيبا)”.

فَوائِدُ حَامِل المِسْكِ:

أَنْ يُحْذِيَكَ : يعطيك  المسك .

أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ : يبيعك المسك .

أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً .

فوائد الجليس الصالح:

1- يقدم لك النصيحة والخير.

2- تأخذ منه العلم والفائدة.

3- تتأثر بسلوكه وأخلاقه الحسنة.

آثارَ مُجالَسَةِ الصّالِحِينَ:

1- الراحة النفسية.

2-الأخلاق الحسنة.

3- عمل الطاعات – التقرب إلى  الله

4- بر الوالدين – الاحترام – حسن المعاملة والديه وأسرته.

5- التعاون – التكافل – صلاح المجتمع.

الجليس السوء:

يُنفّرُنا الرسول الكريم في الحَديثِ مِنْ سوءِ اخْتِيارِ جَليسِ السّوءِ فَيُشَبِّهُهُ بِنافخ الكيرِ وَذَكَرَ آثَارَهُ، وَنافِخُ الكيرِ كِنايةٌ عَنْ مِهْنَةِ الحَدَادِ إِذا جَلَسَ بِقُرْبِهِ الْإِنْسَانُ لَحِقَ بِهِ الضَّرَرُ، فَالحَدَادُ لا يَسْتَطِيعُ الإِنْجَازَ فِي صَنْعَتِهِ إِلَّا إِنْ اسْتَخْدَمَ النَّارَ بِاسْتِمْرَارٍ لِتَلْيِينِ الحَديدِ وَتَطويعِهِ؛ مِمَّا يَتَسَبَّبُ في احْتِمَالِ المَخاطِرِ وَأَقَلُّها الرّائِحَةُ النَّتِنَةُ لِلنَّارِ بِاجْتِمَاعِها مَعَ الحَدِيدِ، وَهَذَا مَا يَتَسَبَّبُ بِهِ جَلِيسُ السوء للإنسانِ في حَياتِهِ وَأَخْلاقِهِ الَّتِي تَنْعَكِسُ عَلَى نَفْسِهِ وَأَسْرَتِهِ وَمُجْتَمَعِهِ وَبَلَدِهِ.

الأَضْرارَ الَّتِي تَنْعَكِسُ عَلَيَّ مِنْ جَلِيسِ السَّوءِ من خلال حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:

“وَنَافِخُ الْكِير ( الجليس السيء)ِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ( ستتعلم منه فعل السوء ويؤذيك بأخلاقه السيئة)  وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةٌ ( أو ستسمع منه كلاما فاحشا سيئاً”

اقرأ أيضاً  سورة الكهف

أضرار نافخ الكير:

أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ 

تجد منه ريحاً منتنة.

أَضْرارُ جَليس السّوءِ:

1- يسبب المشاكل والضرر.

2- يفسد الأخلاق.

آثارُ مُجالَسَةِ أَهْلِ السَّوء:

1- من الجانب النَّفْسِي الضيق.

2- من الجانب الأَخْلاقِي سوء الخلق.

3- من الجانب الديني معصية الله وعدم طاعته.

4- من الجانب الأسري، عقوق الوالدين – المشاكل الأسرية.

5- من الجانب المُجْتَمَعِي فساد المجتمع.

فمن يُعَدُّ الجَليسُ غَيْرُ المُباشِرِ – كَالمَواقِع الإلكترونِيَّةِ وَوَسائِلِ التَّواصل

الِاجْتِمَاعِيِّ- أَشَدَّ خُطُورَةً عَلَى الْإِنْسَانِ مِنَ الجَليسِ المُباشر.

فهذا كلام منطقي وصحيح، لصعوبة معرفة مع من يتواصل أو يتحدث،

الدليل: كثر ة الجلوس مع مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من الأهل والأصدقاء.

– فيجب على الجميع أن يعاهِدُ نَفْسه أَنْ يكونَ قُدْوَةً فِي تَنْفِيذِ وَصِيَّةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم في اختيار الصديقِ الصّالِحِ الَّذِي يَتَحَلّى بِالخُلُقِ الكَرِيمِ وَالِاجْتِهادِ في العِلْمِ وَالِانْتِمَاءِ لِلْوَطَنِ، وَالمَحَبَّةِ لِحُكّامِ بلادي.

 شُروط اخْتِيارِ الجَليسِ الصّالِحِ:

1- أن يتصف بالأخلاق الحسنة، مثل: الصدق والأمانة.

2- أن يتصف بمساعدة المحتاجين.

3- أن يكون باراً بوالديه ومجتمعه.

4- أن يكون محافظا على الصلوات الخمس غير تارك شيء من الفروض والواجبات.

5- يحب الخير للجميع.

6- لا يؤذي أحدا.

7- ينهى عن المنكر ويأمر بالمعروف.

قَالَ  صلى الله عليه وسلم: ( الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ” (رَواهُ أَبو دَاوُدَ). وَقَدْ قالَ الشَّاعِرُ: “عَنِ المَرْءِ لَا تَسْأَلْ, وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ, فَكُلُ قَرِينِ بِالمُقارَنِ يَقتَدي”.

زر الذهاب إلى الأعلى