الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

صفات المؤمنين سورة السجدة

صفات المؤمنين سورة السجدة 13:22

منْ سِماتِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ سيماهُمْ فِي وُجوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجود قال تعالى: “سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّن أثر السجود” (الفتح (20)، وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ ساجد، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ)

أنواع السجود

1- سجود الصلاة والحكمة منه تقربا وطاعة لله تعالى.

2- سجود السهو والحكمة منه جبر النقص أو الزيادة في الصلاة عند السهو.

3- سجود التلاوة عند قراءة آية فيها سجدة في القرآن الكريم يسجد العبد لله ويخضع له تذللا لله.

4- سجود الشكر والحكمة منه شكر الله تعالى على ما أنعم به عليه.

يقول تعالى:

“وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13) فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (14) إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21).

اقرأ أيضاً  الطاعة والامثال طريق الإيمان 

معاني المفردات الواردة في الآيات 13: 22 من سورة السجدة

حَقَّ الْقَوْلُ:             ثَبَتَ وَتَحَقَّقَ وَنَفَذَ القَضاءُ.

الْجِنَّةِ:                    الجن.

تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ:    تَرْتَفِعُ وَتَتَنَحَى لِلْعِبَادَةِ.

عَنِ الْمَضَاجِعِ:      الفُرُشُ الَّتِي يُضْطَجَعُ عَلَيْها.

مِّن فُرَّةٍ أَعْيُنٍ:         من موجباتِ المَسرَّة والفرح.

نزلا:                      ضيافَةٌ وَعَطَاءُ

فَاسِقا:                   خارِجًا عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ.

الْعَذَابِ الْأَدْنَى:          عَذَابُ الدُّنْيا.

الْعَذَابِ الْأَكْبَر:        ِ عَذَابُ الْآخِرَةِ.

دلالات الآيات 13: 22 من سورة السجدة

أولا: حُرِّيَّةُ الإِنْسانِ في الاختيار.                ثانيا: الجزاء من جنسِ العمل.

ثالثا: فَضل قيام الليل.                            رابعا: نعيم المؤمنين في الجنة.

خامسا: عدل اللَّه تعالى في الجزاء.             سادسا: المحن كفَارة للذنوب.

الشرح والتفصيل

أولا: حُرِّيَّةُ الإِنْسانِ في الاختيار

بَيِّنَتِ الآياتُ الكَرِيمَةُ أَنَّ اللَّهَ لَوْ أَرادَ أَنْ يَجْعَلَ كُلَّ نَفْسٍ مُؤْمِنَةٌ لَتَحَقَّقَتْ مَشيئَتُهُ في هِدايَةِ جَميعِ الخَلْقِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُرِيدُ مِنْهُمُ الإِيمَانَ بِطَرِيقِ الِاخْتِيارِ لَا بِطَرِيقِ الإِكْرَاهِ والإخبارِ، وَقَدْ ثَبَتَ قَضاؤُهُ بِمِلْءِ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ عِنْدَمَا اخْتاروا الكُفْرَ وَالضَّلَالَ بَدَلًا مِنَ الإِيمَانِ وَالحَقِّ.

قالَ تَعَالَى: “وَلَوْ شِئْنَا لَآتيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا”، النَّاسُ أَمامَ مَشيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الهِدايَةِ وَالتَّكْلِيفِ لَا يَخْرُجُونَ عَنْ أَرْبَعَةِ احْتِمَالَاتِ هِيَ:

الأَوَّلُ: أَنْ يَتْرُكَهُمْ في الحَياةِ الدُّنْيا دونَ تَكْلِيفِ بِأَمْرٍ وَلَا نَهْيِ، وَمِنْ ثُمَّ لَا يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ بَعْثُ وَلَا جَزاءُ بِثَوابٍ أَوْ عِقابٍ.

يقول تعالى: “وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين”

أوجه الاتفاق بين الانس والجن التي أدت إلى اشتراكهم في المصير الأخروي

1- الشرك بالله.

2- الضلالة.

 3-ظلم النفس.

4- العصيان.

ثانيا: الجزاء من جنسِ العمل

تَقولُ الْمَلائِكَةُ لِلْأَشْقِياءِ المُكَذِّبِينَ يَوْمَ القِيامَةِ تَقْرِيعًا لَهُمْ وَتَوْبيخًا: لَا عَوْدَةَ اليَوْمَ إِلَى الدُّنْيَا، فَذوقوا العَذَابَ الأَلِيمَ الدَائِمَ، بِسَبَبٍ نِسْيانِكُمْ ليَوْمِ الحِسابِ وعدم استعدادِكُمْ لَهُ، قال تعالى: “إِنَّا نَسِيتَكُمْ” أَي تَرَكْنَاكُمْ في العَذَابِ، تَرَكَ المَنْسِي، كَحالِ مَنْ رُمِي في السجن، ثُمَّ تُرِكَ وَأَهْمِلَ وَلا يُرَادُ بِهِ حَقيقَةُ النِّسْيانِ فَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنْسى شَيْئًا.

اقرأ أيضاً  الإخفاء الحقيقي

صفات المؤمنين

يقول تعالى: ” إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16).

فالسجود المقصود في الآية هو سجود التلاوة ويدعو المسلم فيه بهذا الدعاء:(سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته فتبارك الله أحسن الخلقين).

صفات المؤمنين

1- قيام الليل.

2- الدعاء.

3- سرعة الاستجابة لداعي الحق.

4- الخوف من الله والطمع في جنته.

5- الإخلاص في العبادة.

6- الإيمان والتصديق بالبعث.

أثر السجود على المسلم

1- سببا لإزالة الغضب.

2- فوائد صحية تخلص الانسان من الشحنات السلبية.

3- تحقيق السعادة النفسية.

4- الخضوع والتواضع والطمأنينة.

ثالثا: فَضل قيام الليل

مِنْ أَعْظَمِ القُرُبَاتِ إِلَى اللَّهِ ـ تعالى ـ قيام الليل، فَالعَبْدُ عِنْدَ القِيامِ يُصَلِّي لِرَبِّهِ وَيَتَّصِلُ بِهِ فَيَبْتُهُ هُمُومَهُ وَيَسْأَلُهُ حَوائِجَهُ لِيَجِدَ اللَّهَ خَيْرَ مُحِيبٍ لَهُ، فَيَقُولُ لَهُ تَعَالَى: (مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلْنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، حَتَّى يَنْفَجِرَ الفَجْرُ “(رَواهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ)

فوائد المداومة على قيام الليل على الفرد

1- الطمأنينة والسعادة.

2- سعة الرزق.

3- البركة في العمر والصحة .

4- الفوز برضا الله والجنة.

5- القدرة على الابتكار والإنتاج.

رابعا: نعيم المؤمنين في الجنة

بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ اللَّهُ ـ تَعالى ـ صِفاتِ الْمُؤْمِنِينَ، بَيَّنَ سُبْحانَهُ أَنَّ لَهُمْ ثَوابًا عَظِيمًا جَزَاءَ إِخْلَاصِهِمْ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( قَالَ اللهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةٍ أَعْين ) (رواه البخاري ومسلم)، لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحانَهُ أَخْفى معرفة تفاصيل ثَوابَ الْمُؤْمِنِينَ.

اقرأ أيضاً  سورة الواقعة 1- 26

أخفى الله تعالى تفاصيل نعيم المؤمنين في الجنة للإكثار من الطاعات وتشويقا لهم.

 أسباب معينة على دخول الجنة

1- إخلاص العبادة لله تعالى.

2- أداء العبادات.

3-مساعدة المحتاجين.

4- حسن الخلق.

5- طلب العلم .

6- الرحمة بالحيوان.

خامسا: عدل اللَّه تعالى في الجزاء

تُؤَكِّدُ الْآيَاتُ الكَرِيمَةُ عَلَى عَدَم تَسَاوِي الْأَبْرَارِ مَعَ الفُجّارِ؛ لِأَنَّ عَدالَةَ اللَّهِ – تَعالى – تَقْتَضي التَّمْيِيزَ بَيْنَ الْمُؤْمِنِ الصّالِحِ، وَالفَاسِقِ الفاجِرِ؛ فَالَّذِي آمَنَ فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَفَعَلَ الخَيْرَاتِ لَيْسَ كَالَّذِي لَمْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ وَفَعَلَ السَّيِّئَاتِ فَهُمْ لَا يَسْتَوُونَ فِي الْآخِرَةِ بِالثَّوابِ وَالكَرامَةِ، كَما لَمْ يَسْتَوُوا فِي الدُّنْيا بِالطَّاعَةِ وَالعِبادَةِ، ثُمَّ فَصَّلَ الله – تعالى – بَيْنَ جَزاءِ المُتَّقِينَ الَّذينَ جَمَعُوا الإِيمَانَ مَعَ العَمَلِ الصّالِحِ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّاتِ الَّتِي فيها المَساكِنُ وَالْغُرَفُ العَالِيَةُ يَأْتُونَ إِلَيْهَا وَيَسْتَمْتِعُونَ بِهَا “نُزُلًا بِمَا كَانُوا يعْمَلُونَ” أي ضيافَةً مُهَيَّأةُ لإِكْرَامِهِمْ، وَبَيْنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِأَنَّ مَأْواهُمُ النَّارَ وَيُقَالُ لَهُمْ تَوْبِيخًا: ذوقوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كَذَّبْتُمْ بِهِ في الدُّنْيَا، وَسُمِّيَتِ النَّارُ مَأْوَى اسْتِهْرَاءَ بِهِمْ.

سادسا: المحن كفَارة للذنوب

تَوَعْدَ اللَّهُ ـ تعالى ـ الفاسِقِينَ بِعَذَابِ عاجل في الدُّنْيا حَتَّى يَتوبوا قَبْلَ العَذَابِ الأَكْبَرِ الَّذِي يَنْتَظِرُهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ.

عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيا وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الشَّرِّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (رواه الترمذي بسند صحيح).

وسائل لمواجهة الابتلاءات والتحديات

1- عدم التذمر والضجر .

 2- احتساب الاجر من عند الله .

 3- الصبر .

4- الصلاة .

  5- الدعاء.

6-  تذكر ثواب الصابرين وماذا أعد الله لهم.

زر الذهاب إلى الأعلى