Uncategorized ( محاور التربية الإسلامية)

عيد الفطر المبارك

عيد الفطر المبارك

المقدمة

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا.
الله أكبر ما أقبل شهر الصيام، الله أكبر ما هللَّ مهلِّلٌ.
الله أكبر ما عرف المؤمن ربه ولأ نعمه تذكر.
الله أكبر ما صام المسلمون شهر رمضان.
الله أكبر ما قام المسلمون شهر رمضان.
الله أكبر ما وجد المسلمون في المساجد بين قائم وراكع وساجد.
الله أكبر ما أخرج المسلمون زكاة فطرهم لوجه الله صادقين.
الله أكبر ما تأمل متأمل وتفكر في مخلوقات الواحد الأحد.
الله أكبر ما خشعت القلوب والأبصار لله.
الله أكبر ما استجار الصائمون بالله من عذاب النار.
الله أكبر ما داوموا على الذكر والتوبة والاستغفار.
الله أكبر يدخل بها المسلمون صلاتهم في كل يوم خمس مرات.
الله أكبر يُؤذَّن بها للصلاة في كل يوم خمس مرات.
الله أكبر هي شعار المسلم في كل وقت وحين.
الله أكبر إذا نادى المنادي: ادخلوا الجنة أيها الصائمون من عبادي.

ويقال لهم إذا دخلوا: “كُلوا واشربوا هنيئًا بما أسلفتم في الأيام الخالية”.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله وبحمده بكرةً وأصيلًا.

الحمد لله الذي وفق الطائعين لإتمام الصيام والقيام
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل الأعمال بخواتيمها.
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، أفضل من صام رمضان، وأفضل من قام  والناس نيام، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

اقرأ أيضاً  التنمية البشرية في الإسلام

يوم العيد

فيا أيها المؤمنون: إن يومكم هذا يوم عيد، وهو يوم سعيد، يوم سرور وصفح وغفران.
جاء شهر رمضان، فالتقينا على عبادة الله من صيام وقيام وزكاة.
عشنا أيامًا مباركة تنزلت علينا فيها الرحمة، وتنعمنا بالسكينة، وغشيتنا المغفرة، وتحفَّنا الملائكة.
أخرجنا الصدقات للفقراء والمحتاجين، فرضًا عن الأغنياء.
واليوم قد ولّى رمضان كما ولّى غيره، وأصبحنا بلا رمضان، ليس هناك قيام ليل إلا لمن أعانه الله ووفقه، وليس هناك تراويح.
لكن رمضان كما يأتي يرحل، وهكذا خلق الله الكون، أفلاكا تدور، والدنيا تتغير، والإنسان يتغير، والله لا يعتريه تغير ولا تبدل، وإنما يحاسب الناس على ما قدمت أيديهم، فإن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر.

أيها المؤمنون
يا من أدركتم شهر رمضان فأحسنتم صيامه،
يا من أحسنتم قيامه،
يا من أخرجتم الزكاة من أموالكم للمساكين والفقراء، هنيئًا لكم، فلكم الجنان – إن شاء الله – بل هناك ما هو أعظم من ذلك:وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة”.

يوم الجائزة الكبرى

هذا هو يوم عيدكم، يوم الجائزة الكبرى، يوم يدخل الله فيه من وسّع على أخيه المسلم دار السلام.
يوم يُوزِّع الله فيه الثواب على العاملين.
يوم يباهي الله فيه ملائكته بعباده الطائعين.
يوم يتجلى الله فيه على عباده الصالحين بألوانٍ من الكرم، في يوم ضيافة رب العالمين.

جاء هذا العيد ليفرح المؤمن بتوفيق الله للصائمين، حيث لهم فرحتان:
فرحة عند فطرهم، وفرحة عند لقاء ربهم.

قال رسول الله ﷺ:
“إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرق فنادوا: اخرجوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم، يمنّ بالخير ثم يثيب عليه الجزيل. لقد أُمرتم بقيام الليل فقمتم، وأُمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم، فاقبضوا جوائزكم.”

فإذا صلَّوا، نادى منادٍ: “ألا إن ربكم قد غفر لكم، فارجعوا راشدين إلى رحابكم، فهو يوم الجائزة.”

وفي رواية أخرى:
“إذا كانت غداة يوم الفطر، يبعث الله ملائكته فيقومون على أفواه الطرق، ينادون بصوت يسمعه جميع الخلائق: اخرجوا إلى رب كريم، يغفر الذنب العظيم.”

العيد ليس لمن يلبس الجديد، بل لمن أطاع الله

  • ليس العيد لمن اهتم بمظهره الخارجي وأهمل قلبه.
  • ليس العيد لمن ملأ بطنه بأنواع الطعام ولم يذكر الجائعين.
  • ليس العيد لمن تبسَّم في وجه أخيه وقلبه مملوء بالحقد.
  • ليس العيد لمن تحرك لسانه بالغيبة والنميمة.
  • بل العيد لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام، ووصل الأرحام.
اقرأ أيضاً   الوقف عطاء ونماء

العيد لمن أطاع ربه

 

  • العيد لمن أطاع ربه، وأدَّى فرائضه، وأحيا سنة خير الأنام.
  • العيد لمن تخلق بالأخلاق الكريمة، وكان من الناصحين.
  • العيد لمن أخرج زكاة الفطر وأداها لكل محتاج.
  • العيد لمن أقبل على الله بقلب سليم.

فاتقوا الله عباد الله، وأحسنوا إلى آبائكم وأمهاتكم
فالعيد لمن كان لأبيه وأمه من البارين.

روي أن عمر بن عبد العزيز رأى ولدًا له يوم العيد يرتدي قميصًا قديمًا، فبكى، فسأله ولده: ما يبكيك يا أبي؟
فقال: أخشى أن ينكسر قلبك يوم العيد إذا رأيت الصبيان بثيابٍ جديدة.
فقال الولد: يا أمير المؤمنين، إنما ينكسر قلب من حرمه الله رضاه، أو عقَّ أمه وأباه، وإني لأرجو أن يكون الله راضيًا عني برضاك.

أيها المسلمون
ما أجمل العيد لو كان المعروف بين الناس متبادلًا!
ما أجمل العيد لو كان المسلمون متَّحدين!
ما أجمل العيد لو تمسكنا بديننا المتين وكنا بتعاليمه عاملين!
ما أجمل العيد لو تركنا الضغائن والأحقاد!

أيها المؤمنون
هذا هو العيد، نجتمع فيه بعد العبادة، فلنحسن استغلاله، من أذنب فليستغفر، ومن قصر فليتب، ومن ظلم فليُصلح.
كل يوم لا يُعصى الله فيه فهو عيد.

اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا، واغفر لنا ذنوبنا، وتقبل صالح أعمالنا، واجعل عيدنا هذا عيدًا مباركًا لنا ولجميع المسلمين.

عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير! 🎉🌙✨

زر الذهاب إلى الأعلى