سورة الرحمن ( دلالاتها وعظمة الخالق)
سورة الرحمن ( دلالاتها وعظمة الخالق)
لما سمع أهلُ مكَّةَ القرآن الكريم منَ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، عرفوا فصاحة كلامه وبلاغة معانيه ورأوا تأثيره على النّاسِ، فحاول بعضُهمُ التّشكيك فيه ليصرفَ النَّاسَ عنِ النَّبيِّ ودعوته فَكانَ ممّا قالوا: إنَّ بشرًا يعلّمُ محمّدًا القرآنَ الَّذي جاءَنا به.
ومنهم منْ زعمَ أَنَّ الرّاهِبَ “بحيرة” هوَ مِنْ عَلَّمَهُ هذا الكلام! فأنزلَ اللهُ تعالى سورةَ الرّحمنِ تردُّ عليهم، وتثبتُ لهم: أنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ الَّذِي عَلَّمَ محمّدًا، وهوَ الّذي أنزل عليه هذا القرآن العظيم.
معاني المفردات:
بحسبان: بحساب دقيق .
والنجم: النبات الذي ليس له ساق .
بالقسط: بالعدل .
للأنام: الخلق .
الأكمام: أوعية الثمر .
العصف: التبن .
آلاء: نعم .
صلصال: طين يابس .
مارج: لهب .
مرج: أرسل .
برزخ: حاجز .
الجوا: السفن .
المنشأت: المحملة .
كالأعلام: كالجبال .
دلالات الآيات:
منعم كريم:
بدأ اللهُ تَعَالَى السّورةَ باسمهِ سُبْحانَهُ وَتَعَالَى الرَّحْمَنُ حتَّى لا ييأس أحدٌ من رحمتِهِ، ثمَّ أَخبرنا عنْ فضلِهِ على النّاسِ ورحمته بهم، فهوَ عَزَّ وَجَل الذي أنزلَ القرآنَ على سيّدِنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وسهل فهمَهُ وحِفظَهُ للنّاسِ، وبيِّنَ فيه الحلال والحرام والخير والشِّرَ ، وجعلهُ رحمةً وهداية للعالمينَ، ثُمَّ بيّنَ لنا سُبحانَهُ وَتَعَالَى أَنَّهُ بَعدَ أَنْ خَلَقَ الإنسانَ عَلَمَهُ الْبَيَانَ ، علمه كيفَ يُبيِّنُ ويعبّرُ عمّا في نفسِهِ؛ ليفهمَهُ النّاسُ ويفهمهُمْ، ويسود التعاون والمحبة بينهم، وكلما زادَ التّفاهُمُ قلت دواعي الصراع بينهُمْ، فتطمئن حياتهم، وتلبي حاجاتهم، وتتحقق سعادتهم.
وَمِنْ كمال كرمه ورحمتِهِ سُبحانه وتعالى على الإنسانِ، أَنْ سخّرَ لهُ الكونَ وما فيهِ؛ فسخّرَ لَهُ الشَّمسَ والقَمرَ، وقدْ جعل حركتهما وفق حسابِ دقيقٍ منضبط، لا يتقدّمُ ولا يتأخّرُ، فَعَلِمَ النَّاسُ حساب الأيام والشهورِ والسِّنين، وحدّدوا أوقاتهم بدقة، وقدروا مصالحهم، وأمكنهمْ أنْ يخطّطوا لحاضرهم ومستقبلهم.
فتسخيرُ المخلوقات للإنسانِ دليل على وحدانية الله تَعَالى، إذ لو كان هناك آلهة غير الله لامتنع تسخير كل المخلوقات.
من دلال قدرة الله تعالى:
آيات بينات:
( وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ) رفع الله تعالى السماء عنِ الأرض بقدرته سبحانه وتعالى وهو على ما يشاءُ قدير، ووضع في الأرض العدل وأمرَ النَّاسَ بِهِ حفظا للحقوق وتحقيقًا للتّعايش والأمن بينَ النَّاسِ، خاصّةً في المعاملات كالبيع والشراء، لذلكَ حَذَرَ منَ التَّلاعُبِ والغش في الميزان؛ حتّى لا تنعدم الثّقةُ بينَ أفراد المجتمع. كذلك فقد مهد الأرضَ وهيّأها للحياة، حياة الإنسان وجميع المخلوقات في سهولها وجبالها ومناطقها الباردة والحارة وخلق سُبحانه وتعالى لكل منطقة نباتها وفواكهها وثمارها التي تدلُّ على عظمة الخالق سبحانه وتعالى، ومنها النّخلُ الذي جَعَلَ لَهُ عَزَ ّوَجَل أوعيةً تحفظ ثمره حينَ بروزه، وجعل هذهِ الثَّمرة الصغيرة فاكهةً وغذاء كاملا للإنسان، وكذلك الحبوب، والرّيحانَ ذا الرّائحة العطرية والنباتات على اختلاف أجناسها وأشكالها، كلُّ هذا التنوع يدلُّ على وحدانية الله الخالقِ الرّازِقِ سبحانه وتعالى، فلا ربَّ سواهُ يُسأل، كما أنّهُ لا إلهَ سواه يستحقُ أَنْ يُعبد، فكيفَ يغفل الإنسان عن هذا، ويلجأ إلى ما لا يضرُّ ولا ينفعُ: ( أأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ ءَالِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَعَتْهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ )
( سورة يس: 23). ثم يأتي السؤال المتكرّرُ في ثنايا السورة الكريمة ( فَبِأَي ءالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) ، أيُّها الإنس والجن ماذا تُنكرونَ الله منْ نِعم عليكم؟ والجواب: ولا بنعمة من نعمك ربَّنا نُكَذِّبُ، فَلك الحمد.
الصورة | الوصف |
الميزانُ الذي يستخدمُهُ التَّاجِرُ. | للأشياء التي تُباع بالوزن. |
المكيال لكيل السوائل | للأشياء التي تُباع بالحجم. |
المتر – الذراع | للأشياء التي تُباع بالأطوال. |
الصدق وقول الحق | للشهادة أمام المحاكم. |
مقياس درجة الحرارة | لمعرفة درجة الحرارة |
نتيجة هذه الدّلالاتِ كُلُّها : أداء الحق والعدل
من دلالات الآيات:
خَلْقُ الإنسان:
خلق الله تعالى الإنسان من طين يابس كالفخّار، وخلقَ الجنَّ منْ لهبِ النّار، وأعطى لكلِّ منهما صفاتِهِ وقدراته، لكنَّهُ تعالى جعل الإنسان في أحسن وأجمل خلقة، وأمره بالعمل الصالح، واتباعِ أوامرِهِ تَعالى، ليُحافظ الإنسانُ على جماله وحسنِ صورتِهِ بالأخلاقِ الكريمة، فيجمع بينَ جمال المظهر وجمال المخبر.
الفرق بين الطين والفخّار:
الطين: هوَ التّرابُ إِذا خُلطَ بالماء .
الفخّار: هو الطين إذا جف ويبس واشتد تماسكه ( وقيل إذا يبس عن طريق الحرارة).
من دلالات الآيات:
ربُّ كل شيء:
هوَ الله ( رَبُّ الْمُشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمُغَرِبَيْنِ )، حيثُ تشرقُ وتغرب الشَّمسُ، ففي الشّتاءِ تُشرقُ من مكانٍ، وفي الصيف تُشرقُ من مكان آخر، وتغرب شتاءً في مكان غير المكان الذي تغرب فيه صيفًا، فَمَشرقا الشَّمسِ ومغرباها وما بينهما، كلُّ ذلك من خلقِ الله جلت قدرته، وكلُّ شيءٍ تحت سلطانِهِ سُبحانَهُ وَتَعالى، كما أنّهُ عَزَوَجَل خلقَ الماءَ وأسكنه الأرضَ فَجعلَ الماء العذب في الينابيع والأنهار والماء المالح في البحار والمحيطات، وجعلَ سُبحانه وتعالى بينها حواجز حتّى لا تطوف البحار الضخمة على الأرض، فيختفي الماء العذبُ الذي يحتاجه الإنسان والحيوانُ والنّباتُ للبقاء على قيدِ الحياةِ، وهذا من حكمة الله تعالى ورحمتِه.
يقول العلماء:
عندما تصل مياه الأنهار إلى البحر، فإنها لا تختلط بماء البحر فورا.
كذلك ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ )، فقد أخرج الله تعالى منَ الماءِ اللؤلؤ والمرجان زينةً للنّاسِ، وَأجرى عليهِ السفنَ بحمولاتها الضّخمة لخدمتهم، فَسخّرَ لبني آدمَ الماءَ المائعَ كما سخّرَ لهمُ الأرضَ الصّلبة الوعرة. فَهَلْ يُنْكَرُ عاقل نعم الله تَعَالى، ويجحد فضلَهُ على العالمين؟
العلم والواقع أثبتا أَنَّ اللؤلؤ يُسْتَخْرَجُ من البحر، ويُسْتَخْرَجُ أيضًا من الأنهار، فتوجد اللآلئ في المياه العذبة كما توجد في المياه المالحة.
- وينتج عن وجودِ مشرقين ومغربين للشّمس وجود الفصول الأربعة .
– تأثير السِّفنِ الحديثة على الحياة البحرية قد يؤدي إلى التلوث وتراجع الحياة البحرية في مناطق الضجيج .
الجواري: جمعُ جارية ولها معاني أُخرى مثل البنت الصغيرة، وعين الماء، والسفينة.