من علامات الساعة
من علامات الساعة
قالَ تَعالى: ( فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكرَهُمْ ) [محمد: 18].
* سَبَبَ إِخْفاءِ وقت قيام الساعة عَنِ النَّاسِ بِالرَّغْمِ مِن ظهور علاماتها وأَحَدَ الحَقَائِقِ الدِّينِيَّةِ الثَّابِتَةِ، لكي يجتهد الناس في العبادة ولكي لا يتكاسلوا.
المُرادَ بِالْأَشْراطِ: العلامات والدلائل الواضحة.
الدُّنْيا دَارُ عَمَلِ:
إِنَّ وَقْتَ يوم القيامة مِنْ الأُمورِ الغَيْبِية الَّتِي لَا يَعْلَمُها إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى،
قَالَ تَعَالَى: ( يَسْألُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لَا يُجَليها لوقتهَا إِلَّا هُو ) الأَعْرَافُ 187]، وَلَمْ يُطْلِعَ اللَّهُ تَعَالَى أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ عَلَى مَوْعِدِ قِيامِهَا، وَالعَلامات الدالةُ عَلَى اقْتِرابِها قَدْ بَدَأَتْ بِالظَّهورِ مُنْذُ مَبْعَثِ النَّبِيِّ، وَسَتَسْتَمِرُّ إلى الوَقْتِ الَّذِي حَدَّدَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِقِيامِها،
بعض علامات الساعة الصغرى:
1- فَأَوَّلُ عَلاماتِ السَّاعَةِ الصغرى بَعْثَةُ المُصْطَفى صلى الله عليه وسلم فَهُوَ النَّبِيُّ الأَخِيرُ فَلَا يَلِيهِ نَبِيٌّ آخَرُ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ وَيُشِيرُ بِأَصْبُعَيْهِ فَيَمُدُّهُمَا» (رَواهُ البِحَارِيُّ).
2- وانشقاقُ القَمَرِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ الله عَلامَةٌ أُخْرِى لِلسَّاعَةِ قَالَ تَعَالَى: ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَ الْقَمَرُ وَإِن يروا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرُ القَمَرُ)
3- وَمِنْ عَلَامَاتِهَا أَيْضًا مَوْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اعْدُد سِتاً بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي» (رَواهُ البخارِيُّ).
4- المظاهِرُ المُناخِيَّةُ: تَغْييرُ المُناخ عَلى سَطْح الأَرْضِ، قَالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أرْضُ الْعَرَب مُرُوجًا وَأَنْهَارًا» (الحاكِمُ فِي المُسْتَدْرَك).
دَلَّ الحَديثُ عَلَى أَنَّ الجَزِيرَةَ العَرَبِيَّةَ سَتُصْبِحُ مُروجًا خَضْراءَ كَثِيرَةَ النَّبَاتَاتِ كَمَا كَانَتْ، فَفِي قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: حَتَّى تَعودَ دَليلٌ عَلَى أَنَّهَا كَانَتْ كَذَلِكَ مِنْ قَبْلُ.
الإِسْلامُ دِينُ الْأَمَلِ:
قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَلَّا تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْرِسَهَا، فَلْيَفْعَلْ » (رواه أبو داود).
في الحَدِيثِ مَعَانِ واضِحَةً في الإيجابية في الحَياةِ، وَالِاسْتِمْرارِ فِي الحَياةِ وَالْإِصْرَارِ عَلَيْهِ، وَعَدَمِ اليأْسِ وَالإِحْبَاطِ، فَالْمُسْلِمُ مُطَالَبُ بِأَدَاءِ دَوْرِهِ فِي الحَياةِ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهِ، وَتَقْدِيمِ كُلُّ مَا يَسْتَطِيعُ مِنْ أَعْمَالِ الخَيْرِ حَتَّى آخِرَ لَحْظَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ، وَلَا يَنْقَطِعُ أَبَدًا عَطَاؤُهُ، وَأَلَا تَشْغَلَهُ الْأَحْدَاثُ عَنِ الِاسْتِمْرَارِ فِي الْحَيَاةِ حَتَّى لَوْ كانَتْ أَحْدَاثَ القِيامَةِ وَلَحَظَاتِها.
وسَتَسْتَمِرُّ العَلاماتِ إِلى وَقْتِ السّاعَةِ، فَلَا دَاعِيَ لِلِانْشِغَالِ بِها وَبِعَلاماتِها، وَيَنْبَغِي عَلَى الْإِنْسَانِ الِاسْتِعْدَادُ لِهَذَا الْيَوْمِ بِإِشْعَالِ نَفْسِهِ بِعِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَعِمَارَةِ الْأَرْضِ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهِ، وأَداءِ وَاجِبَاته نَحْوَ رَبِّهِ وَدِينِهِ وَأُمَّتِهِ وَوَطَنِهِ.
حقيقة نهاية الكون:
يَتَحَدَّثُ القُرْآنُ الكَريمُ فِي آيَاتٍ عَديدَةٍ عَنْ يَوْمِ القِيامَةِ، وَيُعَدُّ الإِيمَانُ بِهِ جُزْءًا مِنَ العقيدة الإسلاميةِ، يَقولُ عَلَيْهِ السَّلامُ: « الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَبِلِقَائِهِ، وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بالبَعْث »، (رواه البخاري) وَقَبْلَ حُدوثِ البَعْثِ تَحْصُلُ تَطَوُّراتٌ عَلى الكَوْنِ، فَيَخْتَلُ نظامُهُ وَتَزولُ مَعالِمُهُ، يَقولُ تَعَالَى: ﴿ يَسْألُ أَيَّانَ يَوْمُ القِيامَةِ* فَإِذَا برِقَ الْبَصَرُ *وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الإنسان يومئذ أين المفر ) [القيامة: 6 – 10]
وَجَميعُ الرِّسالاتِ السَّماوِيةِ تُقِرُّ بِهَذِهِ الحَقيقَةِ، وَالعِلْمُ يُؤكِّدُها وَيُثْبِتُ أَنَّ لِلْكَوْنِ نِهَايَةً وَسَوْفَ تَنْتَهِي الحَياةُ عَلَى الْأَرْضِ بِانْقِراضِ كُلِّ الكَائِنَاتِ.
سَعَةُ عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى:
علم الله علم واسع لا حد له، يعلم دقائق الأُمورِ، وَمَا حَدَثَ مِنْهَا، وَمَا يَحْدُثُ، وَيَعْلَمُ الغَيْبَ بِمَا فِي ذَلِكَ عِلْمُ السَّاعَةِ، يَقُولُ تَعَالَى: ( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِلُ الْغَيْتَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ هَذَا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَي أَرْضِ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرُ ).
فالإِنسَانُ هُوَ أَفْضَلُ المَخْلُوقاتِ ومُطالَبٌ بِتَحْصِيلِ التَّعَمُّقِ فِي المعارف ومع ذلك فإنَّ عِلْمَهُ يَبْقَى مَحْدُودًا،
قال تعالى:( وَيَسْألُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبي وَمَا أُوتِيتُم مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )
من علامات الساعة الكبرى:
تغيير نظام الكون وظهور مظاهر كونية، فيوم القيامة حَقِيقَةٌ عَقائدية وإيمانية يؤيدها العلم الحديث الذي ويعترف بنهاية الكون، فيختل نظامه:
تشرق الشَّمْسُ مِنَ المغرب بَدَلًا مِنْ مَطلعها الأصلي وَهُوَ المَشْرِقُ، قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا، فَذَاكَ حين: لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ). رَوا البخاري
– وسَائِلُ لفعل الخَيْرِ:
– زَرَعَتْ دَوْلَةُ الإِمَارَاتِ العَرَبِيَّةِ المُتَّحِدَةِ فِي نُفوسِ الشُّعوبِ المُحْتاجَةِ وَرَسَمَتْ على وُجُوهِهِمُ الابْتِسَامَةَ:
1- فَقَدْ بَادَرَتْ لِبناءِ المُؤسساتِ التَّعْلِيمِيَّةِ.
2- دَعْمِ التَّعْلِيمِ فِي بِلْدَانِهِمْ.
3- أَنْشَأَتْ المُسْتَشْفَياتِ.
4- أَرْسَلَتْ إِلَيْهِمُ المُسَاعَدَاتِ الإِغاثِيَّةَ.