الإمام أبو حنيفة النعمان
الإمام أبو حنيفة النعمان
كان النبي صلى الله عليه وسلم مرجع المسلمين في أمور دينهم، فأقبل الصحابة على أخذ العلم منه، وبعد وفاة النبي أصبحَ الصّحابة رضي الله عنهم مرجعًا للمسلمين في أمور دينهِمْ فنَشروا العلمَ بينَ النَّاسِ, وازدهر طلب العلم, وبرز من التابعين وتابعيهم ومن بعدَهُم علماء كثيرونَ في شتّى مجالات العلم الشرعي، فَوثِقَ النَّاسُ بعلمهم، وأقبل عليهم طلبة العلم من كل الأمصار ينهلون من علمهم، وبدأ ظهور أعلام الفقه، وكانَ منهم الإمام أبو حنيفة.
وكان الإمام أبو حنيفة أحد الأئمة الأربعة للمذاهب الفقهية والثلاثة الأخرون
وهم :
1- مالك بن أنس.
2- محمد بن إدريس الشافعي.
3- أحمد بن حنبل.
الإمام أبو حنيفة النعمان في سطور:
هو أبو حنيفةَ النّعمانُ بنُ ثابت الكوفي, نسبةً إلى ككان ولادته الكوفة، وكبر فيها سنة (ثمانون للهجرة) كان والده يشتغل في تجارة الثَّيابِ، فنشأ في أسرة ميسورة الحالِ وكان على عادة أهل زمانه يساعدُ والدَهُ في عملِهِ ليكتسب مهنته، وكانَ مُجدًّا في عمله حتَّى إنّه يلفت نظر منْ يراه, فلقيه الإمامُ الشَّعبيُّ رَحمة الله وقد أعجبَهُ نشاطه فنصحه بالنّظرِ في العلم، فوقَعَتْ هذهِ الكلمة في نفس الفتى، فأقبل على طلب العلم، وحفظ القرآنَ صغيرًا، وصار يعمل ويتعلّم.
– رافقَ أبو حنيفة والده وهو في سن السادسة عشرةَ من عمره إلى بيتِ اللهِ الحرام لأداء فريضة الحج.
– التقى أبو حنيفة بطائفة كبيرة من علماءِ التّابعينَ وأخذَ عنهم العلم، حتى بلغ منزلةً عاليةً في الفقه والدِّينِ. مات في سنة (150هـ) وعمره سبعونَ سنةً، وصُلّي عليهِ في بغداد، ودُفِنَ فيها.
-استطاع أبو حنيفة رحمه الله أن يوفق بين عمله في التجارة وطلبه للعلم من خلال تنظيم وقته .
ـ فللعلم أثر على نجاح العمل التجاري منها:
1- التوفيق في التجارة .
2- حلول البركة فيها.
3- وثقة الناس فيه.
بره بوالدته:
كان أبو حنيفة من أبر النَّاسِ بوالدته حتَّى أنّه كان يقولُ: ليسَ عليّ شيءٌ أشدَّ مِنْ أنْ تغتم أمّي بسببي، وكان يستجيب لوالدته فلا يردُّ لها طلبًا، وإنْ كانَ على غير رغبته، فحينَ كانَتْ تطلب منهُ أنْ يسألَ لَهَا رَجُلًا ما عن حكم مسألة ما يذهبُ فيستفتي الرّجلَ بناءً على طلبها، رغمَ أنَّ الرّجلَ كانَ تلميذًا مِنْ تَلاميذهِ.
إحسانه إلى جاره:
كان لأبي حنيفة جار، وكانَ يشرب الخمرَ، فإذا دارَ في رأسه الخمرُ أَنشَدَ: أضاعوني وأي فتًى أضاعوا, وأبو حنيفة يسمعُهُ، وبعدَ مدّةٍ لم يعد يسمعُ صوتَه، فافتقده فقيل له: إنّه في السّجن، فذهب إلى القاضي وقضى عنه دينه، فلما أخرجَهُ منَ السِّجن قالَ لهُ: عسى أن لا نكون قد أضعناك، فتابَ الرّجلُ، ولازم درسَ أبي حنيفة، وصار من تلاميذه.
– كرمه وإنفاقه على طلبة العلم:
كان رحمه الله يحرص على مواظبة طلابه على دروس العلم، فكانَ يتعرّفُ حاجاتهم، ويوفّرها لهم، ويعطيهم نفقةً تجنبهم الحاجة والانقطاع عن التعليم، فكانَ نتيجة ذلك أن برعَ منهم منْ أصبحَ منْ علماء زمانه كتلميذهِ أَبي يوسف الذي أصبحَ قاضيًا للدولة بعد ذلك.
– أبو حنيفة وثقافة الحوار:
احترام الرأي الآخر:
كانَ أبو حنيفة يطرحُ المسألةَ الفقهيّة على تلاميذه، ويستمعُ لآرائهم جميعًا، حتّى إذا انتهوا منْ نقاشهمْ، وخلص معهم إلى رأي، قال لهم دونوه.
الحجة والدليل عند أبي حنيفة:
كان نقاشه يعتمد العقل والمنطق؛ فكان يناقش مناظريه، وغالبًا ما يجعلهم يصلون إلى قناعاته من خلال كلامِهمْ، قال الشافعي: “قيلَ لمالك: هل رأيت أبا حنيفة ؟ قال : نعم رأيتُ رجلًا لو كلّمك في هذهِ السّارية أن يجعلها ذهبًا لفعل بحُجَّتِه).
مقارنة بين الحوار الإيجابي والسلبي:
وجه المقارنة | الحوار الإيجابي | الحوار السلبي |
الأسلوب | يعتمد على الحجة والدليل ويحترم الأخر | يميل إلى فرض الرأي والشخصنة . |
النتيجة | الوصول إلى الحقيقة والرأي الأفضل | الخصام والبعد عن الحقيقة |
– فقه المستقبل عند الإمام أبي حنيفة:
تميّز الفقه الحنفي بالفقه الافتراضي، وهو افتراضُ حالةٍ لم تقع وإيجاد حل لها، فترك لنا ثروةً فقهيّةً كبيرةً سهلت على النّاسِ أمور حياتهم فيما بَعْدُ، فقد كانَ أبو حنيفة يمتاز بهذهِ النّظرة المستقبلية، ويستشرفُ ما يمكنُ أنْ يقع من حوادث و حالاتٍ ويضع لها حلولًا ممّا أظهر اهتمامًا بارزًا بالمستقبل والتخطيط له.
-أهمية طرح السؤال وفروض لطالب العلم:
1- تكسب الطلاب الأساليب السليمة في التفكير العلمي في مواجهة المشكلات .
2- تثير متعة في الدرس وتجعل ذهن الطالب فعالاً ويقظاً دائماً.
3- تزيد الثقة بالنفس.