الوحي الإلهي ( قرآن وسنة )

التقرب إلى الله تعالى

التقرب إلى الله تعالى

عن أبي هريرة رضي الله عنه  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ».(رواه البخاري)

معاني مفردات حديث التقرب إلى الله

عادى لي:         خاصم وآذى.

ولياً:                كل تقي يجتنب نواهي الله تعالى، ويتمثل أوامره.

آذنته:              أعلمته بغضبي عليه.

افترضت عليه:   الفرائض.

النوافل:           ما قام به العبد زيادة على الفرائض من العبادات.

استعاذني:        استجار بي مما يخاف شره .

دلالات حديث التقرب الى الله تعالى

أولاً: مكانة المؤمنين المتقين عند الله تعالى.

ثانياً: سبل التقرب إلى الله تعالى.

ثالثاً: علامات محبة الله تعالى للعبد.

الشرح والتفصيل

أولاً: مكانة المؤمنين المتقين عند الله تعالى

إن المؤمنُ التقي ينال مكانَةً عالية عندَ اللَّهِ، حتى أنَّهُ تعالى يدفع عنه ويحميه شَرَّ كلِّ منْ يعتدي عليه أو يؤذيه من بعيد أو قريب، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَانِ كَفُورٍ } (الحج: 38)، ومع ذلك نجد كثيرًا منَ النَّاسِ تسوّلُ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ إيذاءَ النَّاسِ بنميمةٍ أو شتيمةٍ أو تشهيرٍ أَوْ بُعْضٍ، أَوْ قتل دون وجه حق، فيصبحونَ في حرب مع الله ورسولِهِ من حيثُ لا يعلمون. يتجاهلون قوله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَكْذِبُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا – وَيُشيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ – بِحَسْبِ امْرِيَّ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» (رواه مسلم).

اقرأ أيضاً   مع اللَّه ورسوله وولي الأمر

 منزلة المؤمنين عند الله عز وجل

المؤمنين الأتقياء هم أولياء الله لذا مكانتهم عالية عند الله.

فعلاقة المسلم بإخوانه المسلمين علاقة ود ووئام فلا أتسبب بأذية أحد في نفسه أو ماله أو عرضه، قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نهَى اللَّهُ عَنْهُ» (رواهُ أَحَمدُ).

ثانياً: سبل التقرب إلى الله تعالى

1- التقرُّبُ لله تعالى بالفرائض:

أداء الفرائضِ التي أوجَبَها الله تعالى على عبادِهِ هي أعلى مراتبِ الطاعة والولاء لله -تعالى-، فينالونَ بها القربى منَ اللَّهِ تعالى في الدنيا والآخرة والبشارة أنهم يحشرونَ معَ الصديقين والنبيين والصالحين وحسُنَ أولئك رفيقا، قال تعالى: “وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّنَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّلِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئكَ رَفِيقًا” (النساء:(69)، وعن جابر بن عبدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّ رجلا سألَ رسولَ اللَّهِ فَقالَ: ( أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ، وَصُمْتُ رَمَضَانَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا أَ أَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ) (رواه مسلم).

وللمثابرة على الفرائض فوائد روحيَّةٌ، ونفسيَّة، وجسديَّة، وصحيَّةً تعود على المسلم.

أقسام الفرض

ينقسم الفرض إلى قسمين:

 فرض العين مطلوب منْ كلّ إنسان مكلّفٍ أنْ يقومَ بهِ، ففرض العين متعلق بالفرد، كالصيام، والصلاة، والزكاة، والحج، وبرّ الوالدين، وغيرها من الفروض العينية.

2- فرض الكفاية مطلوب من عموم المكلّفين، بحيثُ لو قامَ بهِ مِنْ يكفي سقط الإثمُ عنِ الباقين، فإنْ لمْ يقُم بهِ أحدٌ أثموا جميعًا.

2- التقرُّبُ لله تعالى بالنوافل

النافلة: هي التي واظب النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها سوى الفريضة. وأداء النوافلِ يَجبر الخللَ الَّذي قد يحدثُ في الفرائض، ومنْ أمثلة النوافلِ السُّنَنُ الرواتب فهي تجبر الخلل الذي قد يحدثُ في صلاة الفرائض الخمسة.

اقرأ أيضاً  أقسام الحديث( الصحيح والحسن والضعيف والخبر الموضوع)

 ثمرات المواظبة على النوافل

قال صلى الله عليه وسلم (وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ….

دِلالةُ قولِهِ عليه السلام: (وَمَا يَزَالُ) هو الاستمرار:

1- رضى الله تعالى ومحبته.

 2- القرب من الله تعالى.

 3- علو مكانته العبد إذا واظب على النوافل.

4- تكمل وتجبر الخلل والنقص الموجود في الفرائض.

ثالثاً: علامات محبة الله تعالى للعبد

1- يكسب المؤمنُ التقي بتقرُّبِهِ  من لله – تعالى- محبتهُ تعالى.

2- يوفقه في الأعمال التي يؤديها بكل جوارحِهِ، فلا يسمعُ ولا يرى إلَّا ما يُرضي الله -تعالى-، ولا يستخدمُ يدَه إلا في الخير وللخير ولا يمشي برجْلِهِ إِلَّا لطاعةِ اللَّهِ -تعالى.

3- بإقباله على الفرائض ومواظبته على النوافل يستجيب الله -تعالى- دعاءَه، ويوفقه لطريق الفلاح في الدنيا والآخرة.

4- القبول له في الأرض.

5- محبة الملائكة والناس له.

زر الذهاب إلى الأعلى