قيم الإسلام وآدابه

آداب الدعاء

آداب الدعاء

عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( أَيُّهَا النَّاسُ, إِنَّ اللهَ طَيِّبُ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا, وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ, فَقَالَ: يَا أَيّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ, وَقَالَ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ, ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغبَرَ, يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ, وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ, وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ, وَعُذِي بِالحَرَامِ, فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟). (رَوَاهُ مُسْلِمً )

طالب الله – تعالى – عِبادَهُ بِما طالَبَ بِهِ أَنْبِيَاءَهُ، وَهُوَ أَكلُ ما هُوَ طَيِّبُ، وهذا يعني أنَّ الطيب هو الحلال النافع

يقولَ: «فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ»، بِمَ تُبَرِّرُ عَدَمَ اسْتِجابَةِ الدُّعاءِ لهذا الداعي كما جاءَ في الحديث؟

توقف الاستجابة للأدعية على طاعة الله وامتثال أوامره ومن ذلك أكله للحرام.

لماذا ندعوا اللَّهَ سُبْحَانَهُ

ندْعُوا اللَّهَ؛ لِأَنَّ:

الدعاء عِبادة، قال النَّبِيُّ : «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ». وَقَرَأَ : ” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم إن  الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخرين ) [غافر ].

اللهَ يُحِبُّ مَنْ دَعاهُ، ثبت في الحديثِ أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: « سَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلٌ يُحِبُّ أَن يُسْأَلَ، وَأَفْضَلُ العِبَادَةِ انْتِظَارُ الفَرج». [رواه الترمذي]

الدُّعاءَ يَدْفَعُ البلاء؛ يقولُ النَّبِيُّ: «لَا يَرُدُّ القَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ». (الترمذي )

اللَّهَ يُحَقِّقُ آمال وأَمنِيات الناس ويستجب دعاءهم، يقول تعالى: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبادِي عَني فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون(186) (البقرة).

اقرأ أيضاً  المسؤولية في الإسلام

قَلْبِي يَطْمَئِنُ، وَجَوارِحي تَخْشَعُ، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئن قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهُ أَلَا بذكرِ اللهِ تَطْمَينُ القُلُوبُ ) [الرعد 28].

رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَغْبَنَا فِي أَنْ نُحِبُ الآخَرينَ، وَندْعُوَ لَهُمْ، يَقولُ النَّبِيُّ : «إِنَّ دَعْوَةَ الْمَرْءِ مُسْتَجَابَةُ لأخيه بظهر الغيبِ؛ عِندَ رَأْسِهِ مَلَكَ يُؤْمَنُ عَلَى دُعَائِهِ، كُلَّمَا دَعَا لَهُ بِخَيْرٍ قَالَ: آمين، ولك بِمِثْلِهِ». (رواه ابن ماجه)

ـ أثر الدعاء في حياة المسلم:

1- ينال محبة الله تعالى .

2- يدفع الله تعالى البلاء بالدعاء.

3- يحقق الله تعالى أمانيه ويجيب دعاءه .

ـ آداب الدعاء:

أَدْعُو اللَّهَ سُبْحانَهُ وَتَعالى منتبهاً لما يلي:

1- أُخْلِصُ لله في الدُّعاءِ وَأَنا موقن وواثقٌ مِنَ الإِجابَةِ، يَقولُ صلى الله عليه وسلم :”ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أنَّ اللهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءَ مِنْ قَلْبِ غَافِلِ لَاهِ”.

2- أَرْفَعُ يَدَيَّ وَأَناجِي رَبِّي بِتَضَرُّع، يَقولُ صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ- حَيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ أَنْ يَرْفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ فيرُدُهُمَا صِفَرًا لَيْسَ فِيهِمَا شَيْء». (رواه أبو داود) أ

3- أبْدَأُ بِالحَمْدِ وَالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةِ وَالسَّلام عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَبْدَأُ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لَيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ ، ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ».

4- ألح في الطلب، ولا أسْتَعْجِلُ الإجابة.. يقولُ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمِ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: «قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عند ذلك، وَيَدَعُ الدُّعَاءَ». (مُسْلِمُ  )

5- لا أدعو إلّا بِالخَيْرِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم : «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءُ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ». (مسلم)

اقرأ أيضاً  الإنصاف في الإسلام

الأوقاتِ المستحب فيها الدُّعاء:

1- اثناء السجود:

قالَ صلى الله عليه وسلم: ( أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلٌ وَهُوَ ساجد، فأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ) (صحيح مسلم ).

2- يوم الجمعة:

قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدُ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي يسأل اللهَ عَزَّ وَجَلٌ خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ». (رواه البخارِيُّ وَمُسْلِم ).

3- بين الأذان والإقامة:

قال صلى الله عليه وسلم: ( والدُّعَاء لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ). (رواه الترمذي )

4- يوم عرفة.

5- ليلة القدر.

6- في  السفر.

7-عند نزول المطر .

8- عند إفطار الصائم .

عَنْ أَفْضَلِ الأماكن لِلدُّعاء هي المسجد بيت الله تعالى، والأماكن الطاهرة.

أسباب اسْتَجابَة الدُعاء:

قالَ  صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا يَدَّخرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَكشِفَ عَنْهُ السُّوءَ بِمِثْلِهَا». (رواه أَحْمَدُ)

 يستجيب الله الدعاء ما لم يكن في الدعاء إثم أو قطيعة رحم.

وإِمَا أَنْ يَسْتَجِيبَ لَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ- فَيُحَقَّقَ المَرغوبَ مِنَ الدُّعَاءِ

وَإِمَا أَنْ يَدْفَعَ عَنِ الدَاعِي بِهِ شَرًا.

وَإِمَا أَنْ يَدْخِرَ ويؤخر للعبد اِلدّاعي يَوْمَ القِيامَةِ مَا هُوَ أَفْضَلُ.

– لا أَتَوَقَّفُ عَنِ الدُّعاءِ لِوَطني الإماراتِ العَرَبِيَّةِ المُتَّحِدَةِ بِالخَيْرِ وَالأمْنِ وَالأَمانِ: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا سَخاءً  رخاء، وسائر البلاد.

ـ أغراض الدعاء والهدف منه:

1- لأن الله تعالى يحب من دعاه وتوسل إليه والدعاء عبادة.

2- الدعاء يدفع البلاء.

3- الدعاء فيه طمأنينة للقلب وتيسير الأمور.

أَفْضَلِ أَوْقَاتِ الدُّعاءِ في ساعاتِ اللَّيْل والنهار

1- الثلث الأخير من الليل.

2- بين الأذان والإقامة.

اقرأ أيضاً  آداب المسجد

3- بعد الصلاة.

4- بعد الانتهاء من تلاوة القرآن.

5ـ مِنْ أَفْضَلِ أَوْقَاتِ الدُّعاءِ في أيام الأسبوع يوم الجمعة.

6ـ أفضل أوقاتِ الدُّعاءِ في أَشْهُرِ العام يوم عرفة.

7- أفضل أوقاتِ الدُّعاءِ في أَشْهُرِ العام ليلة القدر.

زر الذهاب إلى الأعلى