قيم الإسلام وآدابه

العدل في الإسلام

  العدل في الاسلام

تعريف العدل

هو : إعطاء كل ذي حقٌّ حقَّه وذلك باستيفاء الحقوقِ المترتبة في ذمّة المرء دونَ التَّأثر بحالته الاجتماعية أو جنسه أو لونه أو دينه، وهذا يؤدّي إلى حفظ الحقوق، فهو خلق عظيم وأدب رفيع ومبدأ من مبادئ الدِّينِ الحنيف.

آداب الحكم بالعدل

1- واجب في القضاء بين الناس قالَ تَعالى: ﴿وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) (النساء (58).

2- تجنب ظلم الآخرين بسبب العداوة والكره قال تَعَالَى: [ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَانُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا ] (المائدة (8)

منْ مُرادفات العدل: الميزان    – القسط .

ضدُ العدل الظلم، والجور، والتعسف

ثمرات العدل

قالَ عَزَّوَجَل: ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبى ) (النحل (90)، فتحقيقه يكونُ طاعةً للَّهِ عَزَّ وَجَل واتباعًا لأمره وكلُّ ما أمرنا الله بهِ أو نهانا عنهُ فيه مصلحة لنا، تظهر ملامحها من خلال ثمراتها وفوائدها.

فوائد وثمرات العدل

1. الفوز بحب الله، قال تعالى: “إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ” (المائدة (42).

2. انتشار الأمن والطمأنينة.

3. اختيار الإنسان المناسب للمكان المناسب، فيؤدّي كلَّ إنسان عمله على أكمل وجه.

4. ازدهار الحياة ورقيُّها من خلال إتقان العمل والحرص على المصلحة العامة.

5. التَّعاونِ والثَّقَةِ بينَ النَّاسِ وانتشار السعادة في المجتمع.

6- يُكسب حب الآخرين ويرغبهم في دخول الإسلام أمرُ عمر بن الخطاب لرجل غير مسلم كبير في السن براتب من بيت المال، له ولأمثاله.

7. العدل في اختيار الإنسان المناسب للمكان المناسب، فيؤدي كل إنسان عمله على أكمل وجه لقول النبي صلى الله عليه وسلم عن الوظيفة العامة: “وإنّها أمانةٌ وإنّها يوم القيامةِ خزي وندامة إلا من أخذَها بحقها وأدَّى الذي عليه فيها” (مسلم).

اقرأ أيضاً  آداب الإسلام في الرؤى والأحلام

أهمية العدل في حياة النّاسِ

فبالعدل تحفظ الحقوق وينتهي القهر والظلم ، لأن الظلم إن استمر وانتشر، انتشر معه الحسد والحقد والكره وسيؤدي ذلك إلى تفكك المجتمع..

ميادين العدل

العدل يشمل جميع جوانب الحياة، فهو أساس استقرار المجتمع المسلم، وتماسك أبنائه، فيؤدون واجباتهم، ويتمتعون بحقوقهم، ومن هنا يجب أنْ يكونَ في جميع المجالات، ومنها:

1. التعامل داخل الأسرة.

2. القضاء بين الخصوم.

3. الشّهادة أمام القضاء.

4. المعاملات المالية.

5. تعامل المسلمين مع غيرهم.

6. توزيع فرص العمل.

مجالات العدل في الإسلام

1. عدل الإنسان مع نفسه بعدم تعريضها للهلاك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “فإنَّ لجسدك عليك حقا، وإنَّ لعينك عليك حقا، وإنَّ لزوجك عليك حقًا”

2. العدل في القضاء بين الخصوم قال تعالى: [وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ] (النساء 58).

3. العدل بين الأولاد في العطية لقول النبي صلى الله عليه وسلم لوالد النعمان بن بشير: «اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم» (رواه مسلم).

فوائد العدل في التعامل مع غير المسلمين

يبين سماحة الإسلام و يرغبهم في دخول الإسلام.

يؤدي إلى ترابط المجتمع وتماسكه.

فالعدل في كل مجالات الحياة:

فالمعلم: ينشر العلم النافع بين الطلاب والمساواة بينهم.

ومع زميلك في المدرسة: يكون باحترامه ومساعدته في استذكار دروسه عند غيابه.

وتدلُّ العبارة : “متى استعبدتُمُ النّاسَ وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا” تدل على احترام إنسانية الإنسان مهما كان جنسه أو لونه أو ديانته.

مواقف ونماذج للعدل

ـ كانَ عمر بن الخطَّابِ رَضي الله يكتب إلى واليه ألَّا تتخذ بابًا دون حاجة النَّاسِ،

حتى يسمع  المظلومين ويرد الحقوق لأصحابها.

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه عادلاً وله كثير من المواقف التي تثب ذلك، منها موقفه مع قاتل أخيه زيد بن الخطاب, فعندما التقى عمر به, سأله إن كان هو قاتل أخيه، فلمّا تأكد من قاتل أخيه قال له عمر: ( والله لا أُحبُّك أبداً, فسألهُ قاتل أخيه وكان قد أسلم بعد ذلك، أَوَ تمنعني بذلك حقًّا لي؟” فأجابه عمر: لا أمنعك’ فرغم كرهه عمر رضي الله عنه له لقاتل أخاه، إلّا أنّه لم يمنعه أو يظلمه حقا من حقّوقه, وقد تجرّد  عمر رضي الله عنه من كامل مشاعر الانتقام وأعطى قاتل أخاه حقه.

اقرأ أيضاً  التطوع عبادة وانتماء

أنواع العدل في الإسلام

  فإنّ أنواع العدل تتعدَّد باعتبار مكانه وزمانه

1-عدلٌ في الدنيا، ويشمل المخلوقات جميعها على الأرض منذ أن خلق الله آدم -عليه السّلام- إلى أن تقوم الساعة، وقد حقّقه الله بإرسال الرسل على فتراتٍ متتابعةٍ لإقامته ورفع الظلم عن الخلق.

2. عدله سبحانه في الآخرة؛ يقوم به الله تعالى فمن كان ظالمًا في الدنيا عاقبه الله بظلمه يوم القيامة، ومن كان عادلاً كان له الأجر العظيم جزاءً له, يقول سبحانه: ( وَنَضَعُ المَوازينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئًا وَإِن كانَ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَكَفى بِنا حاسِبينَ).

زر الذهاب إلى الأعلى