الهوية والانتماء

صحتي مسؤوليتي( أهميتها وأثرها )

صحتي مسؤوليتي

قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:”نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ : الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغ “. (رواه البخاري)

 وقيلَ منَ الحِكم: (الصحةُ تاج على رؤوسِ الأصحاء لا يراه إِلَّا المرضى).

الحديثِ وَالحِكْمَةِ، كلاهما يبين قيمة الصحة وأنها نعمة، ووجب على الإنسان العناية بها بالاعتدال في الطعام والشراب وممارسة الرياضة، واستثمارها في نفع الآخرين.

أهمية الصحة في الإسلام :

تُعَدُّ الصحة منْ أسباب سعادتِهِ في الدنيا، ومِنْ أعظمِ نِعَمِ اللَّهِ على الإنسانِ، فبالصحة يسعى الإنسانُ لطاعة ربِّهِ، وينفعُ أَهْلَهُ ونفسَهُ، وَيتمكن من خدمة وطنَهُ، فَمَنْ نالها فقد أدرك خيرًا كثيرًا؛ قالَ  صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِه، مُعَافًى في جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا». (رواه الترمذي)

والمحافظة على الصحة مقصد عظيم من مقاصد الشريعة الإسلامية، ووصية عظيمة من وصايا رسولنا ، قال صلى الله عليه وسلم: «سَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنَ الْعَافِيَةِ». (رواه الترمذي)

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ – يَعْنِي الْعَبْدَ مِنَ النَّعِيمِ، أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَ لَكَ جِسْمَكَ، وَنُرَوِّكَ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ». (رواه الترمذي)

مظاهر عناية الإسلام بالوقاية من الأمراض:

شرع لنا القواعد الحكيمة السليمة التي تحافظ على صحتِنا وَتَقينا من الأمراضِ، ومظاهر تلك العناية والقواعد إجمالاً:

   أولاً: الحث على النظافة والطهارة.

   ثانياً: الدعوة إلى إعطاء النفس حقها من الراحة والنوم الكافي.

  ثالثاً: الدعوة إلى إعطاء النفس حقها من الراحة والنوم الكافي.

  رابعاً: حُرِّمَ الإسلام كل ما يضرُّ بصحة الجسم من الأطعمة والأشربة.

  خامساً: الترغيب في ممارسة الرياضة.

  سادساً: الأمر بالتداوي طلبًا للشفاء، والوقاية من الأمراض.

  سابعاً: الأمرُ بِتَجَنُّب أماكن انتشار الأمراض المُعْدِيَةِ.

– الشرح والتفصيل:

أولاً – الحث على النظافة والطهارة:

الطهارة كلمة تدلُّ على النقاء والصفاء، وزوال الدنسِ المعنوي والحِسي، باطناً وظاهرا، وَقدْ أمرنا الإسلامُ بِالعناية بجانبي الطهارة على النحو التالي:

حثنا على الطهارة الحسية لجسد الإنسان وبيئتِهِ؛ فَالمسلم يتوضّأُ كلَّ يوم خمس مرات، فلا تصح صلاتُهُ بغير طهارة، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : « لَا تُقْبَلُ صَلاةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ» (رواه مسلم ) ، وَيُلبس أفضل ما عندَهُ منَ الثياب وَأطهرها؛ تحقيقًا لِقولِهِ تعالَى: “يَبَنِي ءَادَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [الأعراف: 31] أَيْ عندَ كُلّ صلاة، ويعتني بنظافة مسجدِهِ وبيتِهِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «طَهَّرُوا أَفْنِيَتَكُمْ». (الطبراني) وَحَتَّ عَلَى نظافة اليدين وغسلهما بعد الطعام وقبل النوم، قَالَ صلى الله عليه وسلم : «مَنْ نَامَ وَفِي يَدِهِ غَمَرُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ فَأَصَابَهُ شَيْءٌ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ». (رواه أبو داودَ). وَالْغمَرُ: هوَ رائحةُ دون اللحم وأثرها، لكي لا يتأذى من الحشرات التي تنجذبُ لرائحة الطعام فتؤذي الإنسان.

اقرأ أيضاً  نعمة الأمن

وأمرنا بنظافة الفم والأسنان، قال صلى الله عليه وسلم: «السَّوَاك مَطْهَرَةٌ لِلْفم، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ». (رواه البخاري) فَالسواك يُخَلَّصُ الفم من العديد من الجراثيم التي تتغذى على بقايا الطعامِ المُتَرَسِّبِ بين الأسنانِ، وتفرزُ أحماضًا تُؤَثر على الفمِ وَرائحتِهِ.

طُرُقَ الوقاية من الأمراض التي عَلَّمَنَا إِيَّاها الرسول صلى الله عليه وسلم:

1- تغطية الاناء وغلق الباب للحماية من الجراثيم، ولمنع دخول ما يضر:

قال صلى الله عليه وسلم: “غَطُوا الإِنَاءَ, وَأَوْكُوا السَّقَاءَ, وَأَغْلِقُوا الْبَابَ”. (رواه مسلم)

2- عدم التنفس أوالنفخ في الإناء، لمنع الجراثيم من الوصول لجسم الانسان:

عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم “نَهى أَنْ يُتَنَفَّسَ فِي الإِناءِ أَو يُنْفَخَ فيه”. (رواه الترمذي)

3- قال صلى الله عليه وسلم: “طُهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الكَلْبُ أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ”. (رواه مسلم)

وحث الإسلامُ على طهارة القلبِ وَسلامة الصدْرِ مِنْ أَدْرانِ النفسِ: كَالشُّحَ وَالحسدِ وَالكراهيةِ للآخرينَ، وَكانَ مِنْ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: « اللَّهُمَّ نَقْنِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ». (رواه البخاري)

وهذا النقاء طريق لدخولِ الجنَّةِ، فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: “يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ». فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ,”فَتَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ, وَنزَلَ عِندَهُ يتحسس أمره, فلم يجده كثير صلاةٍ وَلَا صِيَامٍ, فَسَأَلَهُ فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ, غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِشًا, وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ” (رواه أحمدُ).

الوسائل التي تُحَقِّقُ الوقاية من الأمراض النفسية:

1- ذكر الله و قراءة القران:

قال تعالى: “أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”(28)(الرعد).

2- الأمل وعدم اليأس والايمان بالقدر:

قال تعالى: “مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَبْرَاهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ” لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا ءَاتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ” (الحديد).

3- التسامح والعفو:

قال تعالى: “خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ”(199)(الأعراف).

4- الصبر عند الشدائد وشكر الله:

قال صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ». (رواه مسلم)

اقرأ أيضاً  الإمارات في خدمة العالم

5- العمل النافع الذي ينفع صاحبه والآخرين.

ثانياً: الدعوة إلى إعطاء النفس حقها من الراحة والنوم الكافي:

حَرَّمَ الإسلامُ كلّ ما يضرُّ بالنفس، وجعلَ لِلبدن حقًّا، فَلا يُرْهَقُ بِعمل أو جوع أوْ طُولِ سهرٍ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ في عبادة، فعنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بنِ العاصِ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: “أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ ؟ قُلْتُ: إِنِّى أَفْعَلُ ذَلِكَ. قَالَ: “فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ عَيْنُكَ وَنَفِهَتْ نَفْسُكَ, وَإِنَّ لِنَفْسِكَ حَقًّا, وَلِأَهْلِكَ حَقًّا, فَصُمْ وَأَفْطِرْ, وَقُمْ وَنَمْ”. (صحيح البخاريُّ)

كما نهى عن إنهاكِ النفس؛ فعَنْ أَنَسِ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ الْمَسْجِدَ، وَحَبْلٌ مَمْدُودُ بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ، فَقَالَ: « مَا هَذَا؟». قَالُوا: لِزَيْنَبَ تُصَلِّي، فَإِذَا كَسِلَتْ أَوْ فَتَرَتْ أَمْسَكَتْ بِهِ، فَقَالَ: «حُلُوهُ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ – أَيْ: مُدَّةَ نَشَاطِهِ وَقُوَّتِهِ- فَإِذَا كَسِلَ أَوْ فَتَرَ فَلْيَقْعُدُ» (رواه البخاري ومسلم).

ثالثاً: الأمر بالاعتدال في الطعام والشراب وعدم الإسراف فيهما:

أرشدنا الإسلام إلى الاعتدال في الطعام والشراب، وعدم الإسراف فيهما قال تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

وقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتُ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ، فَثُلُتُ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثُ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثُ لِنَفْسِهِ» (رواه الترمذي).

الغاية من تناول الطعام والشراب، تقوية الجسد وامداده بالطاقة التي يحتاجها للعمل والحياة.

رابعاً: حُرِّمَ الإسلام كل ما يضرُّ بصحة الجسم من الأطعمة والأشربة:

 أشار القرآن الكريم إلى اختيارِ الطَّيِّبِ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ، فقالَ عَزَّ وجلَّ: “يَسْألُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَات ﴾ [المائدة: 4]، وَحَرَّمَ علينا بعض الأطعمةِ المُضِرَّةِ، وَالَّتِي تَنْقُلُ العدوى، وَتُشكل خطورة على حياة الإنسانِ، فَحَرَّمَ أَكل لحوم الحيوانات الميتة، والدم ولحم الخنزير، قال تعالى: ” حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَام ذَلِكُمْ فسق …”(3)(المائدة).

حَرَّمَ الإسلامُ الخمرَ وَما يَنْدَرِجُ في حُكمِها كالمخدرات قال: « كُلِّ مُسْكِرِ خَمْرٌ، وَكُلٌّ خَمْرٍ حَرَامٌ». (صحيح مسلم)، وبهذا التحريم حمى الإسلام المسلمين من أضرار الخمور والمخدرات.

إنَّ من أسباب الحفاظ على الصحةِ تَجَنُّبَ التّدخين؛ فقد ثبتَ طِبيًّا ضرره على المدخن نفسِهِ وَعلى المحيطينَ بِهِ – من خلالِ منظمة الصحة العالمية وغيرها- ولذا على الإنسان الامتناع عنه حفاظا على نعمة الصحة والمال وإبقاء للنفس. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرارَ]. (رواه ابن ماجةَ)

خامساً: الترغيب في ممارسة الرياضة:

حث الإسلام على ممارسة الرياضة؛ لما لها من فوائد عظيمة، فهي من الأعمالِ الَّتي تُساهم في تنمية القوَّةِ البدنية للفرد، وفي المحافظة على صحة الجسدِ وَرشاقته، قال : «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيف». (رواه مسلم)

اقرأ أيضاً  التنمية البشرية في الإسلام

حث الإسلامُ على بعض الرياضات لِتقوية الجسمِ، وَحَمايَتِهِ مِنَ المرض:

1- الرماية:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ ، قَالَ: «كَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَتَتَرَّسُ مَعَ النَّبِيِّ بِرْسِ وَاحِدٍ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ حَسَنَ الرَّمْي، فَكَانَ إِذَا رَمَى يُشْرِفُ النَّبِيُّ ، فَيَنْظُرُ إِلَى مَوْضِع نَبْلِهِ». (رواه البخاري)

2- السباق ( الجري ):

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: سَابَقْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَبَقْتُهُ. فَلَمَّا حَمَلْتُ مِنَ اللَّحْمِ سَابَقَنِي فَسَبَقَنِي. فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، هَذِهِ بِتِلْكَ». (رواه أبو داود)

فكلما كان جسم الإنسان سليماً كلما كان لعقله قدرة على التفكير والإبداع واتخاذ القرار السليم (العقل السليم في الجسم السليم).

سادساً: الأمر بالتداوي طلبًا للشفاء، والوقاية من الأمراض:

حثنا ديننا الحنيفُ على طلب الدواء والعلاج حينَ وقوع المرضِ, فَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَتِ الأَعْرَابُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَلَا نَتَدَاوَى؟ قَالَ: «نَعَمْ – يَا عِبَادَ اللَّهِ- تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءٌ إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءٌ أَوْ قالَ: دَوَاءٌ». (رواه الترمذي)

فالحديثِ يحثنا على جواز التداوي مِنْ الأمراض، وَأَنَّ الأدوية تنفعُ وتشفي بِإِذنِ اللَّهِ تعالى، فاستدامة الصحة فيها قوامُ الحياةِ، فَإِذَا رأَى الإِنسانُ أسبابَ المرض، وَخَشِيَ وقوعَهُ، فَيجوزُ لَهُ قَطعَ سببِهِ بِالإسراعِ إِلَى أَخْذِ مَا يَنبَغِي وَيلَزَمُ لدفعِهِ من الأدوية.

سابعاً: الأمرُ بِتَجَنُّب أماكن انتشار الأمراض المُعْدِيَةِ:

لقد حرص الإسلام على عدم نشر المرضِ عند وقوعه, وتطويق المرضِ المعدي والقضاء عليهِ في مكانهِ قبل أن ينتشر, و يؤذي أكبر عددٍ منَ الناسِ, قال صلى الله عليه وسلم: “إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضِ فَلَا تَدْخُلُوهَا, وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضِ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا”. (رواه البخاري)

وَعندما كان الطاعون منتشراُ في بلادَ الشَّام، وأخبروا سيدنا عمر بن الخطاب أنَّ الطاعونَ قَدْ انتشر فِيها فَهَمَّ بِالرُّجوع، فقالَ لَهُ أَبو عُبَيْدَةَ: «أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ عُمَرُ: “لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ. نَعَمْ، نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللهِ” (رواه الشيخان).

وأمر صلى الله عليه وسلم باجتناب أسباب انتقال الأمراض المعدية، قال صلى الله عليه وسلم : «لَا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٌ» (رواه البخاري ومسلم).

الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة:

أَوَّلَتْ دولةُ الإمارات العربية المتحدة منذُ نشأتها عنايةً خاصةً بالصحة، وإنشاء المستشفيات، ودعمتها بالكوادر الطبية المؤهلة والأجهزة المتقدمة، وفق أعلى المقاييس العالمية. كما تَبَنَّتْ سياسة توفير الرعاية الصحية الشاملة، وأنشأت مراكز الطب الوقائي في كل إمارات الدولة التي عملت على تقديم البرامج الوقائية من خلال برامج الصحة المدرسية، ورعاية الطفولة والأمومةِ، وَالتَّثقيف الصحي.

وَكَنَتِيجَةٍ لِتَوَفِّرِ اللقاحاتِ وَالرعاية الأولية لوحظ انخفاضُ معدلات الإصابة بالأمراض الخطيرة التي تُهدد الأطفال، واستئصال مرض شلل الأطفال، وارتفاع المتوسط العمري للناسِ، فَحَقَّقَتْ بذلك الدولة مراكز عالميةً مُتقدِّمةً في مجالِ الصِّحَّةِ، وَما زالتْ تَضَعُ الصحةَ ضِمْنَ أَوْلَوِيَاتِها في الأجندة الوطنية 2021م؛ لتصل بها لمستويات أعلى.

زر الذهاب إلى الأعلى