الهوية والانتماء

نعمة الأمن

نعمة الأمن

قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّما حيزَتْ لَهُ الدُّنْيا» (رواه البخاري في الأدب المفرد والترمذي).

الأمن في الإسلام

إن نعمه الامن من أعظم النعم التي امتن الله تعالى بها على عبادِهِ، فهو غايةٌ عظيمة يسعى لها كل فرد على وجه الأرضِ، يقول تعالى: “أَوَلَمْ نُمَكِن لَّهُمْ حَرَمًا ءَامِنَا يُحِيَ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِّن لَدُنَا” (القصص: 57).

تعريف الامن

الأمنُ (لغةً) ضدُّ الفزع والخوف، ويعني: تَوَفُّرَ الاستقرار والطمأنينة وطرق الحياة السعيدة للفرد والمجتمع، فيعيشُ الإنسانُ حياةً كريمة لا يخافُ فيها منَ الاعتداء على نفسِهِ وعِرْضِهِ ومالِهِ ودينِهِ، وقَدْ عَبَّرَ القرآن الكريم عنه تعبيرًا بليغًا، في قوله تعالى: “الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعِ وَءَامَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ” [قريش: 4]،ففي ظِلِّ الأمن تُسْتَثْمَرُ ثروات الوطن وخيراته، فتتوفر فرص العمل، فينمو اقتصاده، ويأمنُ الناسُ من الفقر والبطالة، وتُحترم القوانين، ويُقامُ العدل، وتَنتشر قيم العدل والتسامح والمساواة، فيعم البلاد الاطمئنان، وتتوطد العلاقات الدولية مع بلادِ العالم كله.

قال تعالى: “وَإِذْ قَالَ إِبْراَهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا ءَامَنَا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ ءَامَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ”. (البقرة: 126).

ـ طلب سيدنا إبراهيم عليه السلام منَ اللهِ تعالى الأمن لأهلِهِ قبل الرزق، لأهمية الأمن فبوجوده يستطيع الإنسان أن يعمل ويكسب فيأتيه الرزق.

مقترحات لحل مشكلة الإسراف في الماء

1- الإرشاد والتوعية للتقليل من استخدام الماء.

اقرأ أيضاً  الأمن والأمان ( أهميته وفوائده )

2- وضع غرامات للحد من الإسراف.

3- قَطْع الماء عند الإسراف.

الإسلام دينُ أمن وسلام

ربط الإسلام بين والإيمان والأمن، فالإيمان طريق فعال لتحقيق رفاهية الفرد وسعادته، وازدهار الدول وتقدمها في جميع مجالات الحياةِ، لأنَّ: الإسلامَ حَرَّمَ كلَّ ما أخَلَّ بسلامة الفرد وأمن المجتمع كشربِ الخمر  والسرقة وتعاطي المخدرات، ونهانا عن الاعتداء على الآمنين، فقال تعالى: ﴿وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 190]، وحذَّرَنا منْ قَتْلِ الأبرياء المسالمينَ، قال تعالى: مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32]، وشدَّدَ الإسلام على النهي عن ترويع الناس وتخويفهم ولو كانَ مزاحًا أوْ إشارةً، فقالَ : « لا يُشِرْ أَحَدُكُمْ إِلى أَخِيهِ بالسلاح، فَإِنَّهُ لا يَدْري لَعَلَّ الشيطانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ، فَيَقَعُ في حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ) (متفق عليهِ ، وَتَوَعَدَ نَبِيُّنا مَنْ يَسْفِكُ دماء الأبرياء بالحرمانِ منَ الجنةِ يوم القيامة، فقال: «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعاهَدًا لَمْ يَرِحْ رائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيوجَدُ مِنْ مَسيرَةِ أَرْبَعِينَ عامًا» [رواه البخاري]، وقد جاءَ الترهيبُ الشَّديدُ من الظلم والإساءة بالفعل أو القول، فقال صلى الله عليه وسلم: “أَلا مَنْ ظَلَمَ مُعاهِدًا أو انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسِ فَأَنا حَجِيجُهُ يَوْمَ القِيامَةِ” [رواه أبو داوود].

مرتكزات أمن المجتمعات

يتحقق الأمن والاستقرار في المجتمع بوجود عددٍ من العوامل، ويكون الحفاظ عليه بالمحافظة على أسبابه، ومنها ما يلي:

1- الإيمان بالله تعالى، فمَنْ آمَنَ واجتنب المعاصي وهبَهُ اللهُ تعالى الأمن، قال سبحانَهُ: وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَئكَ هُمُ الْأَمَنُ وَهُم مُهْتَدُونَ ﴾ (الأنعام: 82).

2- الفهم الصحيح الشريعة الإسلامية وفق منهج الوسطية والاعتدال، قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ (البقرة: 143).

اقرأ أيضاً  مشكلة الفقر في العالم الإسلامي

3- الانتماء والمحبة للوطن، فالإنسانُ إذا أحبَّ وطنه استشعر مسؤولية المحافظة على أمنه واستقراره، ولذلك سأل النبي صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ أَنْ يَهَبَهُ محبةَ المدينة، تحقيقًا للاستقرار والطمأنينة، فقال: «اللهم حَبِّبْ إِلَينا المَدينَةَ كَحُبِّنا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ». (رواه البخاري ومسلم).

4- الولاء والطاعة للحكام، فبِهِمْ يُحْرَسُ الدينُ ، ويدومُ الاستقرار، ويترسخُ العدلُ، فطاعتهم واجبة في الدين، قالَ اللهُ تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ” (النساء: 59).

5- التزام التسامح في معاملة المسلمين وغيرهم تأسيًا بنبي الرحمة ، ومن خلال التحلي بالرفق واللين معهم.

6- إشاعةُ التآلف بينَ الناسِ، قال صلى الله عليه وسلم: « الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»

وَشَبَّكَ أَصابِعَهُ. [متفق عليه].

7- الوحدةُ والحذر من الخلافِ والنزاع، فإنه شرٌّ يؤدي بالمجتمع للتفكك والضياع، قال تعالى: “وَلَا تَنَزَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَأَصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” (الأنفال: 46)، وقالَ النَّبِيُّ : يَدُ اللَّهِ مَعَ الجَمَاعَةِ» (رواه الترمذي).

8- الالتزام بالاستخدام الآمن للشبكات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وتوظيفها لنشرِ السلوكيات الحميدة والثقافة والحذر من المواقع المشبوهة.

الأمن سبب للرقي الحضاري

الشيخ زايد بن سلطان – رحمه الله – وَهَبَنا الله عزّ وجلَّ في دولة الإمارات قادةً مؤسسين حكماء سهروا من أجل بناء الوحدة في سبيل تحقيق قوله تعالى: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَتُكُمْ أُمَّةً وَحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ (الأنبياء: 92)، حتى تكللت جهودُهُمْ بإعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم واصلوا البناء، وتفانوا في العطاء، فحَقَّقَتِ الدولةُ ما يَتَطَلَّعُ إِلَيْهِ شَعَبُ الإمارات من إنجازاتٍ وَتَقَدُّم في كافَّةِ المجالات، حتّى بلغت أعلى المعايير في التَّنافُسيَّةِ والمَقاييس الدوليَّةِ؛ وتصدرت بذلك قائمة الدول العربية للسعادة والرضا بين الشعوب.

اقرأ أيضاً  صحتي مسؤوليتي( أهميتها وأثرها )

هل تعلم: أن الإمارات تعتبر أول دولة في العالم تنشئ وزارة خاصة بالسعادة مهمتها الأساسية تتمثل في تحقيق السعادة والبهجة في نفوس المجتمع. الإمارات تصنف من أسرع الدول نموا بمختلف المجالات ومن أكثر الدول التي تدعم الشباب العربي في مجال الإبداع والابتكار.

المحافظة على الأمن مسؤولية مشتركة

إنَّ المواطن الصالِحَ هُوَ مَنْ يبني وطنَهُ، ويَسْعى لخدمته في كافة الميادين؛ ليحقق الاستقرار والنماء له، فأَمْنُ هذا الوطن واستقراره مسؤوليةٌ تَسْتَدْعِي تَعَاوُنَ جميع أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمينَ عَلَى أرضِهِ؛ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى:”وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى” [المائدة: 2]،

– وللوالدين مسؤولية في تحقيق الاستقرار لأسرتهما، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: والرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِها» [رواه البخاري ومسلم) وأثر ذلك على المجتمع، أنه إذا صلح الأبناء يصلح المجتمع، فمسؤولية الوالدين: رعاية الأبناء وتربيتهم والإنفاق عليهم.

– ولمواقع التواصل الاجتماعي مسؤولية في نشر الأمن ويكون في التعامل مع الأخبار أو الصور المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل نشرها بالتأكد من صحة الخبر قبل نشره قال تعالى: ” وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرُ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْ لَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا” [النساء: 83]

زر الذهاب إلى الأعلى