الهوية والانتماء

مشكلة الفقر في العالم الإسلامي

مشكلة الفقر في العالم الإسلامي

مشكلة الفقر مشكلة قديمة، وهي مشكلة عالمية، فَلا يوجد مجتمع خالٍ مِنَ الفقراء، حتّى المجتمعات المتقدمة.

فَمع تزايد أعداد السكان بنسب أكبرَ مِنْ زيادة الإنتاج في مجتمع ما يظهرُ العجزُ عَنْ توفير الحد الأدنى مِنَ الحاجات الضرورية لحياة كريمة لفئة من أبناء المجتمع.

 مفهوم الفقر:

عدم القدرة على تحقيق الحد الأدنى من مستوى المعيشة  الجيد أو الحصول على الخدمات الأساسية

مفهوم الفقير:

العجز عن توفير الحد الأدنى من الحاجات الضرورية لحياة كريمة  وسعيدة .

خطر الفقر:

تعاني المجتمعات البشريّةُ مِنْ مشكلة الفقر والحاجة  وتسعى للحدّ مِنْها تجنبًا للأخطار المترتبة عليها، ومنعا لآثارها المدمرة المميتة داخل المجتمع وخارجَهُ، فَهي لا تنحصر في مكانٍ أو منطقة بعينها، فعندما ينتشر المرضُ والفقر  في المناطق الفقيرة، لا يبقى محصورًا فيها، فقد ينتقل إلى مجتمعاتٍ ومناطق أخرى، وربما تتسع رقعتُهُ حتّى يُصبحَ العالمُ كلّهُ في مواجهة مع هذا المرض.

كذلك الجهل، وانتشار الجريمة، وانهيار الأخلاق والقيم، كلُّها أخطار تنتج عنِ الفقرِ، وَكلُّها تُؤدي إلى تخلفِ المجتمع وضعفِهِ وانهيارِهِ، وتفككه  وتشكل مصدر قلق للعالم بأسره.

العلاقةِ بينَ الفقر وانتشار الجريمة:

1- الفقر يؤدي إلى انتشار الجريمة.

2- الفقر يؤدي إلى انهيار الأخلاق والقيم عند البعض.

3-الفقر يؤدي إلى الجهل وتخلف المجتمع وضعفه وانهياره.

4-الفقر يؤدي إلى انتشار الأمراض.

أسباب الفقر:

أسباب الفقر كثيرة، منها ما هو متعلق بتكوين الإنسان، كالحوادثِ والمرض والعجزِ، وَهؤلاء يعمهم قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس بمؤمِنٍ مَنْ باتَ شبعانَ، وَجارُهُ إلى جنبه جائعٌ وَهوَ يعلمُ”. [الجامع الصغير] ومِنْها ما يتعلّق بإرادة الشخص وطاقاتِهِ، كالكسل والاتكاليّةَ وتركِ التعليم وَالميل إلى السهولة، وهؤلاء يعمهم قول النبي صلى الله عليه وسلم : “والذي نَفْسي بيده لأنْ يأْخُذَ أحدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَحْتَطِبَ على ظَهْرِهِ خَيْرٌ لَهُ مِن أَنْ يَأْتِيَ رَجُلًا، فيسأله أعْطاه أو مَنَعَهُ”. [ صحيح البخاري]

اقرأ أيضاً  الاستدامة في المنهج الإسلامي
أسباب الفقر في العالم:

1-الصّراعات والقتال والحروبُ الدّاخلية والخارجيّةُ الّتي تُدمّرُ الطاقات، وتستنزف الموارد، وَتُشرِّدُ الشّعوب.

2- الكوارث الطبيعيّةُ كالزلازل والفيضانات والحرائق وقلّة هطول الأمطار، ما يؤدي إلى قلة الإنتاج.

 3 ـ زيادة نسبة البطالة بسبب قلة الاستثمارات وازدياد أعداد السكان ما ينتج عنه نقص في الحاجاتِ الأساسية لمعظم أفراد المجتمع.

4 . تغيير نظام  الإنتاج من القطاعاتِ الإستراتيجيّة كالزراعة والصناعة إلى القطاعات الخدمية المرتبطة بالعالم الخارجي كالسياحة والاستيراد وغيرها، فيتحول المجتمع إلى مجتمع استهلاكي.

 ـ 5 غياب العدالة الاقتصادية والاجتماعية .

6- عدم إخراج الزكاة والصدقات في المجتمع الإسلامي.

العلاقة بين ظاهرةِ التّطرّفِ وَمشكلة الفقر:

1- التَّطرِّفُ يُدمّرُ ثروات البلاد، ويزيد عدد الفقراء.

2- يستغل التّطرّفُ الفقراء لتحقيق أهدافه.

3- التطرف يؤدي إلى تدمير المال فيؤدي إلى انعدام الاستثمار فيؤدي إلى البطالة وهذا يؤدي إلى استغلالهم لصالح التطرف .

علاج مشكلة الفقر:

لقد عالج الإسلامُ مشكلة الفقرِ منْ خلالِ علاج أسبابها ونتائجها، فَحمى حياة الفردِ وكرامتَهُ مِنْ ذَلَّ السّؤالِ وقهر العجزِ وَألم الحرمانِ، وَحقَّقَ مصلحة المجتمعِ فَمنعَهُ منْ أنْ تفتك به الأخطار الناجمة عن الفقر، وذلك من خلال ما يلي:

1 ـ الحث على العمل والسعي لكسب الرّزق الحلال قال تعالى: “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِزْقِهِ، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ”  . [سورة الملك]

2- حماية البيئة والحفاظ على مواردها وتنميتها ، قال صلى الله عليه وسلم : « ما مِنْ مُسلِمٍ يغرسُ غرسًا أو يزرعُ زرعًا فيَأْكُلُ منْهُ طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صدقةٌ». [البخاري]

3 إخراج الزكاةِ وتوزيعها وضبطها من قبل الدولة، قال تعالى: “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةٌ تُطَهَرُهُمْ وَتُزَكيهم بها  “[التوبة: 103]

4- الصدقاتُ وَالوَقْفُ وَالتَّبرعاتُ منْ خلال المؤسسات الرّسميّة؛ لتصل إلى مستحقيها، قال تعالى: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُح نَفْسِهِ، فَأَوَلَيْكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ). (الحشر: 9)

اقرأ أيضاً  التقليد الأعمى (مفهومه ومخاطره)

5 ـ التعاون والتكافل ككفالة اليتيم ومنْ في حُكمِهِ كالأرامل وكبارِ السِّنِّ، قالَ صلى الله عليه وسلم : «والله في عون العبدِ ما كان العبد في عون أخيه…». [مسلم] طاعةُ اللَّهِ وَالتَّوكَّلِ عليهِ وَتركِ التَّواكُلِ قالَ صلى الله عليه وسلم: «لو أنّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ على اللَّهِ حَقَّ تَوَكَّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَما يَرْزُقُ  الطَّيْرَ». [ابن ماجة]

زر الذهاب إلى الأعلى