الهوية والانتماء

بيئتي أمانةٌ ( مفهومها والعناية بها )

بيئتي أمانةٌ 

مفهوم البيئَةِ في الإسلام:

خَلَقَ اللهُ تعالى الإِنْسانَ، وَسَخَّرَ لَهُ البيئة بما فيها من كائنات؛ لِخِدْمَتِهِ وَنَفْعِهِ حَتَّى يُعَمِّرَ الْأَرْضَ، قال تعالى: ” وَسَخَّرَ لكم ما في السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا منه … ) [الجاثية 13].

ويُقصد بالبيئة: كل ما يُحيطُ بِالإِنْسانِ مِنْ أَرْضِ وَهَوَاءٍ، وَزَرْعٍ وَمَاءٍ، وَما يُؤَثِرُ فِيهِ وَيَتَأَثَرُ بِهِ، وَهِيَ مَوْطِنُ الإِنْسانِ الَّذي يَعيشُ عَلَيْهِ، ولها تأثيرٌ كبيرٌ عَلى صِحْتِهِ وَحَياتِهِ.

عناصر البيئةِ وفوائدها لِلْإِنسانِ:

1- الْأَرْضُ خَلَقَهَا اللَّهُ تَعَالَى سَهْلةً مُيَسَّرَةً ليعيش عليها الإِنْسانُ وَيتنعم بخيراتها الكثيرة:

يقول تعالى: “وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَام فِيهَا فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَام وَالْحب ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ”

2- الماء يستخدمه الانسان في شرابه وكافة حاجاته وفي رعاية الحيوانات:

يقول تعالى: “هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ماء لكم منه شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فيه تسيمون”.

3- النبات يأكلون منه ويستظلون بظله ويستخدمونه في صناعة الأدوية وغير ذلك:

يقول تعالى: “وَآيَةٌ لهمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحَيينَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبَّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ” “وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَخِيلِ وَأَعْناب وَفَجَرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيونِ” “لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ”.

4- الأنعام يأخذون منها ما يصنعون منه ملابسهم ويأكلون من لحومها وتحمل أثقالهم إلى أماكن بعيدة:

يقول تعالى: “وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْء وَمَنافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ” “وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالُ حين ترحُونَ وَحِينَ تَسرَحُونَ” “وَتَحْمِلُ أَثقَالَكُمْ إلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بالغيهِ إِلَّا بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لرؤف رحيم”.( النحل)

5- الثروة السمكية ليأكلوا من لحوم السمك وليتخذوا منه زينة وكوسيلة للتنقل السهل المريح:

يقول تعالى: “وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِياً وَتسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وترى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا من فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (النحل).

النِّتائِجَ المُتَرَتبَةَ عَلَى اسْتِنْزافِ عَناصر البيئةِ:

1- الإسراف في استخدام الماء في استخداماتنا اليَوْمِية إلى ندرة الماء وقلته مما يؤدي الى موت الكائنات الحية.

2- إهمال زراعة النباتات يؤدي إلى قلة نسبة الاكسجين في الهواء وتلوث الهواء موت الحيوانات التي تتغذى على النبات.

اقرأ أيضاً  التقليد الأعمى (مفهومه ومخاطره)

3- عدم الاعتناء بتربية الحيوانات يؤدي إلى فقدان فوائد الحيوانات ومنها الغذاء واللباس والشراب

مَظَاهِرَ عِنايَةِ الإسلام بالبيئة:

وَضَعَ الشَّرْعُ الحكيم ضوابط عديدَةَ لِلْحِفاظِ على عناصر البيئة وثرواتها:

1- الأمر بالاعتدال في استخدام موارد البيئة، وعدم الإسراف فيها، يقول تعالى: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” (الأعراف 31).

2- النَّهْي عَنِ الإِفْسادِ في الأَرْضِ مِنْ خِلالِ إِخْلافِ الْأَشْجَارِ أَوْ صَيْدِ الحيوانات لغير حاجةٍ، أَوْ تَلويثِ البيئةِ مِنْ حَوْلِنا، يقول تعالى: ” وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا”[الأعراف 56].

3- رَغْبَ الرَّسُولُ في تنمية الزراعَةِ، وَجَعَلَ لِمَنْ يَعْتَنِي برعايتها أجر الصَّدَقَةِ، قال : « ما مِنْ مُسْلِمٍ يَغرِس غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلِّ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسانُ أَوْ بَهِيمَةُ, إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ» (رواهُ الشيخان).

 4- نَهَى عَنْ تَرْكِ الْأَرْضِ بدون زراعة، فقال: «مَنْ كانَتْ لَهُ أَرْضُ فَلْيَزْرَعُهَا، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطعْ وَعَجَزَ عَنْهَا فَلْيَمْنَحها أخاه» (رواه مسلم)

وَلَقَدْ فَهِمَ الصَّحابَةُ – رِضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ – هَذا الحديث وعملوا به في حياتهم، فيُروى أن أبا الدَّرْدَاءِ غَرَسَ شَجَرَةَ جَوْز وَهُوَ شَيخ كَبير في السِّنِّ، وَسَأَلَهُ أَحَدُهُمْ أَتَغرِسُ هَذِهِ الجَوْزَة وَأَنتَ شَيْخٌ كَبِيرُ وَهِيَ لَا تُنْمِو إِلَّا بَعْدَ كذا وكذا؟ فَأَجَابَهُ : وماذا عَلَيَّ أَنْ يَكُونَ لِي ثَوابها، ولغيري ثَمَرتُها؟ فَيَجِبُ عَلَيْنَا اسْتِثْمَارُ الأَراضي الزراعية والعناية بها وَعَدَمُ إهدارها.

فَوائِدِ زِراعَةِ النَّباتات وتشجيرِ الأَرْضِ لِلْإِنْسانِ:

1- في الجانب الديني ينال الاجر والثواب.

2- في الجانب الصحي يستخدمها في صناعة الأدوية لعلاج بعض الأمراض وتساهم في زيادة نسبة الاكسجين في الجو.

3- في الجانب الاقتصادي يستخدمها في صناعة الاثاث وبعض الأدوات.

4- في الجانب البيئي تساهم في الحد من انجراف التربة والتصحر وتقلل من التلوث الهوائي في الجو.

حَقَّ النَّبَاتِ عَلَيْنَا:

1- إخراج زكاته بعد الحصاد

يقول تعالى: “”كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تسرفوا إنه لا يُحِبُّ الْمُسْرِفينَ  “” (الأنعام).  

2- غرس النبات والعناية به قال : «إِنْ قامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ نَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَها فَلْيَغْرِسُها». (رواه أحمد).   

اقرأ أيضاً  طاعة ولي الأمر

3- عدم قطعه أو حرقه:

قال أَبو بَكْرٍ لِيَزِيدَ لَمَا بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ الشَّام: لا تَقْطَعَنَّ شَجَرًا مُثمراً… (رواه مالك).

الزراعة في الإمارات:

 أَصْبَحَتْ دَولة الإمارات العربية المتحدة نموذجًا يُحتذى به في إعمار الأَرْضِ بالزراعَةِ وَمُكافَحَةِ التصَحُرِ، وَهَذَا بجهود واضحةٍ مِنَ القائِدِ المُؤسِس الشَّيخ زايد بن سلطان آل نهیان رَحِمَهُ اللهُ في حَثهِ عَلى الزراعة وعنايته بهاء فكانَ رَحِمَهُ اللهُ – يَقُولُ لِشَعْبِهِ: «أغطوني زِراعَةً أَضْمَنْ لكُمْ حضارة»، فَغُرِسَتِ المَلايينُ مِنْ أَشْجَارِ النَّخِيلِ وَمِنْ مُخْتَلِفِ الأَصْنافِ، وَاختَلَتِ الإماراتُ بِذَلِك المرتبة الأولى عَلَى مُسْتَوى العالم في التشجيرِ، وَتُولي قيادتنا الرشيدةُ اليَوْمَ اهْتِمَاما واضحًا بِالزَّرَاعَةِ مِنْ خِلالٍ: م توسيع الرقعة الزراعِيَّةِ، وَإِنتاج محاصيل زراعِيَّةٍ جَديدَةٍ. إنشاء الكلياتِ المُتخصّصة.

توزيع الأراضي عَلى المُزارعين، مع توفير ما يَلْزَمُهُمْ مِنْ أَدَوَاتٍ فَحَقَّقَتِ الاكتفاء الذَاتي لِلدَّوْلَةِ مِنَ المَواد النَّباتية.

الاعتدال في استخدام الماء:

أمرنا الإسلام بِالمُحافظةِ عَلى المَاءِ؛ إِذْ جَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى سَبَبًا لِلْحَيَاةِ، قال تعالى: ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ ) [الأنبياء:20].

 وكان رسولنا أُسْوَةٌ حَسَنَةً لَنا في الاقتصادِ وعدم الإسراف في المَاءِ، فَعَنْ أَنَسِ بن مالك قال: « كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ بِالمُدْ وَيَغْتَسِلُ بِالصّاعِ» وَالمُدُّ مِلْءُ الكَفِّيْنِ المُتَوَسطَيْنِ، وَالصّاعُ أَرْبَعَةُ أَمْدَادٍ.

يَشْتَرِكُ الجَميعُ في المُحافَظَةِ عَلَى نِعْمَةِ المَاءِ، بِتَرْشِيدِ اسْتِخْدامِهِ في حَياتِنَا اليَوْمِيَّةِ، فَإِنَّ دَوْلَة الإمارات العربيَّةِ تَبْذُلُ التكاليف الطَّائِلَةَ في تخلية المياه وتنقيتها، وَقَدْ نَهَى الشَّرْعُ عَنِ الإِسْرافِ في الماءِ مَهُمَا كَثُرَ؛ طلبا لِاسْتِدامَتِهِ، وَحِفْظا لِحَقِّ الأخيالِ القادِمَةِ فِيهِ، وَمُحافظةً عَلَى البيئةِ، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقالَ: (ما هَذا السَّرَفُ يا  سَعْدُ؟) قال: أفي الوضوء سرف؟ قال: (نعم، وَإِنْ كُنت على نهر جار) [رواه ابن ماجه].

المحافظة على الثروة الحيوانية:

امْتَنَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْنا بِما سَخَّرَهُ لَنا مِنْ حَيوانات؛ فَمَنافِعُها عديدَةً، وَمِنها أَنها مَصْدَرُ أَساسِي لِغذاء الإنسانِ، وَوَسيلَةُ لِلنَّفْلِ والمواصلات، قال تعالى: وَذَلَّلَنَاهَا لهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ وَلَمْ فِيهَا مَنافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُون”.

وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بِالمُحافظة على الثَّرْوَةِ الحَيَوانِيَّةِ باعتبارها جزءًا مِنَ البيئة، ونهى عن إساءَةِ اسْتِخْدَامِهَا أَوِ الإضرار بها، فحينَ مَرَّ الرَّسول ببعير قَدْ لَحِقَ ظَهْرُهُ بِبَطْنِهِ – مِنْ شِدَّةِ الجوع والعطش – قال: « اتَّقُوا اللهَ فِي هَذِهِ البَهَائِمِ المُعْجَمَةِ؛ فَارْكَبوها صالِحةً، وَكُلوها  صالحةً» [رواه أبو داود.

اقرأ أيضاً  التسامح الفكري (مفهومه وآثاره)

وجَعَلَ الإِسْلامُ لِمَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا الأَجْر العظيم، فَقَدْ سَأَلَهُ بَعْضُ الصَّحابَةِ – رِضْوانُ اللهِ عَلَيْهِمْ – فَقَالُوا: وَإِنَّ لنا في هَذِهِ البَهَائِمِ لَأَجْرًا؟ فقال : «في كل كبد رطبة أجر» [رواه مسلم.

*منافع الحيواناتِ لِلإِنْسانِ:

1- يستخدم جلودها في صنع الملابس والبيوت ويستخدم أصوافها وأوبارها في صناعة الاثاث

يقول تعالى :””وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم””

2- يحصل منها على اللبن اللذيذ:

يقول تعالى: وَإِنَّ لَكُم فِي الْأَنْعَامِ لَعِبَرَةٌ نسقيكم  ممَا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَم لَبَنًا خَالِصَا سَائغاً للشاربين) [النحل: 6].

العِنايَةُ بِالثَّرْوَةِ الحَيَوانِيّة في الإمارات:

أَوْلَتْ حُكومَةً دَوْلَةِ الإمارات العربِيَّةِ المُتَّحِدَةِ عِنايَةً كبيرةً بِتَنْمِيَةِ الثَّرْوَةِ الحَيَوانِيَةِ، وَحِمايَةِ الأنواع المُهددة بالانقراض مِنْ خِلالِ تأمين المَحْمِيَاتِ الطَّبيعيةِ المُناسبة لتكاثرها.

اعْتَمَدَتْ في خُططها التنموية ترسيخ قاعِدَة حديثة وبنية تَحْتِيَّةٍ قَوِيَّةٍ فِي مجال الخدمات البيطرِيَّةِ وَالإِرْشَادِيَّةِ .

إِنْشَاء مراكز لِلْعِلاج وفق أعلى المقاييس العالمية.

 مَحْميَاتٍ طَبِيعِيَّة لِلثروة الحيوانية في دولة الإمارات:

1- محمية صير بني ياس.

2- محمية رأس الخور.

3- محمية جزيرة بوطينة .

4- محمية الوثبة.

المُحَافَظَةِ عَلَى نَطَافَةِ البِيئة:

أمرنا الإسلام بنظافَةِ البُيوتِ وَساحاتها ومرافقيها، قال صلى الله عليه وسلم: «إ ِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نظيف يُحِبُّ النَّظافة، گريم يُحِبُّ الكرم، جواد يُحِبُّ الجود، فنظفوا أفنيتكُمْ» (رواه الترمذي

وَحَتَّنَا عَلَى إِبْعَادِ الأذى عَنِ البيئة؛ حِرْصًا على نظافتِها وَحِفاظًا عَلى جَمالِها، وَوَعَدَ فَاعِلَهُ بِالْأَجْرِ العظيم وَعَدَّ ذَلِكَ مِنْ شُعَب الإيمانِ، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( الإيمانُ بِضْعُ وَسَبْعُونَ “أَوْ بِضْعُ وَسِبعُونَ” شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا: قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْناها إماطة الأذى عَنِ الطَّرِيقِ) صحيح مسلم. الأذى: أَي كُلِّ ما يُؤْذِي مِنْ حَجَرٍ أَوْ قِمَامَةٍ أو شَوْكَ أَوْ غَيْرِهِ.

وَنَحْنُ في دَوْلَةِ الإمارات العربِيَّةِ المُتَّحِدَةِ تَلْحَظُ الجهود الكبيرة التي تَبْذُلُها الدَّوْلَةُ في الاهتمام بجمال البيئة؛ فقد اغتنت بالتشجيرِ، وَأَنْشَأْتِ الْمُنتَزَهَاتِ، وَوَفَّرَتْ عُمَالَا لِلنَّظافة حَتَّى غَدَتْ دَولتنا الحبيبةُ مِنْ أَجْمَلِ بُلْدَانِ العالم، وأقلها تلونا، وصارت عاصمةً للطاقة النظيفة المُسْتَدَامَةِ

زر الذهاب إلى الأعلى